أعرف عبد الرزاق منذ سنوات لكن هذه المرة لما حاورته وجدته مختلفا تماما، أيقنت أنه زاد نضجا وأصبح نجما كبيرا وأنا الذي تعرفت عليه طموحا وهو يشق طريقه محليا رفقة القرش المسفيوي..
أرعبني بالفعل كل الذي حمله لي عبد الرزاق حمد الله من معطيات وأرقام تلخص مسيرة عنوانها النجاح والتفوق أينما وطأت قدماه، ظاهرة فريدة من نوعها وهداف عملاق بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
إتفقنا على أن نتحدث وأن نترك موضوع الفريق الوطني جانبا، لأن النقاش يثير داخله جروح الماضي فتفهمت الطلب.
في الحوار التالي يسافر بكم إبن آسفي في ذاكرة الزمن، حيث يذكركم بمسارات النجاح في كل قارة حل بها واليوم هو مصر على أن يضيف الذهب السعودي لسجلاته اللامعة.

ــ المنتخب: البعض يلوم حمد الله ويسأله، لماذا لم يستغل موهبته هذه في الإنتقال لفريق ببطولة أوروبية كبيرة مثل الليغا؟
عبد الرزاق حمد الله: لقد توصلت بعروض من إسبانيا وفرنسا وإيطاليا وفرق أوروبية عديدة ولا يوجد لاعب محلي توصل بمثل هذه العروض، لكني رفضتها وستسألني لماذا رفضتها؟
سأجيبك باختصار لأنها لم تلبي طموحاتي وسأكون صادقا معك، كرة القدم ومشوارها متقلب وغاية اللاعب هي تأمين مستقبله والعروض الأخرى التي كانت تصلني من بطولات مختلفة تفوق بكثير لا تقارن بالعروض الأوروبية.
كرة القدم لا تعترف بالجغرافيا ومن ينجح في كل المحطات التي مررت منها لا شيء مستحيل أمامه، للأسف هناك من يتحدث ويحلل الأمور التقنية دون أن ينزل للميدان، فالبطولة السعودية قوية جدا وإيقاعها مرتفع والدليل النجوم الذين أصبحت تستقطبهم للعب فيها.

ــ المنتخب: هل  تملك الحافز لخوض تجربة اللعب في بطولة أوروبية في هذا السن؟
عبد الرزاق حمد الله: أنا ألعب حيث أرتاح وحيث أؤمن مستقبلي ومستقبل عائلتي، ولا يوجد ما يلزمني ويرغمني على أن ألعب مثلا في أوروبا كي أثبت لأي كان أنني مهاجم كبير، أهدافي ورصيد البطولات منها يتحدث عن كل شيء وما تحصلت عليه من جوائز وإنجازات يكفيني، كما أن هناك لاعبون شاركوا في المونديال رفقة منتخبات بلدانهم وتنقلوا للعب في فرق ضعيفة في قطر والسعودية وفشلوا فيها، وهذا يلخص قوة هذه البطولات كما يؤكد أن الحظ له دوره أيضا.

ــ المنتخب: في مسار أي لاعب ذكريات سعيدة وأخرى حزينة، أين يتلخص الفرح والحزن في مشوار حمد الله؟
عبد الرزاق حمد الله: الفرح كان عند كل المحطات التي تركت فيها بصمتي ووفقني الله للتوقيع على مسارات جعلت الفرق التي لعبت لها تذكرني بكل خير، والحزن هو لحظة إصابتي لأنه خلال هذه اللحظة دارت برأسي كل الأفكار السلبية والسيئة وأظهرت لي أن المشوار ممكن أن ينتهي في لحظة لولا لطف الله ومساعدته كي أعود أقوى ولله الحمد، أنا مؤمن بالقدر خيره وشره ولا أندم على شيء فاتني.

ــ المنتخب: لو قدر لك أن تعود للبطولة أي فريق ستختار لحمل ألوانه؟
عبد الرزاق حمد الله: خلال تواجدي في قطر تلقيت العديد من العروض لفرق كبيرة في البطولة، ولم أتناقش فيها إطلاقا لأن عقدي مع الفرق هناك كان يمنعني من ذلك.
سأعود يوما ما للبطولة لكنني لن ألعب لغير أولمبيك آسفي، هذا وعد وعهد وميثاق بيني وبين جمهور الفريق الأول للمدينة إلا إذا رفضوا عودتي فحينها سيكون لي موقف آخر، أنا مدين لآسفي بالكثير وممتن لفريقي بما وصلته وعلي تسديد الدين.

ــ المنتخب: أنت هداف تزور الشباك وهذه هوايتك، ألم تخترق مرمى قلبك فتاة لغاية الآن لتؤهلك لمشوار الزواج؟
عبد الرزاق حمد الله: قريبا إن شاء سأعتزل العزوبية وسأدخل بإذن الله القفص الذهبي كما يسمى، كل شيء قسمة ونصيب وأعتقد أن هذا هو السن الفعلي والناضج للزواج.
الزواج يغير مسار اللاعب ويشعره بمسؤوليات مضاعفة والخير فيما اختاره الله.

ــ المنتخب: كالعادة مع كل المحاورين نترك لك كلمة مفتوحة توجه من خلالها ما تريده؟
عبد الرزاق حمد الله: أشكركم على الإهتمام الذي يؤكد حرصكم على متابعة اللاعبين في كل البطولات وحتى القارات وهذا يحفز فعلا على عطاء أفضل.
كنت وما زلت مؤمنا بقدر الله وأحمده بالفعل كثيرا على ما أنعم علي من نعم ونجاحات، وأنا مرتاح وراض بما تحصلت عليه، أتواجد في منطقة تشعر بالهدوء والقرب من الله، أعتز بأرقامي وهي تلخص سيرتي الذاتية ولله الحمد.