لم يترك باريس سان جيرمان نجما على سطح الأرض إلا وجلبه لحديقة الأمراء، لعل أحدهم يهديه لقب عصبة الأبطال الأوروبية الذي ما دخل يوما خزانة الفريق الباريسي، بل إن مؤسسة قطر للإستثمار والتي اشترت أغلب أسهم باريس سان جيرمان، ستنجح في إبرام صفقة القرن بانتزاع النجم البرازيلي نيمار من برشلونة بقيمة مالية جننت سوق الإنتقالات، وكل ذلك من أجل سواد عيون عصبة الأبطال، إلا أن أمراء الحديقة لم ينجحوا للسنة الثالثة على التوالي حتى في الوصول إلى الدور نصف النهائي، وقد شهدت النسخة الحالية خروجهم من الدور ثمن النهائي على يد مانشستر يونيتد في سيناريو لا يصدقه العقل.
كذلك فعل بايرن ميونيخ  قبل خمس سنوات، عندما تعاقد مع الإسباني بيب غوارديولا صانع التيكي تاكا ومبدع النسخة المحينة للكرة الضاغطة وكرة الإستحواذ وقاد برشلونة للفوز مرتين بكأس عصبة الأبطال.
انتظر النادي البافاري من غوارديولا أن يعيد له زمن الجمع بين كل الألقاب كما حدث مع يوب هانكيس، إلا أنه على مدى ثلاث سنوات لم ينجح بايرن ميونيخ مع الفيلسوف في تخطي حتى عتبة الدور نصف النهائي، وطمعا في القبض على كأس الأبطال الذي ضاع منه سنة 2017، عندما واجه ريال مدريد في نهائي تاريخي وخسر أمامه برباعية لهدف، سينجح جوفنتوس في الصيف الماضي وضدا على كل التوقعات في جلب الأسطورة كريستيانو رونالدو الذي توج بكأس الأبطال، خمس مرات، أربع منها مع ريال مدريد وواحدة مع ماشيتر يونايتد، وبدا وكأن اليوفي أصاب الهدف والإختيار، لأن رونالدو واصل مع اليوفي ما كان قد بدأه مع الريال تسجيل الأهداف بالتخصص في عصبة الأبطال، إلا أن ذلك لم يكن كافيا، لأن مسيره في التشامبيونز ليغ لهذا العام سيتوقف عند محطة ربع النهائي، فبرغم أن رونالدو سجل في مرمى أجاكس ذهابا بأرينا يوهان كرويف وإيابا بأليانز ستاديوم، إلا أن ذلك لم يكن كافيا ليمنع السيدة العجوز من الأنهيار أمام إعصار أياكس.
عندما نرصد هذا الذي يفعله أياكس بإسقاطه لريال مدريد حامل اللقب وإقصائه لليوفي المرشح الأكبر للظفر بلقب هذه السنة، نقف على حقيقة أن كرة القدم لعبة جماعية قد يكون للفرد فيها تأثير قوي، إلا أن الفوز بالألقاب يحتاج إلى فكر جماعي.