بعد مستواه الرائع في منافسات "الكان"، ما يزال غانم سايس تحت تأثير صدمة الفشل الأخير لأسود الأطلس أمام سناجب بنين.
رفض التواري، وخرج مدافع وولفرهامبطون الإنجليزي في حوار مكاشفة مع "فرانس فوتبول" الفرنسية، يقدم من خلاله تشريحا للمنتخب الذي عجزت عجلة تطوره عن مسايرة بقية المنتخبات، باعثا لرسالة واضحة مفادها أن هذا المنتخب عليه تقديم مجهودات مضاعفة.

ــ فرانس فوتبول: حكيم زياش خيب ظن الكثيرين في النسخة الأخيرة للكان، ما رأيك؟
سايس: أعتقد أن العديد من الأشخاص ينتظرون الكثير منه، بالنظر للمستويات التي بصم عليها هذه السنة، أجد من الطبيعي أن يصاب الناس بخيبة أمل إذا لم يستطع حكيم تسجيل الأهداف أو منح التمريرات الحاسمة كما يفعل مع أجاكس.

ــ فرانس فوتبول: كيف تفسر ذلك؟
سايس: لقد كان حكيم مرهقا كثيرا بعد سنة طويلة لعبها مع أجاكس وكنا نراه لماما في كرسي البدلاء، وذلك لضمان اللقب المحلي والذهاب إلى أبعد نقطة في عصبة الأبطال الأوروبية.
لقد كان يبدو عليه فتور في فترات اللقاء، ربما كان للعامل المناخي تأثير خصوصا وأنها أول كأس إفريقية له، عانينا جميعا من درجة حرارة مرتفعة واستأسدنا، بالنسبة لحكيم ربما كان تأثير الفرق بين كأس العالم وكأس إفريقيا لأن الفرديات نادرا ما تخلق الفارق أو لنقل لا تكفي، فاللعب الجماعي والتركيز هما مفتاح كرة القدم الإفريقية.

ــ فرانس فوتبول: هل استطاع المنتخب المغربي امتلاك هذه الكفايات؟
سايس: لا أدري إن كان ذلك له علاقة بإكراه بدني أم أن الأمر مرتبط بالجانب النفسي.
عموما مثل هذه الأمور لا يجب أن تحدث، كانت الثقة في أعلى المستويات بعد الثلاث مباريات دون استقبال أهداف، رغم أن الأمور لم تكن مثالية.

ــ فرانس فوتبول: هل تجاوزت الثقة حدود المعقول؟
سايس: لا أعلم، هي تجربة أتمنى أن نستثمرها على أحسن وجه في التحديات المستقبلية فغير المقبول أن بلدا مثل المغرب لا يتأهل بكل إمكانياته خلال مشاركاته لدور الربع على الأقل.

ــ فرانس فوتبول: قبل المنافسة، كثر الحديث عن أجواء غير صحية بين بعض اللاعبين، هل الأجواء كانت سليمة في المجموعة؟
سايس: كانت المجموعة تعيش في ظروف جيدة، رغم أننا كنا نستمع إلى أن تكتل اللاعبين «الأوربيين - الفرنسيين» يسيطرون على النخبة الوطنية.
أود القول أن هذه التكتلات طبيعية وقد تحدث في الحياة العادية، هناك أشخاص ننسجم معهم أكثر من آخرين لكن هذا في حدود المعقول.
المشكل مع فيصل فجر تمت قراءته قراءة سطحية دون العودة إلى أخلاقيات الإنضباط داخل الفريق، لأن المدرب قد حضر مسبقا لائحة المسددين لضربات الجزاء وكان ضروريا الإنضباط لهذه التراتبية واحترامها. 
بدأنا بعد ذلك في خلق روايات حول الواقعة، لم تخدم مصالح المنتخب وحتى فيصل فجر، الذي تأثر بالموضوع خصوصا وأنه متعلق ببلده كثيرا، ومستعد لإعطائه كل شيء.
هذه نبذة عن الحالة الذهنية التي نملك منذ سنوات والتي مكنتنا من القيام بأشياء جميلة، كانت تنقصنا بعض التوابل لتحقيق النتائج.

ــ فرانس فوتبول: هل تأثر تركيز المجموعة بترويج خبر رحيل هيرفي رونار؟
سايس: هذا الخبر تداولته كل الصحف المغربية، ونحن تعاملنا معه باحترافية كبيرة، لم تكن هناك مشاكل مع المدرب، كانت الأجواء على أحسن ما يرام. 

ــ فرانس فوتبول: هل تودون استمرار هيرفي رونار؟
سايس: لقد قدم أشياء جميلة بشهادة جميع اللاعبين، رونار أسس لثقافة الجسر بين جيلين، أعتقد أن باستطاعة المدرب استكمال المشوار، لكن يبقى كل شيء مرتبط بالأحداث ورغبة اللاعبين والمدرب.

ــ فرانس فوتبول: هل رحيل هيرفي رونار قد يؤخر من تطور أداء المنتخب المغربي؟
سايس: أتمنى عدم حدوث ذلك، لأن الأمر أشبه بمصعد تعطل وعلينا النهوض سريعا لمحاكاة الركب الكروي، لقد سبقت أن أشرت أن هناك جيل من اللاعبين الموهوبين (النصيري، حكيمي، مزراوي، آيت بناصر، حارث، زياش، بوفال....) يجب فقط التركيز في هذه المنافسات لأن الفنيات والأناقة في اللعب قد لا تفي بتحقيق النتائج في إفريقيا.
غالبا ما نشاهد كوموندوهات داخل الملعب تقاتل وتحقق إنجازات رائعة بفضل التوازن الذي يجمع بين الوصفتين.

ــ فرانس فوتبول: نسدل الستار على هذا الحوار بالحديث عن تجربتك مع وولفرهامبطون، الذي ارتقى الموسم الماضي إلى البريمرليغ،  كيف يرى غانم عطاءه ومردوديته؟
سايس: كانت الحصيلة متباينة، عدت بعد كأس العالم برغبة جامحة للعب في البطولة الإنجليزية الممتازة، كانت الأمور في البداية معقدة بعض الشيء لأنني عدت متأخرا لأجواء التنافس، لم أنل فرصتي الكافية لتقديم ما كنت أطمح له، لكن إصراري وانضباطي جعلاني أجني ثمار مخططي.
أود اليوم معرفة مكاني ضمن مخططات النادي ورغبة المدرب في الموسم المقبل، كانت سنة حافلة (42 لقاء في الشامبيونشيب) لأظل حبيس الإحتياط بعد أشهر من الرسمية، كان الأمر صعب التقبل، أريد الآن الحفاظ على التنافسية، وبصدق إذا صرف المدرب الإعتماد على خدماتي، سأرحل دون شك، لكن قبل اتخاذ هذه الخطوة، عليَّ استجلاء الأمور لأنني غير مستعد لتقمص دور ثانوي في الفريق، لقد أثبت أحقيتي في اللعب على أعلى المستويات، سأخلد للعطلة الآن، بعد ذلك سأرى إلى ماذا ستؤول الأمور بعد العودة.