تتحضر الدوحة للاحتفال طيلة عطلة نهاية الأسبوع مع خروج الآلاف من القطريين المبتهجين الى الشوارع بعد دقائق على صافرة نهاية المباراة النهائية لكأس آسيا 2019 التي حملت بلادهم الى لقبها الأول في البطولة القارية بفوزها على اليابان 3-1.

وتجمعت حشود ضخمة أمام شاشات عملاقة وضعت خصيصا في الدوحة لمشاهدة المباراة ضد اليابان، تم انتقلت الى الكورنيش، أحد الطرق الرئيسية في البلاد، للاحتفال الصاخب المترافق مع تلويح الاعلام من السيارات.

ووصلت زحمة السير الى أقصى ما يمكن للعين أن تراه ابتهاجا بالانجاز التاريخي الذي تحقق وسط الأزمة السياسية والعلاقات المقطوعة مع الجيران الخليجيين، السعودية والإمارات والبحرين التي تتهم الدوحة بدعم منظمات متطرفة، وهو ما تنفيه الأخيرة.

وفي أمكنة أخرى في المدينة احتفلت الأسر على نغم الموسيقى التقليدية، على غرار ماهر البلوشي الذي قال "نحن سعداء للغاية، ما حصل لا يصدق" بعدما شاهد المباراة مع حشد ضخم في منطقة ساحلية بالمدينة تعرف باسم كتارا.

ولم ينحصر التشجيع بالقطريين، بل شارك ايضا المقيمون من باكستانيين وإيطاليين وبريطانيين وعمانيين الذي كان لهم نكتهم في المباراة النهائية الجمعة في أبوظبي، إذ قطع عدد كبير منهم الحدود مع الإمارات برا وتقاسموا المدرجات مع مشجعي اليابان دعما للمنتخب القطري.

بالنسبة لشهاب، إبن الـ17 عاما، فهو "فخور للغاية لأن القطريين لا يستطيعون الذهاب (الى الإمارات)"، في اشارة الى التوتر السياسي القائم بين قطر وجيرانها في دول الخليج المجاورة بما في ذلك الإمارات، مضيفا "هذا الأمر يجعله (التتويج بنكهة) أفضل لأنه كان صعبا للغاية".

لكن القطري الآخر صالح لا يوافقه الرأي لأن إبن الـ31 عاما أشار الى أنه، رغم "سعادتي الكبيرة"، حزين لأنه لم يكن باستطاعته التواجد في الملعب لمشاهدة الفوز بالكأس، موضحا "المشكلة اليوم، هي أننا لا نستطيع الذهاب الى هناك، الإمارات ، علينا أن نشاهد (المباريات) من الخارج".

- "انتصار للجميع" -
وهناك مشجع قطري آخر فضل عدم ذكر اسمه لوكالة فرانس برس، تحدث عن خشية الذهاب الى أبوظبي حيث أقيمت المباراة النهائية، لأنه قد يجد نفسه في السجن.

لكن ذلك لم يخفف من حجم الابتهاج في الدوحة التي تستعد لاستقبال حاشد للمنتخب الوطني حين يعود الى البلاد مع الكأس يوم السبت.

وأشار صالح الى أن القطريين سعداء لأن المقيمين الذين يشكلون حوالي 90 بالمئة من سكان الدولة المضيفة لكأس العالم 2022، أظهروا دعمهم للبلاد خلال الأزمة السياسية وكأس آسيا، موضحا "إنهم سعداء، وبالنسبة لي يعتبرون قطر كبلدهم. إن شاء الله، كل الناس يدعمون قطر".

ومن بين الأجانب الذين كانوا يشجعون قطر، هناك محمد يوسف هاليك، مشغل رافعة من باكستان يعيش في الخليج منذ 20 عاما، وهو قال مع ابتسامة كبيرة "نحن سعداء للغاية، هم أشقاؤنا في الإسلام".

بالقرب من الحشود الهائلة في كتارا، كان هناك الإيطالي فيتو تشيرابونا وعائلته، بما في ذلك زوجته الاسكتلندية جاكلين وبناتهما الثلاث.

وكشف فيتو "نحن هنا منذ 12 عام، نعتبرها (قطر) وطننا. نشعر وكأنه انتصار الجميع، لاسيما في الأجواء (السياسية) الحالية. قطر كانت كريمة للغاية، فهي تستحق ذلك 100 بالمئة".