قبل يوم من نهاية كأس الأمم الإفريقية في مصر، تعقد الكونفدرالية القارية لكرة القدم ("كاف") جمعية عامة ستبحث سلسلة من المسائل الشائكة والجدلية قبل أيام من بدء مهمة الأمينة العامة للاتحاد الدولي (فيفا) فاطمة سامورا، وفي ظل مقاطعة تونسية.

وعشية المباراة النهائية التي تجمع الجمعة بين منتخبي الجزائر والسنغال، يبدأ الكاف صباح الخميس في أحد فنادق القاهرة، اجتماع جمعيته العمومية الذي يتوقع أن يحضره رئيس الفيفا السويسري جياني إنفانتينو، وعلى جدول أعماله بنود عدة أبرزها تأكيد مقررات اللجنة التنفيذية المنعقدة في 19 حزيران/يونيو الماضي (ومنها مسألة سامورا)، وتقرير اللجنة المالية ولجنة التدقيق، إضافة الى بحث مسألة إعادة مباراة الإياب للدور النهائي لمسابقة عصبة الأبطال بين الترجي التونسي والوداد البيضاوي المغربي، والتي ستقام على أرض محايدة بعد نهاية المسابقة الحالية.

لكن الخطوة الأهم ستكون الحضور المرتقب للسنغالية سامورا التي تبدأ في الأول من غشت مهامها كـ "مفوضة عامة لإفريقيا" لستة أشهر قابلة للتمديد، تتولى خلالها "الإشراف على الإدارة العملية للكاف بما يشمل الحوكمة والإجراءات الإدارية، ضمان فعالية واحترافية كل منافسات الكاف، دعم النمو وتطوير كرة القدم في كل البلاد ومناطق الكاف".

وأتت الخطوة بعد سلسلة أحداث مثيرة للجدل في كرة القدم الإفريقية، منها مسألة الدور النهائي لعصبة الأبطال، والتحقيق الفرنسي مع رئيس الكاف أحمد أحمد بشأن شبهات فساد، قبل إخلاء سبيله من دون توجيه تهم.

ورغم أن تفويض سامورا أ عل ن ببيان مشترك بين الفيفا والكاف قبيل انطلاق كأس الأمم، وتحدث عن "إجماع" اللجنة التنفيذية للكاف على هذه الخطوة، لكن الإجراء غير المعهود بتوكيل الفيفا أحد مسؤوليه لمهام في كونفدرالية قارية، أثار اعتراضات على مستوى القارة السمراء، وأيضا من رئيس الاتحاد الأوروبي السلوفيني ألكسندر تشيفيرين، ومسؤولين سابقين.

ونقل موقع "انسايد وورلد فوتبول" عن العضو الليبيري في اللجنة التنفيذية للكونفدرالية القارية حسن موسى بيليتي قوله "لا يمكن أن نقبل أن يفرض علينا أي شخص من خارج الكاف لحل مشاكل حوكمتنا".

وأضاف "لقد تم انتخابنا لإدارة وحل مشاكل كرة القدم الإفريقية. من المهم أن نكون على قدر المسؤولية حيال القارة (...) سيكون معيبا أن نقول إننا، كمجموعة من 22 شخصا، غير قادرين على إدارة الكرة الإفريقية".

وجهة النظر الرسمية للكاف كانت الترحيب بقدوم السنغالية التي تربطها معرفة سابقة بأحمد، اذ عملت كمنسقة للأمم المتحدة في مدغشقر بين العامين 2010 و2016، في وقت كان هو يتولى رئاسة للجامعة المحلية في بلاده، قبل انتخابه رئيسا للكونفدرالية القارية في 2017.

وفي حديث الى "انسايد وورلد فوتبول" الأسبوع الماضي، قال أحمد "دعوا الفيفا يأتي، وفاطمة تبدأ عملها في الأول من آب/أغسطس، وسنرى".

وتابع "أنا من طلب من الفيفا التدقيق بحسابات الكاف لنرى ما اذا كانت ثمة أمور خاطئة تحصل"، متابعا "أريد شخصا مستقلا للتدقيق في حساباتنا. لماذا يخشى الناس قدوم الفيفا الى الكاف وفحص سجلاتنا؟".

من جهته، أكد الأمين العام للكاف المغربي معاذ حجي في مؤتمر صحافي على هامش المسابقة، أن الكاف ينظر بإيجابية لمهمة سامورا، واصفا إياها بـ "الفرصة الكبيرة"، مضيفا "هذا لن يمضي سوى في اتجاه تسريع اصلاحات من قبل الرئيس أحمد أحمد ولجنته التنفيذية مع مبادئ مثل الحوكمة الجيدة، الشفافية، والمساواة".

لم يجد هذا الترحيب صداه خارج القارة السمراء. الرئيس السابق للفيفا السويسري جوزيف بلاتر الذي لا يفوت مناسبة للتصويب على إنفانتينو، وجد في الخطوة فرصة لانتقاد من انتخب لخلافته بعد توقيفه عن مزاولة أي نشاط كروي في إطار فضائح الفساد التي هزت الهيئة الدولية.

وقال بلاتر لهيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" الثلاثاء إن تفويض سامورا "يمكن أن يعتبر شكلا جديدا من أشكال الاستعمار (...) تدخل الفيفا المباشر عبر إرسال السيدة سامورا لتكون +مشرفة+ يتجاهل الوضع القانوني للاتحادات".

وأوضحت "الكونفدراليات القارية ليست ضمن أعضاء الفيفا. فقط الجامعات الوطنية هي المنضوية في العضوية".

بعيدا من تفويض سامورا، سيكون الكاف أمام مسألة أخرى مثيرة للجدل هي إياب الدور النهائي لمسابقة عصبة الأبطال، والتي قرر إعادتها على أرض محايدة على رغم تسليم الكأس للترجي حامل لقب موسم 2017-2018، اثر انسحاب لاعبي الوداد من المباراة ضده في ماي في الدور النهائي لموسم 2018-2019.

واحتج لاعبو الوداد على عدم توافر تقنية المساعدة بالفيديو في التحكيم ("ڤار")، وغادروا أرض الملعب بينما كان المضيف متقدما بنتيجة 1-صفر (1-1 ذهابا في الرباط). وبعد توقف لنحو ساعة ونصف ساعة، أعل ن الترجي فائزا باللقب للموسم الثاني تواليا وتسلم لاعبوه الكأس، ليعود الكاف بعد أيام ويقرر إعادة المباراة، في خطوة لقيت انتقادا تونسيا.

الإثنين، أعلنت الجامعة التونسية قرارها "مقاطعة الجلسة العامة للكونفرالية الإفريقية (...) وقد تم إعلام الكاف والاتحاد الدولي بذلك".

وفي حين لم توضح الجامعة التونسية أسباب المقاطعة، وضع المتحدث باسمها حامد المغربي في تصريحات الثلاثاء لقناة "التاسعة" المحلية، الخطوة في إطار "الحفاظ على حقوق تونس".

وأضاف "مررنا بعديد الاشكاليات مع الكونفدرالية الافريقية (...) وصل الأمر الكونفدرالية الى ان تقرر اعادة مباراة الترجي في بلد محايد لأن تونس غير آمنة".