لعل الديربيات بين الغريمين لا تقف عند حدود مباراة داخل المستطيل الأخضر. بل تتجاوز ذلك لصراع ذو شجون يمتد للكواليس وغيرها من الأمور التي يعلم بها جمهور الناديين ويجدون في ذلك متعة لا تضاهى.
ولم يكن بالأمر الغريب حتى وإن بالغ البعض في إستعراض جوانب الفرحة والحبور بتتويج الترجي بطلا مع وقف التنفيذ لعصبة الأبطال. من طرف جماهير الرجاء والتي احتفلت بهذا الأمر والذي ينضوي ضمن خانة صراع أزلي يبدأ بالتنافس على مختلف البطولات وينتهي في سوق التعقدات.

الرجاء يبكر للسوق
 كان الرجاء البيضاوي أول من بكر بالدخول الفعلي لسوق التعاقدات من خلال ضم العديد من اللاعبين حتى والموسم المنصرم لم يعرف نهايته.
 رئيس الرجاء جواد الزيات والذي سارع لتقديم وعوده منذ شهر مارس المنصرم لجماهير الفريق بالقيام بتعاقدات قوية، إنطلقت من خلال التأكيد على عودة محسن متولي من التجربة القطرية وهو الخبر السار الذي أرخى بظلاله على ميركاطو الرجاء بالكامل.
ثم توج الرجاء هذا الإنفتاح على الوجوه الجديدة من خلال ضم فابريس نغوما نجم فيطا كلوب والمالي ساليف كوليبالي باختيار وتوصية خاصة من المدرب كارطيرون بعدما رافق هذا المدافع المدرب الفرنسي في تجررب الأهلي ومازيمبي. وعاد ليسقط الرجاء ورقة اللاعب عمر العرجون لاعبه السابق الذي نشأ بصفوفه قبل أن يختمر بالبوغاز رفقة إتحاد طنجة وينهيها بإعارة مميزة للاعب حميد أحداد قادما من الزمالك المصري. فكانت التعاقدات كما وعد بذلك رئيس الرجاء مركزة على 5 عناصر بإيثار الكيف على حساب الكم.

لا تنسوا قيمة الخارجين
 مقابل هذه التعاقدات ترى الجماهير الرجاوية أن من خرج وغادر يكاد يساوي أو يفوق قيمة من تم التعاقد معهم واستحضروا إسما باسم مع تحديد المراكز.
فقد غادر الهداف التاريخي محسن ياجور بقيمة مالية ناهزت 500 مليون سنتيم بين ما توصل به الرجاء من ضمك السعودي وتنازل عنه اللاعب للفريق.
وصعب جدا تصور مغادرة هداف البطولة لآخر موسمين ومعها ماكينة أهداف حقيقية بلغت نضجها في سن الثلاثين. ثم رحل لاعب دولي كبير داخل الفريق إسمه زكرياء حدراف صوب ذات الفريق السعودي وبالمجان وغادر اللاعب سند الورفلي بعدما عجز الزيات عن الإستجابة لمطالبه المالية. ولم يقو الفريق على الإبقاء على ليما مبيدي قدوم أجانب الفريق دون الحديث عن أسماء من قبيل نياسي والعلمي وباهي وغيرهم.
 لذلك يمكن تلخيص وتقديم عنوان لميركاطو الرجاء على أنه إستند لمعيار التوازن، بأن دخل وضم عناصر عوضت المغادرة في ذات المراكز وبذات القيمة مع تسجيل ملاحظة هامة كون الورفلي أفضل من كوليبالي وياجور لم يعثر الفريق لى بديل له وأحداد أو نغوما لا يمكن لهما سد فراغ حدراف.

رادس تؤجل الميركاطو الأحمر
 إنشغل الوداد على إمتداد شهرين كاملين إنطلق من 31 ماي المنصرم لغاية 7 غشت الحالي بقضية رادس وتعقب رئيسه سعيد الناصيري لملف القرن٬ بين باريس وزوريخ وانتهاء بالقاهرة مسرح الحكم الفضيحة.
هذا الإنشغال أثنى الوداد وخاصة الناصيري عن الدخول التقليدي والقوي سوق الإنتقالات كما عود أنصاره على ذلك، كون الوداد كان مؤمنا وبشكل كبير بعدالة قضيته وكونه لن يربح من وراء ضم الأسماء الجديدة شيئا لأنه لن يسمح له بقيدها في نهائي العصبة لو قدر له أن يعاد.
وقبل حكم القاهرة التاريخي والمهزلة كان الوداد يطبخ العديد من الصفقات على نار هادئة اذ ساهم تواجد سعيد الناصيري في العاصمة المصرية في طبخ صفقة مهمة للاعب الكونغولي كاسونغو والذي سيكون مفاجأة كبيرة في البطولة وقبلها حسم الهدية الصينية واستقبلها بسعادة وانشراح.

الهدية الصينية
 أول صفقات الوداد كانت عبارة عن إعارة غير مألوفة تمثلت في منح الفريق الصيني هيبي فورتين القلعة الحمراء التي تشترك معه في نفس الألوان، هدية ولا أروع تمثلت في وضع الهداف التاريخي للـ«شان» أيوب الكعبي رهن تصرفه لـ 6 أشهر مقبلة قابلة للتمديد وستتمدد بكل تأكيد ودون أن يسدد الوداد درهما واحدا.
اللاعب الكعبي كان حاسما في فرض هذه الإعارة نزولا عند رغبة زوجته الحامل والتي استحال عليها التأقلم مع مناخ الصين فكان حتميا أن يعود أيوب لموافقتها حتى الوضع السليم إن شاء الله٫ ومعه أظهر النادي اليني قيما إنسانية تستحق أن تدرس بالفعل.
هدية أخرى سيتلقاها الوداد تجسدت في إستفادته من المهاجم الكونغولي كاسونغو كابونغو على سبيل الإعارة قادما من الزمالك على أن يتكفل به الفريق المصري، ويلتزم الوداد ببند واحد في العقد وهو شراؤه نهاية الموسم ب 500 مليون سنتيم.
مهاجمان يحتاجهما الوداد بكل تأكيد سيما بعد مغادرة غير المأسوف عليه ويليام جيبور. دون أن نغفل تعاقد الوداد مع مفاجأة ستثير الجميع وهو هيثم البهجة من حد السوالم.

تقييم المكاسب وتقديد المصائب
 لئن كان الرجاء قد أنهى فعليا الميركاطو وأقصى ما يمكن أن يختم به تعاقداته هو المهاجم الكونغولي مولانغو نغيتي، في حال أنهى خلافه مع مازيمبي ٬فإنه على العكس من ذلك الوداد بالكاد تفتحت شهيته ومصرعلى مزيد من التعزيرات كان أبرزها اللاعب الوجدي سفيان كركاش.
 الوداد لم يتخلى عن أي لاعب من جبهة دفاعه والرجاء قد يتأثر بمغادرة الورفلي وعدم الإقتناع التام لجماهيره الوافد كوليبالي.
 كلاهما فد جناحا بخاصية التميز٬ حدراف داخل الرجاء ولم يجد بعد كارطيرون من يعوضه وأوناجم من الوداد وخيارات التعويض متاحة في شخص بديع أووك والمترجي وحتى الحداد والبهجة.
 هجوميا الوداد مع الكعبي وكاسونغو أفضل دون تجاهل حضور بابا طوندي الذي أنهى الموسم المنصرم بشكل أفضل وبضم كركاش ستتعزز الرختيارات بحضور أنس أضباحي و الحسوني مع الأسماء المعروفة جبران والسعيدي ثم الكرتي والنقاش أما الرجاء فيبدو أن خط وسطه سيون قويا من خلال حضور نغوما ومتولي وعودة الحافيظي من الإصابة وتواجد لاعب ممز من طينة الوردي وحتى أحداد القادم من الزمالك.
لذلك يبدو ميركاطو العام الحالي متكافئا على أنه يؤشر على تنافس قوي بين الغريمين أكثر حدة من الموسم المنصرم الذي أنهياه الوداد بطلا والرجاء وصيفا.