إن كان هناك من لاعب يجدر به أن يكون أسعد الناس لموسمه المميز والناجح٬ فهو الناشئ سفيان رحيمي لأنه حقق كل شيء في موسم واحد٬ ففيه عدل عقده ليتطابق مع قيمته كمحترف بشروط تحفظ له الكرامة وفيه توج بلقبين قاريين وفيه بلغ وصافة لم يصل لها الرجاءمنذ 4 مواسم وفيه أيضا كان هو صانع لقب الكاف بثنائية تاريخية أمام فيطا كلوب.
 ولم تنته قصة النجاحات مع سفيان رحيمي عند هذا الحد بل تعدتها لإستدعائه لتمثيل المنتخب المحلي مع الحسين عموتا ولترتفع مؤشرات الحلم والطموح لديه بعدما إختمرت تجربته وزاد نضجه وهو ما سنكتشفه معه في الإبحار التالي:

ــ المنتخب: سجلت هدفا في مرمى بريكاما كنت تبحث عنه طويلا، هل يمكن القول أن سفيان سيستعيد ثقته بعد هذا التوقيع ليعيد نفس التألق الذي تعرف عليه من خلاله الجمهور؟
سفيان رحيمي: بكل تأكيد كنت أحتاج لهذا الهدف وفي مسابقة من هذا النوع، لأن زاد المهاجم الذي يتقوى به هي الأهداف،  فلا يمكن أن نتحدث عن مهاجم متألق لأنه يراوغ جيدا أو يسدد بقوة، مقياس الحكم على المهاجم بخلاف باقي اللاعبين هي الأهداف التي يسجل وشخصيا لطالما إحتجت وأمام جماهير العالمي هدفا مثل هذا، فقد سجلت في الـ«كاف» أغلى هدفين في تاريخي واليوم سجلت في أقوى مسابقة وهي عصبة الأبطال ولله الحمد.

 ــ المنتخب: حاورتك قبل عام تقريبا وكنت بصدد خطوة كبيرة في مسارك كلاعب وقدمت لي ملامح من أ حلامك٬ لو تذكر أنك كنت تطمح فقط لنيل رضا الجمهور الرجاوي عنك٬ الآن وبعد كل هذه النجاحات هل توقت أن يحدث معك كل هذا؟
 سفيان رحيمي: سأكون كاذبا إن قلت لك أني توقعت هذه النجاحات٬ رغم أني شخص بطبعي متفائل لذلك ما عشته كان ولا في الخيال وهذا من فضل الله وتوفيقه ورضا الوالدين بطبيعة الحال.
كان حلمي كما سبق وأن أشرت وذكرت لك هو أن أحمل في يوم الأيام قميص الرجاء الذي يمثل لي ولأسرتي الشيء الكثير٬ لم أتناقش حول شروط ولم أحاول الحديث عنها وكان شغلي الشاغل هو أن أحقق حلم الوالد وحلمي أيضا واليوم أنا لاعب في صفوف العالمي بل و تحصلت معه علي لقبين.

 ــ المنتخب: هل تغيرت نظرتك للمستقبل والأمور بعد أن إستأنست بالأجواء وتحولت من لاعب شاب يطمح في اللعب للرجاء لأحد نجومه؟
 سفيان رحيمي: ممكن أن تكون النظرة قد تغيرت من خلال شعوري بالمسؤولية وتحمل الضغط وأيضا الشعور بما يحس به الجمهور، لأني قبل أن أكون لاعبا كنت من مناصري الفريق وأتفهم ما يشرون به وما الذي يمثله الإنتصار بالنسبة إليهم وكيف تؤثر فيهم الهزيمة وتحزنهم.
 باستثناء هذا لا شيء تغير وكل مرة أرتدي فيه قميص الفريق يتملكني ذات الشعور الذي إنتابني في أول يوم دخلت فيه الملعب وأنا واحد من أفراد ولاعبي الفريق٬ وهو الشعور بالحب والإرتباط الوجداني بالأخضر.

 ــ المنتخب: تحصلت على لقبين قاريين سعى خلفه لاعبون كبارا سبقوك ولم ينجحوا في بلوغه٬أي اللقبين أقرب إلى قلبك ؟
 سفيان رحيمي: كل الألقاب لها نفس المذاق، لأنها تشعر اللاعب والجمهور بقيمة التضحيات والمجهود الذي يبذله وتشعره أيضا بالفخر وكونه يجني الثمار وهو في الطريق الصحيح.
لكن لقب كأس الكونفدالية كان له طعم مختلف، ففيه لعبت بحذاء عليه حروف لأسم الوالد والوالدة أطال الله في عمرهما٬
كما أني سجلت هدفين في مباراة الذهاب كانا حاسمين ولن أنس إطلاقا الفرحة التي أدخلتها على كافة جماهير الرجاد وخاصة والدي الذي عانقني عناقا لن أنساه  في الدار البيضاء وفي كينشاسا  بعد التتويج.
شعرت أني سددت له بعض الدين وجعلته فخورا بي وهذه ذكرى لن أنساها بكل تأكيد. كما أن تتويجنا بالسوبر وعلى الترجي وفي الدوحة كان له نكهة خاصة أيضا.

 ــ المنتخب: وماذا عن وصافة البطولة؟
 سفيان رحيمي: داخل الرجاء لا يمكن أن تقنع الجماهير أن إحتلال الصف الثاني مثلا يعد إنجازا٬ لأن الرجاء فريق ألقاب وبطولات وتعود دائما على القمة والريادة. لكن قياسا بالظروف التي مررنا منها وأخص بالذكر خوض عدد كبير من المباريات وأعتقد أننا حطمنا الرقم القياسي بتجاوز 60 مباراة في موسم واحد٫ إضافة للإرهاق واللعب بعيدا عن ملعبنا وعوامل أخرى لا داعي لذكرها، أعتقد أن عودتنا القوية خلال الإياب والتي أقلقت الوداد بعض الشيء وهو الذي انتظر لغاية الدورة ما قبل الأخيرة ليحسم اللقب تمثل بالنسبة لنا إنجازا في حد ذاتها لأنها مكنتنا من العودة لعصبة الأبطال بعد غياب طويل.

 ــ المنتخب: وما الذي تعرفه عن عصبة الأبطال ما دمت قد ذكرتها ؟
 سفيان رحيمي: أعلم أنها مسابقة مفضلة لجماهير الرجاء لأنه النادي الأكثر تتويجا بها بالمغرب٬ ولأنها مكنت النادي من بلوغ العالمية وهي حلمي وحلم الجماهير وباقي اللاعبين.
عصبة الأبطال مسابقة مختلفة عن كزس الكاف ولن ندخر جهدا كي ننافس عليها وأن نكون أبطال لها إن شاء الله  فقط نحتاج لدعم جماهيرنا.

 ــ المنتخب: لنتحدث بعض الشيء عنك٬وبغض النظر عن دعوتك للمنتخب المحلي التي سنأتي لذكرها٬ لمس الكثيرون تراجعا في أدائك وخاصة التهديف ما السبب في تقديرك الشخصي؟
 سفيان رحيمي: هذا صحيح وأمر لا أنكره ويرتبط بكوني لم أعد رحيمي المجهول بالنسبة للمنافسين٬ أصبحت أحظى برقابة وماركاج بخلاف بداياتي إذ لم أكم معروفا.
كما أني وكباقي زملائي لعبنا على إمتداد الموسم وكان من الطبيعي أن ينال منا الإرهاق وحتى  التركيز وكل هذا سأتجاوزه وسأكون أفضل من رحيمي الموسم المنصرم هذا أمر لا أشك فيه وأعد به.

 ــ المنتخب: لكن هناك من يرى أن الغرور بدأ يجد طريقه لك واستدلوا بوقائع وأحداث وقعت خارج الملعب؟
 سفيان رحيمي: ليس صحيحا ومن يعرفني عن قرب يعلم أني لم أتغير ونفس سفيان رحيمي المتواضع ما يزال نفسه، على من يروجون لهذا الأمر أن يعلموا أن هناك من يستهدفني ويحاول إستفزازي وبطبيعة الحال أنا في نهاية المطاف بشر وممكن أن أنفعل وتكون لي ردة فعل خاصة.
إطلاقا لن أتغير وسأظل بنفس التواضع وستبقى أقدامي ملتصقة بالأرض لأني نشأت في بيت تعلمت فيه مبادئ التربية والأخلاق وخاصة التواضع واحترام الغير.
(يتبع)