في إسميه الشخصي والعائلي اللذين بات بهما معروفا من كل المغاربة، ما يرمز إلى شخصيته الرائعة، فهو أيوب المجبول على الصبر في مغالبة كل الظروف لبلوغ الهدف، وهو الكعب العالي في إصطياد الأهداف من أنصاف الفرص.
أيوب الكعبي الذي دخل تاريخ كرة القدم الإفريقية من الباب الواسع، عندما سجل تسعة أهداف في الـ«شان» ليصبح الغوليادور التاريخي لهذه المسابقة، يعود اليوم للمغرب منضما للوداد على سبيل الإعارة بعد موسم ونصف الموسم، قوام بداياته الإحترافية بالقارة الأسيوية مع نادي هايبي فورتونا الصيني..
ما الذي أعاد يا ترى الكعبي للبطولة الإحترافية التي شهدت ميلاده الحقيقي مع فارس البرتقال النهضة البركانية؟
ولماذا اختار الوداد بالذات ليلعب مججدا في البطولة كمُعار؟
وما الذي شعر به وهو يقف على مسافة من الفريق الوطني المشارك في «كان» مصر؟
الكعبي بذات الدقة التي يكون عليها أمام أمهر الحراس، يجيب على أسئلة «المنتخب» بلا أدنى حرج..

 ــ المنتخب: بعد موسم قضيته بالصين لاعبا لنادي هايبي فورتونا شاينا، في أول تجربة احترافية لك، تعود للمغرب للعب معارا للوداد، ما الذي فرض هذه العودة المستعجلة؟
 الكعبي: فرضتها بكل تأكيد إكراهات وظروف عائلية كان من الضروري أن أتخذ إزاءها قرارا حازما، وأعتقد أن الخيار الأنسب لتجاوز تلك الإكراهات، كان هو العودة للمغرب، وأن ألعب لفريق مغربي في إطار نظام الإعارة، أعود مجددا بعدها لفريقي الصيني.

 ــ المنتخب: جرى الحديث عن هذه الإكراهات، ما هي طبيعتها؟
 الكعبي: قلت أن لها طبيعة عائلية وترتبط بزوجتي الحامل والتي هي على وشك الوضع، وقد كنت بين خيارين، إما أن أواصل اللعب مع هايبي فورتونا وعقلي مشتت وأنا أعاني من تداعيات هذا التشتت الذهني، وما ستكون له من تأثيرات سلبية على مستوى أدائي، وإما أن أعود للمغرب لأظل بالقرب من زوجتي إلى حين النهاية فضلت أن أعود للمغرب خلال هذه الفترة وأكون إلى جانب زوجتي، حتى لا أندم على أي شيء.

 ــ المنتخب: وكيف تمكنت من إقناع فريقك بهذا الطرح؟
 الكعبي: الذين لا يعرفون الشعب الصيني، فهو شعب رائع وبسيط ومفعم بالمشاعر الإنسانية والقيم الكبرى، لقد جالست المسئولين عن الفريق ووضعتهم في صورة الإكراهات التي تواجهني، وقد تفهموا موقفي وكانوا في غاية النبل، إذ عرضوا علي إختيار الصيغة التي تريحني، وأنا هنا أشكرهم من صميم القلب، فصنيعهم هذا لن أنساه ما حييت.

 ــ المنتخب: إذا اخترت العودة للمغرب؟
 الكعبي: على قلبي أحلى من العسل، كان هذا هو المراد طبعا وقد تحقق بفضل ومن من الله.
 ــ المنتخب: البعض فهم من هذا الذي أقدمت عليه، أنك كنت أصلا معروضا للبيع أو للإعارة من فريقك بسبب أنك لم تقنع مدربك؟
 الكعبي: بالطبع لا، إن كنت شعرت فعلا بأنني أخفقت لأسباب ليست لها بالضرورة علاقة بالمردود الفني، بالنظر إلى أن هناك عنصر الإندماج والتأقلم، كنت قلته من تلقاء نفسي ومن دون حاجة لإيجاد مبررات أو حتى للمرواغة، قلت أن ما فرض هذا الأمر، هي الظروف العائلية التي تحدثت عنها والتي لا تقبل المزايدة.

 ــ المنتخب: ولكن فريقك تلقى طلبات للإعارة من أندية صينية؟
 الكعبي: بعد أن شاع خبر إعارتي، دخلت على الخط أندية صينية وخليجية، وأبدت رغبتها في أن أنضم إليها وعرضت علي تقديم نفس الراتب مع امتيازات أخرى، إلا أنني اعتذرت عن قبول أو حتى مناقشة هذه العروض، فالغاية من الإستفادة من نظام الإعارة هو أن أتواجد مع زوجتي في هذه الفترة بالذات وليس للهروب من فريقي الصيني.

 ــ المنتخب: كنت إذن سعيدا بموسمك الأول مع هيبي فورتونا الصيني؟
 الكعبي: كنت سعيدا أولا باللعب لهذا الفريق الذي يتمتع بشعبية كبيرة، وكنت سعيدا ثانيا بمجاورة لاعبين كبار من أمثال النجمين الأرجنتينيين ماشكيرانو ولافيتزي، فهما معا شخصيتان جذابتان ولعبا في مستويات عالية جدا، وللأمانة فقد استفدت منهما.
 صحيح أنني كغيري من اللاعبين الوافدين من قارات بعيدة، إشتكيت من فوارق التوقيت ومن اختلاف العقليات ومن التعامل مع ثقافة جديدة ملأى بالإلتزامات، إلا أنني نجحت سريعا في الإندماج في محيطي الجديد، بدليل أنني برزت سريعا داخل الفريق.

 ــ المنتخب:  طيب، تقرر العودة للمغرب للعب ستة أشهر على سبيل الإعارة، لماذا لم تفكر على الفور في أن يكون ذلك مع النهضة البركانية الذي تعرفت معه على أجواء البطولة الإحترافية؟
 الكعبي: لم يكن ذلك ممكنا لأن زوجتي تقيم بالدار البيضاء، والأهل كلهم هناك، فكيف أنجح في تحقيق هدف اللعب معارا بالمغرب لأكون قريبا من زوجتي وبعدها أجلس بعيدا عنها ب700 كيلومتر.

 ــ المنتخب: ولماذا الوداد وليس الرجاء ما دام أنك أصررت على اللعب بمدينة الدار البيضاء؟
 الكعبي: حتى أكون أمينا معك، لم أكن لأقيم أي مقارنة، فأنا لست متعصبا لأي فريق، ولكنني وجدت أن الوداد من خلال السيد سعيد الناصيري هو من تفاعل بدرجة كبيرة مع هذه الفرضية، وقد كان سريعا في القبول بالفكرة وفي تنزيلها، وهنا لا بدّ وأن أشكر الناصيري والوداد على أنهما رحبا بي كل هذا الترحيب، وأتمنى من صميم القلب أن أقدم للوداد الإضافة المرجوة.

 ــ المنتخب: سيكون بالفعل معولا عليك داخل الوداد،  فهو يحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى رأس حربة، إلى هداف من طرازك؟
 الكعبي: لربما هذا ما شجع السيد الناصيري على سرعة الترتيب لهذه الإعارة، وأنا متشرف باللعب للوداد الذي سيكون في الموسم القادم مواجها بتحديات كثيرة، الفوز بعصبة الأبطال الإفريقية والفوز بكأس محمد السادس للأندية العربية والفوز بكأس العرش والحفاظ على لقب البطولة.
 وأنا شخصيا متحفز لربح كل هذه الرهانات وواثق من أن للوداد كل المقومات للعب على كل هذه الواجهات، فعندما يكون لأي فريق إسم كالوداد ومرجعية كمرجعية الوداد وجمهور وفي وشغوف بكثافة وروعة جمهور الوداد، فلا يمكنك إلا أن تدمن البحث عن الألقاب. 
(يتبع)