تقاضى سبعة لاعبين من ريال بلد الوليد الاسباني أموالا من قبل عصابة جرمية تتلاعب بنتائج مباريات كرة القدم، لخسارة مباراتهم الاخيرة من الموسم عمدا ضد فالنسيا، بحسب ما ذكرت صحيفة "ال موندو" الثلاثاء.

وفاز فالنسيا على بلد الوليد 2-صفر وتأهل للمشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، فيما كان بلد الوليد الذي استحوذ غالبية أسهمه "الظاهرة" البرازيلي السابق رونالدو قد ضمن بقاءه في الليغا في المركز السابع عشر.

وأشارت الصحيفة ان الشرطة اعترضت مكالمات هاتفية شارك فيها اللاعب المعتزل كارلوس أراندا الذي أوقف الأسبوع الماضي لشكوك حول تزعمه العصابة حيث يسمع قائلا "تم شراء سبعة لاعبين (من بلد الوليد)".

كما سمع يقول في مكالمة أخرى حصلت عليها الصحيفة "فالنسيا يفوز في الشوط الاول وفي الثاني، حسنا؟".

وقائد بلد الوليد بورخا فرنانديز من بين اللاعبين الذين تقاضوا أموالا لخسارة المباراة، بحسب وثيقة قضائية حصلت عليها "ال موندو".

وكان بلد الوليد أعلن الاسبوع الماضي انه فتح تحقيقا قضائي بحق فرنانديز، وسط تقارير أفادت بأن السلطات راقبت فوز فالنسيا في المرحلة الاخيرة من الموسم.

وقال رونالدو في مقابلة مع يومية "اس" الاسبوع الماضي "نأمل ألا يكون هناك أي شيء. في مطلق الاحوال، أعتقد انه من الجيد ان نحقق، لأننا جميعا سنحارب الفساد".

وكانت الشرطة أوقفت الاسبوع الماضي عددا من اللاعبين الحاليين مثل الدولي السابق راوول برافو، وآخرين معتزلين، إضافة الى عدد من المسؤولين، على خلفية تلاعب بالنتائج في بطولتي الدرجتين الأولى والثانية.

وأشار مصدر مقرب من التحقيق إلى أن المباريات المشكوك بوجود تلاعب بنتائجها، جرت في موسمي 2018-2019 و2017-2018.

وأوضحت الشرطة أن الاشخاص المعنيين يشتبه بقيامهم بالتلاعب بنتائج المباريات، الانتماء الى عصابة جرمية، وتبيض الأموال، مشيرة الى أن تحقيقها الممتد على أشهر عدة "أكد ان المشتبه بهم توصلوا الى اتفاقات مع عدد من اللاعبين للتلاعب بنتيجة ثلاث مباريات على الأقل في الدرجات الأولى والثانية والثالثة".

وتابعت أن "التلاعب المرتبط بالدرجة الثالثة لم ينجح، ما دفع اللاعبين المتورطين الى تعويض الخسارة (التي لم تتحقق) بأخرى في المستقبل".

وكشفت الشرطة أنه خلال إحدى مباريات الدرجة الثانية المشتبه بحصول عملية تلاعب فيها، "سجلت مراكز المراهنات زيادة في حجم السيولة التي تم ضخها يقدر بـ14 ضعفا عن المستوى المعتاد لهذه الدرجة".

من جهتها، أشارت رابطة الدوري الإسباني "لا ليغا" الى أنها قدمت شكوى أولية في مايو 2018.

وكشف رئيس الرابطة خافيير تيباس في تصريحات لصحيفة "ماركا"، أن الرابطة تحقق في هذه القضية منذ أكثر من عام. وأضاف "الأمر مؤلم لأنه يطال ناديا أحبه، لكن الأهم هم إنهاء الفساد في كرة القدم"، في إشارة الى نادي هويسكا الذي تولى رئاسته في التسعينات.

من جهته، أكد نادي بلد الوليد "التزامه مكافحة الفساد أو أي شكل من النشاطات غير القانونية التي تقلل من نزاهة المنافسات الرياضية".

والتلاعب بالمباريات مسألة دائمة الحضور في كرة القدم الإسبانية.

ففي فبراير 2018، تم توقيف 24 شخصا على الأقل على خلفية تلاعب بالمباريات في درجات دنيا. واتهم هؤلاء بالطلب من لاعبين فرض ركلات جزاء أو ركلات ركنية خلال مباريات الدرجتين الثالثة والرابعة، قبل أن يقوم المعنيون بوضع رهانات على حالات مماثلة، وتاليا تحقيق أرباح.

كما طال التلاعب رياضات أخرى في إسبانيا أبرزها كرة المضرب، وآخرها في كانون الثاني/يناير الماضي مع تفكيك شبكة ضالعة في تلاعب بالمباريات، وتوقيف 15 شخصا والتحقيق بعشرات آخرين.