تحدث يوسف أيت بناصر في حوار مع مجلة «فرانس فوتبول» عن صفقته الأخيرة إلى بوردو وأسباب تأخرها لأسابيع، ومشاريعه الرياضية المستقبلية، إضافة إلى حديثه عن حال الفريق الوطني بعد رحيل رونار وإعتزال بعض الثوابت، ومخططه داخل عرين أسود الأطلس.

ــ منذ إنضمامك إلى بوردو لم تلعب كثيرا وعانيت من أكثر من إصابة، كيف تشعر اليوم؟
«أرفع من الإيقاع تدريجيا في التداريب وأحرص على التطور وتحسين لياقتي البدنية كل يوم، الإصابات وعدم إكتمال الجاهزية راجع إلى عدم إستعدادي بشكل جيد للموسم خلال مرحلة الصيف، إذ كنت خارج قائمة موناكو وبالتالي كنت أتدرب منفردا، كما أن إنتقالي إلى بوردو تأخر كثيرا ولم يسمح لي بالإنضمام إلى المجموعة مبكرا لأحضر نفسي جيدا للموسم».

ــ لكن لماذا تأخرت كثيرا صفقة إنتقالك؟ وألم يراودك الشك حول إكتمالها؟
« قطعا لا، كنت على تواصل دائم مع مدرب بوردو باولو سوزا الذي كان يراقبني طيلة الموسم الماضي مع سان إتيان، أدركت أن الأمور ستكون محسومة في النهاية ولو تأخرت الصفقة، تحليت بالصبر وبقيت هادئا مع عائلتي، إلى أن جاء الإتفاق النهائي وإعلان الإنتقال، وأنا سعيد بذلك».

ــ ماذا قال لك سوزا وما هي مشاريعك مع بوردو؟
« سوزا طمأنني قبل أن أحط أقدامي ببوردو وحدثني عن كل شيء، هو أيضا لاعب سابق كبير في نفس مركزي وبالتالي فإنه خبير بتفاصيل وسط الميدان، النادي من أعرق وأكبر الفرق الفرنسية وله مرجعية كبيرة، وهدفي تقديم الإضافة والإنصهار داخل المشروع الرياضي الذي يتأسس على تكوين مجموعة صلبة، تعود إلى المنافسة على الريادة تدريجيا، لكن حاليا لم نحدد بعد هدفا أولا نسعى لبلوغه خلال القريب العاجل».

ــ بوردو هي الإعارة الرابعة في مسارك، لماذا تكثر الإنتقالات ولا تستقر بفريق واحد لمواسم عديدة؟
« صحيح إنتقلت كثيرا في ظرف وجيز، لكنني إكتسبت التجربة وإستفدت من جميع المحطات التي مررت بها، البعض سيقول أنني أهدرت الوقت أو إنطلقت بسرعة قياسية، إلا أنني أنظر إلى الأمور من زاوية مغايرة، أعطيت كل ما أملك للفرق السابقة التي جاورتها وهي بادلتني بالمثل، الآن مع بوردو ألعب معارا لكنني أتمنى أن يفعّل النادي بنذ الشراء وأبقى نهائيا، فلدي رغبة كبيرة للإستقرار والثبات داخل هذا النادي، أبلغ 23 سنة وهو عمر النضج الكروي الذي يسمح لي بالتأني وعدم التحرك هنا وهناك، أخطط للبقاء مع بوردو والحفاظ على قميصه خلال المستقبل».

ــ إلى أي حد وصلت درجة إندماجك وتأقلمك مع بوردو؟
« جيدة عموما، أجد المساعدة من اللاعبين والمرافقين والأطقم، إلتحقت بعد إنطلاق البطولة بثلاث دورات حيث كان القطار بصدد السير، وبذلت مجهودات مضاعفة لأضبط عقاربي مع ساعة المجموعة، وما زال ينتظرني عمل كبير لأصل إلى كامل مستواي وجاهزيتي».

ــ لنعرج على الفريق الوطني، ماذا حدث خلال كأس أمم إفريقيا 2019؟
« كان الألم كبيرا والإحباط شديدا، توقعنا كل شيء إلا الإقصاء بتلك الطريقة المرة ومن الدور الثاني ضد البنين، كنا في أتم القوة والجاهزية للذهاب بعيدا والمنافسة على اللقب، إلا أن الخروج الصاغر صفعنا وباغثنا بطريقة قاسية، أعتقد أن كأس إفريقيا بطولة خاصة وغريبة لا تخضع بتاتا لمنطق باقي البطولات القارية والعالمية، فأي منتخب قادر على هزم أي منتخب، ولا مكان للتكهنات والتوقعات، أظن أننا إفتقدنا للرغبة الجامحة ولم نعطي للمباراة ضد البنين حقها وحجمها، الآن طوينا هذه الصفحة وبدأنا العمل من جديد مع الناخب وحيد خاليلودزيتش، نحاول نسيان ما فات والإنطلاق في سباق نحو مستقبل أفضل، بمخططات ومشاريع جديدة».

ــ العميد المهدي بنعطية أعلن إعتزاله الدولي مؤخرا، وقبل ثوابت أخرى، هل جاءت فرصتكم كشباب للإنقضاض على الرسمية؟
« بالتأكيد، إعتزال المهدي وقبله بوصوفة والأحمدي، والثلاثة من الركائز الأساسية والمهمة بالفريق الوطني، قرروا وضع حد لمسارهم الدولي وأتفهم ذلك، رحيلهم سيترك فراغا ومقاعد شاغرة وعلينا أن نأخذ المشعل، شخصيا ستزداد شراهتي لأعض بالنواجد على الرسمية وأكون عنصرا أساسيا ثابتا داخل العرين».

ــ تملك تجربة دولية محترمة بالتأكيد ستنفعك سواء مع المنتخب المغربي أو مع بوردو..
«حضرت بطولتي كأس إفريقيا 2017 و2019 وبطولة كأس العالم 2018، أتمنى أن أقدم الإضافة للمنتخب وبوردو في سبيل تحقيق النتائج الإيجابية، وحينها سأكون أسعد لاعب».

ــ هل تكلمت مع الناخب وحيد خاليلودزيتش؟
« لقد إتصل بي هاتفيا وشرحت له وضعيتي، قلت له بأنني غير جاهز بدنيا ولم أجد بعد إيقاعي مع بوردو، لا أملك دقائق كثيرة من التنافسية، ورغم ذلك حضرت أول تربص معه وتحدثنا سويا، لأن الفريق الوطني لا يُرفض، سنرى ما يمكن أن يحدث خلال المستقبل».