الأغلبية بدأت التحضيرات وفيلق الكان في مفترق الطرق

بإتمام شهر يوليوز لثلثه الثاني تكون الأغلبية الساحقة من الأندية الأوروبية قد بدأت إستعداداتها للموسم الجديد، مع دخول البعض في المنافسات الرسمية والأدوار التمهيدية لعصبة الأبطال.

الأسود الذين كانوا ملتزمين بكأس أمم إفريقيا في مفترق الطرق بين من يقضي الإجازة المتأخرة ومن يوجد في عطالة، ومن يبحث عن وجهات جديدة، في وقت شرع فيه المحترفون المبعدون عن العرين في الإستعدادات منذ أيام.

إجازة متأخرة

للعام الثاني تواليا لم يحصل الأسود على الإجازة السنوية التي تنطلق عادة بعد نهاية البطولات منتصف شهر ماي، وأخلفوا الموعد مضطرين بسبب إلتزامهم مع الفريق الوطني السنة الماضية بالمونديال الروسي والسنة الجارية بالكان.

كثيبة المدرب هيرفي رونار ومباشرة بعد تفرغها من الإلتزام مع الأندية، إستفادت من أسبوع واحد من العطلة قبل أن تبدأ التربص القبلي للبطولة الإفريقية مطلع شهر يونيو الأخير بمركز المعمورة، لتكون في مهمة وطنية لمدة 5 أسابيع كاملة.

وفي وقت إستأنفت مجموعة من الفرق التداريب وبدأت التحضيرات، كان الأسود في أوج المنافسة بالكان، مع جهل تام لتاريخ بدء الإجازة السنوية والذي إرتبط بمدى ذهاب الفريق الوطني بعيدا في البطولة أو الخروج بشكل مبكر.

إختفاء عن الأنظار

خطط اللاعبون إلى الدخول في عطلة بداية من 20 يوليوز أي بعد رهان بلوغ المباراة النهائية، والتي وضعوها كهدف رئيس للوصول إليه، إلا أن الإقصاء الصادم والمفاجئ في الدور الثاني ضد البنين يوم 5 يوليوز، جعل الكل يحزم حقائب المغادرة وحجز التذاكر نحو مختلف الدول والقارات الخمس.

الأسود وفي اليوم الموالي للخروج الصاغر تفرقوا شمالا وجنوبا شرقا وغربا، وآثر الكثير منهم الإختفاء عن الأنظار وعدم نشر الصور والتدوينات على مواقع التواصل الإجتماعي، والتي توثق عادة تنقلاتهم وتحركاتهم.

بين دبي، فرنسا، المغرب وهولندا تفرق زملاء بوصوفة لقضاء العطلة الصيفية في إنزواء وبعيدا عن العدسات، وذلك إحتراما لمشاعر الشعب المغربي الذي صب جام سخطه على فئة من اللاعبين والمدرب.

الآذان على الهواتف

صحيح أن جميع اللاعبين إنغمسوا في رمال الشواطئ والمياه، وتناسوا أجواء الصخب والضغط والقيود، ويحاولون وضع البلسم على جرح الكان، إلا أن تواجدهم في المنتجعات لا يمنعهم من الإبقاء على خطوط هواتفهم مفتوحة مع بعض المقربين والقائمين بالأعمال.

آذان أكثر من 10 أسود على رنات الهواتف لسماع آخر المستجدات وأخبار العروض والإهتمامات، في ظل إنتهاء عقودهم مع أنديتهم ووقوعهم في فخ العطالة كحالة امبارك بوصوفة، أو فتحهم لباب الطلاق بالتراضي والرغبة في ركوب قطار تحديات جديدة، والحديث عن زياش، بونو، بوفال، فجر، عبد الحميد، النصيري، أيت بناصر، الأحمدي..

الأجساد في المسابح والعقول شاردة ومتنقلة هنا وهناك حيث المستقبل، والبعض قد يضطر لإنهاء إجازته مبكرا والتحليق لخوض الفحوصات الطبية وتوقيع عقود جديدة بعد الإتفاق النهائي وحسم المفاوضات.

العودة تدريجيا للميادين

بداية من يوم الإثنين المقبل سيلتحق لاعبو الفريق الوطني تباعا بتداريب فرقهم الأوروبية والخليجية، حيث ستكون العودة تدريجية لأجواء المنافسة والتحضيرات للموسم، ولو بتأخير قد يصل إلى شهر عند بعض الأندية.

أسود الليغا والبرمرليغ سيرجعون بداية من 22 يوليوز وبعدها بقليل سيأتي الدور على محترفي تركيا وإيطاليا وكذا الخليج، وفق برامج تأهيلية خاصة وإنفرادية نظرا للتأخر على مستوى الإعداد البدني.

وفي إنتظار إستئناف التداريب الجماعية وبداية الرحلة، فإن بعض العناصر تحرص في عز الإجازة الصيفية على خوض التمارين الفردية وحصص في تقوية العضلات والجري سواء في الشواطئ أو القاعات، حفاظا على اللياقة البدنية كما هو الحال مع نور الدين أمرابط الذي يتدرب يوميا وبقسوة رغم أنه في إجازة.

هؤلاء في مفترق الطرق

إذا كان نصف الفريق الوطني سيرجع إلى التداريب خلال الأسبوعين القادمين، فإن بعض اللاعبين يُجهل مصيرهم إلى غاية الآن، ويُجهل معه إن كانوا سيعودون إلى تداريب الأندية المالكة لعقودهم، أم سيؤجلون الرجوع إلى أن يجدوا موطئ قدم جديد وعقود أفضل.

حكيم زياش الوحيد من حسم إنتقاله إلى بايرن ميونيخ، فيما يوسف أيت بناصر، ياسين بونو، كريم الأحمدي، سفيان بوفال، فيصل فجر هم أكثر اللاعبين الذين يتواجدون في مفترق الطرق، فلا هم يرغبون في العودة إلى أنديتهم ولا هم حسموا قراراتهم ووجهاتهم مسبقا بصفة نهائية، فيما البعض الآخر وافق مبدئيا على مواصلة المغامرة رغم التوصل بعدة عروض، كنبيل درار ويونس بلهندة وأسامة الإدريسي.

ومع توالي الأيام وإقتراب شهر غشت يزداد الضغط يوما بعد يوم على من يترددون في إتخاذ القرار، خصوصا وأن نهاية الميركاطو الصيفي بتواريخ متباينة في مختلف البطولات الأوروبية والعالمية.

الأغلبية في بحر الإعداد

بإستثناء العناصر الوطنية التي كانت ملتزمة بالكان، فإن جميع المحترفين المغاربة بدأوا مسبقا التحضيرات والإستعدادات للموسم، ومنهم من شرع في التداريب منذ بداية شهر يونيو كحال ميمون ماحي أول المنطلقين رفقة إف سي زيوريخ السويسري.

من غيروا الجلد ومن جددوا الدماء إنطلقوا مباشرة في التداريب بعد حفل التوقيع، ومن كانوا في عطلة لأسابيع بدورهم إنضموا إلى التربصات تباعا خلال الأيام الماضية، وحتى أسود الخليج الجدد وتحديدا السعودية قصوا شريط الظهور في المعسكرات الداخلية والخارجية.

هذا وبدأ البعض مبكرا المباريات الرسمية والموسم، كمحمد غرس الله وعبد الله الزوبير اللذان خاضا هذا الأسبوع الدور التمهيدي الأول لعصبة الأبطال الأوروبية، على أن يلتحق بالمنافسة رسميا في غضون الأسبوعين المقبلين، بعض الأسود الآخرين كيوسف العرابي مع أولمبياكوس ومغاربة فاينورد.