يقضي العنكبوت المغربي منير المحمدي موسما رائعا في مالقا، حيث ينافس مع الفريق الإسباني للصعود إلى الدرجة الأولى، ويأمل الحارس المتوهج في ترك بصمته واضحة مع المنتخب المغربي المقبل على خوض نهائيات كأس إفريقيا للأمم بمصر الصيف القادم.
المحمدي الذي راكم تجربة اللعب في إسبانيا، تحدث في حوار حصري مع «المنتخب»، عن طموح الجيل الحالي من لاعبي المنتخب في «الكان»، وحرصه على الإجتهاد لمنافسة ياسين بونو على حماية عرين أسود الأطلس.

 ــ المنتخب: تخوض موسما رائعا مع مالقا في البطولة الإسبانية وتسير لتحقيق الصعود لليغا، وضعيتك هذا الموسم هل تعبر عن الإرتياح؟
 المحمدي: بطبيعة الحال وأنا جد سعيد  بالفوز الأخير الذي حققناه السبت الماضي على حساب فريق لوجو، وضعيتي تختلف كثيرا عما كان عليه الحال داخل نومانسيا، لذلك أعتبر نفسي محظوظا بالتواجد داخل فريق كبير، يتوفر على مسؤولين يوفرون كافة ظروف الإشتغال أمام اللاعبين من أجل النجاح في مهمتهم.
داخل مالقا أنا مرتاح ومعنوياتي مرتفعة وفخور بعطائي، وبكل تأكيد هذا المعطى سيساعدني للنجاح أيضا مع المنتخب المغربي الأول، الذي إكتسبت داخله تجربة إنعكست بالإيجاب على حضوري في إسبانيا.

 ــ المنتخب: المنتخب المغربي مقبل على مواجهة مالاوي برسم الجولة السادسة من تصفيات «الكان»، التي ضمن أسود الأطلس التواجد فيها، أكيد كل الأعين ستكون منصبة عليك من جديد برفقة بونو؟
 المحمدي: الحمد لله تمكننا من العبور لنهائيات كأس إفريقيا، وسنلعب مباراة مالاوي الأخيرة دون ضغط، وستكون الفرصة مواتية للناخب الوطني هيرفي رونار لتجريب كل الخيارات التكتيكية وكذلك اختبار بعض مراكز اللاعبين.
من الجيد أن تخوض مثل هذا النوع من المباريات وأنت في حالة نفسية جيدة، فحجم الإستفادة يكون كبيرا، لذلك لي كامل الثقة في لاعبي المنتخب المغربي من أجل تقديم مباراة جيدة، ستكون ضمن المحطات الإعدادية لنهائيات كأس إفريقيا للأمم بمصر.

 ــ المنتخب: كيف تتوقع مشاركة الأسود في نهائيات كأس إفريقيا بمصر؟
 المحمدي: مشاركتنا ستكون بهدف المنافسة على اللقب الإفريقي، داخل بلد يتوفر على ملاعب جيدة، وهذا الأمر سيساعدنا كثيرا للتألق، شخصيا إستفدت من خوض كأس إفريقيا بالغابون، برفقة العديد من اللاعبين المغاربة الذين مازالوا في صفوف الفريق الوطني وهذا المعطى سيساعدنا كثيرا للحضور بكل الثقل في مصر، التي لن تكون المنافسة داخلها سهلة بحضور مجموعة من المنتخبات القارية الكبيرة.
يجب أن نتفاءل  بكيفية حضورنا في كأس إفريقيا، لأننا نتوفر على عناصر في المستوى ومدرب كبير، له من التجربة مايكفي ليساعدنا بها في المباريات، كلنا نثق به كثيرا وبقدرته على قيادة الجيل الحالي من اللاعبين على لفت الأنظار.

 ــ المنتخب: العديد من لاعبي المنتخب المغربي فضلوا الإنتقال في الأونة الأخيرة للخليج، مارأيك في إختياراتهم منير؟
المحمدي: أحترم الخطوة التي يخوضها أي لاعب في مسيرته الإحترافية، وكل عنصر زميل داخل المنتخب المغربي حر في إختياراته، لذلك لا أرى أي مانع في الإحتراف بالخليج، خاصة وأن معظم الأسماء التي  إحترفت هناك تجر من ورائها تجارب كبيرة في أوروبا.
خضنا نهائيات كأس العالم بروسيا وقبلها لعبنا التصفيات بلاعبين مارسوا في الخليج، لذلك لا أرى أي مشكل في هذا الموضوع، بشرط أن يحافظ اللاعب على مستواه، مثلما فعلت العديد من العناصر كبوصوفة وكذا الأحمدي.

 ــ المنتخب: من خلال حديثك تبدو متفائلا بخصوص مشاركة المنتخب المغربي في كأس إفريقيا؟
 المحمدي: ليست مسألة تفاؤل بقدر ما أعتبرها مسألة ثقة  في بعض اللاعبين الذين أجاورهم منذ سنوات، وأعرف إمكانياتهم التقنية وقدرتهم على الحضور بقوة في كأس إفريقيا، حيث تأمل العديد من العناصر الوطنية، بأن يكون تواجدها في مصر قويا بعدما خاننا الحظ في الغابون.
شخصيا أتذكر جيدا الإقصاء المر في الدور الثاني أمام مصر، لذلك الفرصة ستكون مواتية لنا مجددا للظهور بوجه مشرف في أبرز منافسة في القارة الإفريقية، أتمنى أن نكون في أتم الجاهزية عند إنطلاق «الكان».

 ــ المنتخب: بكل تأكيد مرحلة التحضير لنهائيات «الكان» ستكون جد مفيدة للمنتخب المغربي، ويجب إستثمارها جيدا؟
 المحمدي: مرحلة التحضير لنهائيات كأس إفريقيا تبقى جد مهمة للمنتخب المغربي، حيث تكون الفرصة مواتية من أجل تجهيز اللاعبين بدنيا، والحضور مع المجموعة لأطول مدة ممكنة، عكس المعسكرات السابقة التي تسبق المباريات التي نخضوها في التصفيات، والتي لا تتعدي أياما معدودة.
البقاء إلى جانب المجموعة ككل، يجعل حدة التنافس ترتفع بين اللاعبين ويحفزنا ذلك على تقديم أفضل مانتوفر عليه من إمكانيات، لإقناع الطاقم التقني المشرف على المنتخب المغربي الذي يراقب الوضع بدقة لغاية إنطلاق المنافسة.

 ــ المنتخب: حديثك عن الطاقم التقني يجرنا للحديث عن الناخب الوطني هيرفي رونار، هل هناك تواصل بينكما؟
 المحمدي: هناك تواصل ورونار مدرب يعرف كيف يتعامل مع لاعبيه، ليخرج منهم الأفضل، أظن أن خبرته في القارة الإفريقية أفادت المنتخب المغربي كثيرا، حيث بات الأسود رفقته أكثر قوة، وبإمكانهم منافسة كبريات المنتخبات في القارة.
الكل الأن وبعدما ضمننا التأهل لنهائيات كأس إفريقيا ينتظر موعد القرعة للتعرف على خصومنا، الأمر سيكون مثيرا وأتمنى أن يقف الحظ بجانبنا، أقول الحظ لأن منافسة من حجم كأس إفريقيا ورغم ماتتطلبه من إعداد جيد وتركيز على المستوى العالي، تتدخل فيها أشياء قد لا يدركها المتتبع العادي، لذلك فالمنتخب المغربي سيكون مطالبا بالإعداد الجيد، وإستغلال كل الفرص التي قد تتاح أمامه من أجل إسعاد الملايين من المغاربة داخل أرض الوطن وخارجه.
(يتبع)