رضا التكناوتي المشع بالطموح والطافح بالأمل ومشروع الحارس الأول للأسود في المنظور القريب ولما لا المونديال المقبل يعاقب، وبهذه الكيفية وبصك الإدانة المعلن في حضرة احتماع المكتب المديري للجامعة.
لم يتصور رضا أن يكون محورا لمداولة ومحاكمة تعالج وضعه وتقييمه بين الخائن أو المتمرد، وهو الذي كما قال يكون أول الواصلين لمعسكرات كل المنتخبات الوطنية كلما تلقى دعوة في هذا الصدد.
حصريا وانفراديا «المنتخب» تحاور رضا التكناوتي لتقربكم من حجم الجرح الغائر ومن حجم الألم النفسي الذي اسشعره حارس سافر للجزائر يحمل في داخله شعورا كبيرا وقويا بالنصر وعاد ليصطدم كما قال فور حلوله بالمطار بشائعات تناسلت وقدمته مدانا وخارجا عن النص.. تابعوا ولكم الحكم..

ــ المنتخب: عقوبة وإن اختلف البعض في تقييمها إن كانت قاسية أم غير ذلك، كيف استقبلتها؟
رضا التكناوتي: لقد لخصت أنت كل شيء في كلمتين، لأنها في مطلق الأحوال تبقى عقوبة، عام أم عامين أم 3 أشهر، المهم أنها عقوبة تعكس أن هناك شيئا ما يفضي لها، وهذا هو المؤلم في الأمر لأني قلتها لك فور وصولنا من الجزائر وأكررها اليوم بعد هذا القرار لم أغلط ولم أرتكب جرما، و مع ذلك لا يسعمي إلا أن أقول الحمد لله علىكل حال ولا راد لقضائه.

ــ المنتخب: ما تزال مصرا على أقوالك رغم أن تقرير عموتا حمل لك إدانة صريحة بالتمرد على قراره، يبدو الأمر غريبا بعض الشيء؟
رضا التكناوتي: إصراري نابع من صدقي ونابع من أخلاق راسخة، ولكم أن تعودوا لتاريخ حضوري مع المنتخبات المغربية والذي يمتد لسنوات طويلة بداية من كل الفئات السنية الصغيرة لغاية التشرف بالتواجد في المونديال و"الكان" مع المنتخب الأول، لو لمستم أو وجدتم في سيرتي طيلة هذه الفترة ما يبرز حالة واحدة تظهرني في صورة المتمرد أو الخارج عن النص، فهذا لا يسعني إلا أن أقول لكم بالدارجة «ديروا فيا اللي بغيتو».
ما قلته بعد العودة هو ما أقوله اليوم، لقد تعرضت لإصابة ليلة المباراة ولم أكن الوحيد الذي اطلع عليها ولدي ما يثبت قولي هذا والصدمة كانت قوية بسبب التقرير.

ــ المنتخب: قدم لقراء «المنتخب» إذن رواية الإصابة كاملة؟
رضا التكناوتي: ليلة المباراة و في آخر حصة تدريبية شعرت ببعض الألام على مستوى الكاحل، قاومتها في البداية لكن بعدها أحسست أن شيئا ما ليس علىما يرام يحيط بهذه الإصابة.
أخبرت بها المعالج الطبيعي السي سرحان والذي رافقني وقام بتسخينها وبعدها وضعنا عليها الثلج وضمادة، على أمل أن أتعافى سريعا لكن في اليوم التالي وجدت أن الكاحل بدأت تظهر عليه علامات الإنتفاخ فعدت لأخبر المعالج وعبره طبيب المنتخب بهذا الطارئ وكان لابد من أمر كهذا كي يستبين الجميع حقيقة الوضع فنحن في مهمة وطنية.

ــ المنتخب: لكن عموتا قدم رواية مغايرة واستند لموقفه وموقف الطبيب، مدعيا أنها إصابة وهمية وتمردا بعد علمك أنك ستكون احتياطيا؟
رضا التكناوتي: شيء لا يصدق بطبيعة الحال ولا يوجد مجال لتصديقه من الأصل، لم يسبق لي وأن لجأت لهكذا حيل كي أتهرب من الواجب الوطني أو حتى داخل فريقي، لأن هذا يتأسس على ضمير وأخلاق.
حين أبلغت المعالج والطبيب بالإصابة لم يكن أحد منا يعلم من الحارس الأول أو الإحتياطي، بل لا يوجد عيب في أن أكون احتياطيا لأن هذا الدور تقمصته مرارا ولم يصدر عني اعتراض أو هذه البدعة كما يسميها البعض تمردا.
لم يكلمني المدرب وبدا لي بعدما أخبرته بالإصابة وكوني سأواصل العلاج في المدرجات قد تفهم الوضع وانتهت الحكاية، لأتفاجأ بعد العودة بالفيلم المرعب الذي وجدته في انتظاري هنا.

ــ المنتخب: لماذا لم تحاول أن تستبين حقيقة ما جرى من المدرب نفسه؟
رضا التكناوتي: علاقتي بكل المدربين الذين دربوني في السابق مبنية على الإحترام والتقدير وعدم تجاوز المسافات والخطوط المرسومة، هو لم يكلمني وأنا كذلك، ظنا واعتقادا مني أنه وضع عادي يحدث عشرات المرات في المباريات ولا تقوم هذه الضجة كي لا أقول القيامة.
لو تلقيت تعليمات صارمة بالأمر أن أظل احتياطيا لبقيت  لو مع الإصابة، هنا فقط يمكن الحديث عن الخيانة وليس التمرد، وللأسف هكذا جرى الوضع وهكذا تم، لذلك قلت لك الصدمة كانت عنيفة بعض الشيء.

ــ المنتخب: ألا يبدو الوضع غريبا بالنسبة لك بعض الشيء؟
رضا التكناوتي: ليس لي فحسب بل حتى للمتتبع والجمهور ولا أود الدخول في متاهة البحث والتقضي، فمرة أخرى أوكد ودفاعا عن نفسي وأخلاقي أنني لم أعترض على الإحتياط وإلا لسبقت هذا الفعل قبل سنتين مع السلامي بالمنتحب المحلي وبعدها في "الشان" السابق لما كنت بطلا للمغرب وجلست حارسا ثالثا للزنيتي والمحمدي٬ 
زملائي داخل الأسود يعلمون جيدا أني شخص متعاون ومرارا صرحت لكم أني ما زلت أحاول العلم ممن سبقني ولا أستعجل الوصول لذلك وصف التمرد مردود بالمرة.

ــ المنتخب: قبل أن نطوي هذه الصفحة، كيف ستتعايش الآن مع قرار العقوبة طيلة هذه المدة؟
رضا التكناوتي: سيدبرها الله العزيز الحكيم،  عبر جريدتكم وكي لا يتم فهم كلامي على أنه رد على القرار أو من اتخذه، فأنا أقول مرحبا بالقرار رغم بعده الذي لا يشرفني بتاتا، وثانيا هذا القرار هو محطة جديدة وولادة ثانية في مسار التكناوتي الإحترافي.
بالنسبة لي هذه ضربة يجب أن تقويني لا أن تقتلني رغم إحساسي أن هناك آلة تتحرك لهدمي وأنا في هذه السن.

ــ المنتخب: ما الذي تقصده بكلامك؟
رضا التكناوتي: أشعر شعورا صادقا أن هناك من لم يرقه نجاحي وانطلاقتي الناجحة وهم يسعون بذلك إما لفرملة هذا التحرك والتطور أو إعدامي بالمرة.
لقد وجدت نفسي عرضة للتشهير والسب والإساءات البذيئة، بل وجدت صحافة تطالب بإعدامي كرويا وتصفني بأوصاف قدحية لا أستحقها.
أعتقد أنه حان الوقت لبدء مسار وصفحة جديدة بتعامل مختلف وحرص كبير على انتقاء وتغيير الكثير من الأشياء في مساري.

ــ المنتخب: ما هو جديدك بعد هذا الإصابة إذن؟
رضا التكناوي: فعلا كان لي لقاء مع طبيب المنتخب المغربي وفحص الإصابة ورخص لي بالعودة للعب مؤكدا استفادتي من 3 أيام تكفي، لن أترك نفسي عرضة لليأس والإحباط، كل مرة سأستحضر فيها هذه القصة سأشعر بالحزن، فما كنت أرغب إطلاقا أن يسجل علي التاريخ هذا الوصف، صدقوني سأعود أقوى إن شاء الله، وسأثبت سيما للذين جلدوني أنهم ظلموني وعلى أنني مجرد تلقي دعوة ولو في اللائحة الموسعة للمنتخب الوطني أكون سعيدا، فكيف أعلن التمرد عليه.
(يتبع)