لست قارئا للغيب، ولا أتنبأ بالكرامات، ولا أرغب حتى في الحديث مرة أخرى عن لاعب خذل منتخب بلاده وتخلى عنه وقت الشدة.. ولكن من يشاهد خط هجوم المنتخب المغربي وهو يعاني من هذه الإعاقة الرهيبة وفي كل مبارياته التي خاضها بمسابقة كأس أمم إفريقيا سيؤكد جازما أن "لعنة حمد الله" أحلت فعلا بالأسود!!

لا النصيري كان في الموعد كما يجب، ولا بوطيب ساعدته لياقته، ولا زياش أخلص لعادته في اللمعان، ولا بلهندة عرف طريقة نحو الشباك، ولا الإدريسي قدم الإضافة المطلوبة، ولا كل الكرات المرفوعة باتجاه مربع عمليات الخصوم كانت دقيقة، وحتى التسديدتين المؤطرتين من حكيمي ومزراوي في مبارتين اثنتين ردتهما العارضة معا. وأمام منتخب بنين كان اللاعبون بالكاد يتململون وهم ينادون على الكرات.. أي لعنة هذه؟!

أحيانا كثيرة قد يستغل لاعب أو مهاجم ما نصف فرصة ليسجل منها الهدف، لكن المصيبة في خط هجوم الأسود، أنه لا يحسن استغلال الفرص مهما كانت غزيرة، وقد شاهدنا ذلك خلال مباراة كوت ديفوار مثلا. أما في المباراة الأخيرة أمام بنين فقد أصيب الأسود بما يشبه "فقدان الذاكرة"، وتاه اللاعبون طريقهم نحو الشباك بشكل غريب وغير مفهوم، وينم عن تصدع كبيرة في بنية الفريق وفي طريقة أدائه.