من دون أن نقلل من حجم الغيابات التي ضربت الفريق الوطني قبل وديته أمام المنتخب الليبي، إما بسبب الإصابات أو الإرهاق، ومن دون أن نلغي المنافس الليبي الذي يعيش وضعا لا يشبه الفريق الوطني، بالنظر إلى أنه احتفظ بالكثير من توابثه البشرية،  إلا أن ما شاهدناه من أسود الأطلس في وديتهم بوجدة أمام المنتخب الليبي، تشعر بالقلق وتقول بأن الفريق الوطني يعيش على وقع زلزال التغييرات أعاده لنقطة الصفر.
صحيح أن الأداء الجماعي للفريق الوطني تراجع منذ العودة من مونديال روسيا، وصحيح أيضا أنه على مدى سنة كاملة لم يقدم الفريق الوطني ما يشفع له باستحقاق صفة الريادة قاريا، بدليل خروجه الصاغر من كأس إفريقيا للأمم بمصر، إلا أننا لم نكن نتوقع هذا الإنحدار في المؤشر التقني للفريق الوطني باعتزال الأعمدة.
طبعا تجاوزنا عن الصورة الباهتة التي قدمها الأسود في الوديتين الأوليين أمام بوركينا فاسو والنيجر، وقلنا أن وحيد قادم لتوه للإشراف على العارضة التقنية، ويحتاج للمعاينة، إلا أن ما أفرزته مباراة ليبيا من صور ركيكة لا تطمئن، لا يمكن التغطية عليه ولا تبريره فقط بالغيابات الوازنة التي سجلتها صفوف الفريق الوطني، فهناك حقيقة أخرى هي أن وحيد يحاول أن يقنعنا بجدوى لاعبين فشلوا في تأكيد ذاتهم برغم كم الفرص التي أتيحت لهم، بالإضافة إلى صعوبة تبين الملامح التكتيكية لهوية اللعب التي يريدها وحيد للفريق الوطني.
علينا أن نتسلح بالصبر، لأن ما شاهدناه أمام ليبيا يقول بأن وحيد سيعاني ونحن معه، قبل أن يكتمل لديه البناء وتتضح له ولنا الصورة.