أعرف عبد الرزاق منذ سنوات لكن هذه المرة لما حاورته وجدته مختلفا تماما، أيقنت أنه زاد نضجا وأصبح نجما كبيرا وأنا الذي تعرفت عليه طموحا وهو يشق طريقه محليا رفقة القرش المسفيوي..
أرعبني بالفعل كل الذي حمله لي عبد الرزاق حمد الله من معطيات وأرقام تلخص مسيرة عنوانها النجاح والتفوق أينما وطأت قدماه، ظاهرة فريدة من نوعها وهداف عملاق بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
إتفقنا على أن نتحدث وأن نترك موضوع الفريق الوطني جانبا، لأن النقاش يثير داخله جروح الماضي فتفهمت الطلب.
في الحوار التالي يسافر بكم إبن آسفي في ذاكرة الزمن، حيث يذكركم بمسارات النجاح في كل قارة حل بها واليوم هو مصر على أن يضيف الذهب السعودي لسجلاته اللامعة.

ــ المنتخب: عودة موفقة وأرقام محترمة تتحدث عن عودة الثقة وخاصة الفعالية التي عودتنا عليها،ما هي أسرار هذه العودة القوية بعد فترة لم تشهد حضورك القوي كما تعودنا عليه؟
عبد الرزاق حمد الله: بداية أتوجه عبر جريدة «المنتخب» بالتحية لكل قرائها وخاصة عشاق حمد الله أينما كانوا، بطبيعة الحال أشعر اليوم أني في أفضل حال ممكن وهذا أمر طبيعي ناتج عن استعادة الإمكانيات التي عرفني بها الجمهور والمتتبعين، أمضيت فترة صعبة بعض الشيء بسبب إصابة بليغة لم تكن سهلة إطلاقا.
عدد من اللاعبين الذين تعرضوا لنفس الإصابة إحتاجوا لفترة طويلة كي يعودوا للعب، وأنا ولله الحمد عدت في الوقت المحدد وكل ذلك بفضل الله سبحانه وقوة الإرادة.

ــ المنتخب: توقع كثيرون استمرارك في قطر أو تنتقل لناد هناك لتفاجئهم باختيار عرض النصر، هل لك أن تحدثنا عن سر هذا الإختيار وهذه النقلة؟
عبد الرزاق حمد الله: بعد الإصابة وفترة التعافي والنقاهة حرصت على أن أعود لفريق الريان وإكمال ما بدأته معه وتحقيق المزيد من الإنجازات، لكن وأنا بالريان وقبله بفريق الجيش كنت أتلقى العديد من العروض من أوروبا والخليج ولم أكن ألتفت إليها لاحترامي الكبير للفريق والعقد الموقع معه.
النصر فريق عالمي كما هو معروف في السعودية، ناد كبير ومحترم وكان قد أبدى اهتمامه بخدماتي منذ فترة ليتقدم بعرض هائل وكبير أحاله على نادي الريان فتم التوافق عليه باستفادة مشتركة بين كل الأطراف.

ــ المنتخب: أكيد أنك دخلت الأجواء سريعا لتشابه ظروف اللعب والممارسة بين السعودية وقطر ولم يتطلب الأمر منك وقتا طويلا لتسأنس بالبطولة الجديدة؟
عبد الرزاق حمد الله: بل أني في كل البطولات التي لعبت فيها كنت أملك روح التحدي والإصرار، نجحت في النرويج رغم الظروف المناخية الصعة ونجحت في الصين التي كانت مجهولة بالنسبة لي ونجحت في قطر، لأن شخصيتي وطباعي تساعدني على التفاعل مع أي ظروف كيفما كان نوعها.
صحيح تجربتي في قطر ساعدتني هذه المرة لأدخل الموضوع والأجواء مبكرا في السعودية، وكما قلت لك بعد الإصابة كان يسكنني هاجس اللعب وشغف التسجيل واستعادة متعة زيارة الشباك.

ــ المنتخب: وقعت على أرقام أخرى متميزة توجتها بالسوبر هاتريك قبل أسابيع من الآن واقترابك من صدارة هدافي هذه البطولة، ما هي أهدافك بالضبط رفقة النصر؟
عبد الرزاق حمد الله: مع كل الفرق التي حملت ألوانها لم تكن الجوائز الفردية تتصدر اهتمامي وأهدافي، دائما ما أحضر لمساعدة الفريق الذي يحتضنني ويقوم بشراء عقدي بدرجة أولى وبعدها يأتي التفكير في الإنجازات الفردية.
هذا أيضا ما اشتغلت عليه فور قدومي للنصر ووضع خبرتي كلها لخدمة المجموعة، وبعد فترة سارت الأمور كما ينبغي معي وبالتدريج تتحسن الأرقام ويرتفع المعدل التهديفي والسوبر هاتريك ليس نهاية المشوار، فهناك المزيد بمشيئة الله.

ــ المنتخب: سبقك للسعودية لاعبان من لاعبي الأسود وخاصة أمرابط الذي يجاورك في نفس الفريق، أي تعايش لكما داخل نفس النادي؟
عبد الرزاق حمد الله: لقد تعودت على الأمر نحن سفراء للكرة المغربية ويفترض أن نتعايش بنفس الروح في كل محطة تجمعنا، جربت هذه الأمر في قطر مع محسن متولي وأمر مثير بالفعل وجيد أن تجد لاعب أو لاعبين من المغرب معك بنفس الفريق.
داخل النصر هناك عدد من النجوم الكبار، بل في البطولة السعودية كلها هناك أسماء عالمية وهذه هي سنة الكرة واللاعبون المحترفون متعودون على هذا التعايش.

ــ المنتخب: هل تخطط للقب الهداف أيضا في السعودية لتكرار ما تحصلت عليه في البطولات التي مررت منها؟
عبد الرزاق حمد الله: أنا ألعب مهاجما ودوري هو أن أسجل أهدافا لأنها تمثل الزاد الذي يقويني ويحفزني ويشعرني بالسعادة، قيمة المهاجم والهداف تقاس بأرقامه وسجله التهديفي ومع ذلك فأنا لست مهووسا بالأرقام.
التسجيل هوايتي المفضلة وكسر الأرقام يجعلني لا أعترف بالحدود وطبيعة القارة أو البطولة التي أمارس فيها.
مرة أخرى أعيد التأكيد على أن مساعدة النصر والفريق ليتوج بالألقاب تتصدر اهتمامي لأتوج هدافا ومع ذلك سأفعلها إن شاء الله.

ــ المنتخب: ماذا تمثل لك كل الأرقام التي تحصلت عليها في آخر المواسم، إن نحن قارناها مثلا مع عدم اللعب للفريق الوطني وتمثيله في المونديال؟
عبد الرزاق حمد الله: مقاطعا، أرجوك هذا الموضوع يحزنني لا أود الخوض فيه إطلاقا وأتمنى أن تتفهم موقفي حتى لا يتم تأويل أي شيء أقوله.
أنا أترك الأرقام تتحدث عن نفسها والتقييم للجمهور والصحافة، أرقامي ستتواصل ولن يمنعني أحد من تعزيزها وتطويرها وسيخلدها التاريخ بلا شك.
أنتم تملكون القدرة على الإحصاء ولكم أن تقارنوا وتحاكموا حصيلة حمد الله طيلة 5 مواسم مستمرة بلا انقطاع وكيف واصل بنفس القوة والإستقرار، أملك حوالي 164 هدفا في مباريات رسمية منذ حملت ألوان آسفي في القسم الأول لغاية محطة النصر، وأملك التحدي على أن أواصل بنفس الفعالية، أنا في سن 28 سنة وأمامي 6 سنوات أخرى على الأقل لأمارس على أعلى المستويات وفرصتي لتعزيز هذا السجل قائمة وكبيرة.
(يتبع)