من يتابع المباريات الأخيرة للرجاء البيضاوي سيتوقف عند حقيقة واحدة أن وسط الرجاء بدا تائها على غير المعتاد، غير قادر على ضبط الإيقاع، تاركا أمام الخصوم شوارع تسهل عليهم طريق الوصول نحو مرمى أنس الزنيتي بعد أن غابت لمسة كارطيرون الذي لم يحسن لحدود اللحظة إستعمال الأوراق الموجودة في حوزته على نحو جيد وهنا ربما قد نلقي في نفس السياق بورقة اقتراحية على الإطار الفرنسي وهي إشراك الثلاثي نغوما، الوردي والعرجون في وسط الميدان لحل الاستعصاء، وتظل نسبة نجاح هذه الوصفة السحرية رهينة بتوظيف الثلاثي وفق الإمكانيات الفردية لكل لاعب.
أول اللاعبين حسب الترتيب، الكونغولي فابريس نغوما هذا الأخير سطع نجمه بقميص فيطا كلوب كصانع ألعاب معروف بدقة تمريراته الطويلة وراء المدافعين والتي عادة ما تهدد دفاعات الخصوم، لكنه ظهر بوجه شاحب في المباريات الأخيرة نظرا لالتزامه بالواجبات الدفاعية على حساب المهام الهجومية مما جعل اللاعب مقيدا أكثر من اللازم غير قادر على تفجير موهبته مع الرجاء، ثم نجد زكرياء الوردي الذي يعيش فترة فراغ بعد أن راح ضحية سوء التوظيف خلال مباراتي المنتخب الأولمبي ثم نهضة الزمامرة حينها تم إشراكه كلاعب وسط دفاعي كلاسيكي في حين أن تقنيات اللاعب قد تفيد الرجاء من ناحية التنشيط الهجومي، خصوصا على مستوى عملية الربط بين الخطوط وهنا نذكر بنهائي السوبر أمام الترجي لما تغلب النسر الرجاوي على كل من الثنائي الرهيب فرانك كوم و فوسيني كوليبالي لاعبي خط وسط الترجي التونسي في واحدة من أفضل المباريات التي لعبها الوردي بقميص الرجاء.
ثالث الأسماء، هو عمر العرجون ذو الحضور البدني الرهيب، متوسط ميدان دفاعي صرف قادر على الاضطلاع بمهام قطع الكرات وتكسير الحملات الهجومية للخصوم، يعاب عليه فقط البطء في عملية الارتداد الهجومي وهنا تبرز أهمية إشراك الوردي أمام لاعب إتحاد طنجة السابق كما أسلفنا الذكر.
في النهاية، إشراك الثلاثي قد يضمن التوازن المفقود لخط وسط الرجاء لكن النقمة ربما في المعادلة تتجلى في ضرورة سحب ضلع من أضلاع الخط الهجومي الرجاوي وتركه كورقة جوكر في مقعد البدلاء مع الإبقاء على الثنائي الرائع محسن متولي وأيوب ناناح اللذين حافظا على نفس الأداء منذ بداية الموسم ويستحقان بذلك الرسمية كمكافأة على المجهوذات المبذولة. 
فهل يتفق "بَّا دريس" مع هذا الطرح؟