بتأهل المنتخب المحلي لنهائيات بطولة إفريقيا للاعبين المحليين على حساب الجزائر، واستمرار حضور الأندية الوطنية على الواجهة القارية للمنافسة على الألقاب، باتت الأضواء مسلطة بشكل كبير على اللاعبين المحليين، ومدى قدرتهم على تقديم أداء متكامل يجمع بين الإنضباط  التكتيكي، والحضور البدني القوي، بعد التصريحات الأخيرة التي أطلقها الناخب الوطني وحيد خاليلودزيتش، والتي أثرت في كثيرا في نفسية أبناء البطولة.

- تصريحات خلقت الجدل
خلقت التصريحات التي سبق وأطلقها الناخب الوطني وحيد خاليلودزيتش بخصوص ضعف مسنوب اللياقة البدنية عن اللاعبين المغاربة الممارسين بالبطولة الوطنية، الكثير من الجدل بين الجماهير المغربية، التي دافعت عن لاعبي البطولة الوطنية، من خلال  شبكات  التواصل الإجتماعي خاصة بعدما تفوق أسود البطولة على المنتخب المحلي الجزائري وضمنوا أجمل عبور لنهائيات بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، بالملعب البلدي ببركان.
الجمهور المغربي رفض الطرح الذي ذهب إليه المدرب الجديد للمنتخب المغربي، ومنهم من إعتبر بأن المدرب البوسني قد يدمر نفسية اللاعب المحلي رغم أن المقربين من الناخب الوطني خرجوا ليؤكدوا بأن التصريحات التي أطلقها خانه فيها التعبير فقط، وأنه لم يقصد الإساءة للاعبين المحليين الممارسين بالمغرب، ورغم ذلك إشتدت حدة الغضب بين صفوف العديد من المعدين البدنيين للأندية المغربية، الذين ربطوا بين ما كشفه وحيد والعمل الذين يقومون به، بعدما شكك بشكل مباشر في شغلهم وكذا في مؤهلاتهم العلمية سواء كانت على المستوى النظري أو التطبيقي من خلال إشتغالهم رفقة الأندية ومراكز التكوين الوطنية، وأيضا داخل المنتخبات الوطنية. 

- تجربة على لاعبي البطولة
سبق لمسؤولي الإدارة التقنية الوطنية، على عهد ناصر لاركيط وأن قاموا بزيارات للأندية الوطنية ومراكز التكوين، لقياس اللياقة البدنية لدى لاعبي القسم الوطني الأول، وفئات الأمل والشباب والفتيان في مراكز التكوين الوطنية بطرق علمية، إعتمادا على أحدث التجهيزات، التي تستعمل في قياس ضربات القلب والتنفس، وشدة التحمل والسرعة وقوة الانطلاقة قبل الجري والإرتقاء، والمقاومة وغيرها من الأشياء التي تشكل في مجموعها اللياقة البدنية للاعبين. 
وسبق للإدارة  التقنية الوطنية، أن قامت بدراسات، ووقفت على تجارب  خضع لها لاعبو البطولة الوطنية الاحترافية، ولاعبو الفئات بمراكز التكوين، وتمت مقارنتها بلاعبي البطولة الفرنسية، فظهر التساوي في النتائج تقريبا، لذلك أجمع أصحاب الإختصاص في الإعداد البدني إن وحيد خاليلودزيتش لم يكن موفقا في تصريحاته، سيما أنه تحدث عن جانب علمي، لا يمكن تقييمه بالعين المجردة، أو بالمشاهدة أو بالانطباع الذاتي، لأن اللياقة البدنية لدى لاعبي كرة القدم، هو موضوع علمي دقيق، يحتاج قياسات محددة واختبارات معينة، للخروج بنتائج يتم على ضوئها الحديث عن ضعف أو قوة اللياقة البدنية. 

- هل هي مقارنة صحيحة؟
عند خروج لاعبي المنتخب المغربي من ملعبي طنجة ووجدة ، خلال مبارتيهما أمام ليبيا والغابون،  نزعوا قمصانهم فظهر أنهم يرتدون تحتها قمصانا خاصة تحمل رقاقات رقمية، بهدف قياس ضربات القلب وتموضع اللاعب في الملعب وعدد الكيلومترات التي يقطعها خلال الدقائق التي لعبها، وغيرها من القياسات الدقيقة.
وتمنى العديد من المعدين البدنيين، الذين إستمعوا لتصريحات الناخب الوطني بخصوص ضعف اللياقة البدنية لأبناء البطولة، لو إستند على أمور علمية دقيقة لا يمكن لأي أحد كان أن يناقشها، بتقديم أرقام ونتائج تقارن بين مردود المحترفين بأوروبا والمحليين، لوضع النقط على الحروف بخصوص هذا الموضوع، خاصة وأن ظهور أي لاعب بمستواه الحقيقي، هو تظافر لمجموعة من العوامل التي تعطي الصورة النهائية التي تراها عين التقني، إذ تتشكل هذه الصورة مما يتوفر عليه اللاعب من مؤهلات تقنية وتكتيكية وذهنية، وبدنية، وسرعة بديهة وتقيد بتعليمات المدرب، ويمكن لنقص في أي جانب من هذه الجوانب أن يظهر اللاعب بأداء سيء أو متوسط.

- غبن المحليين 
أكيد أن خاليلودزيتش كان ملزما بالحديث عن ظهور اللاعب المحلي على الملعب وليس عن جانب واحد وهو اللياقة البدنية، التي من المستحيل قياسها عن طريق العين المجردة مهما بلغت تجربة المدرب وحنكته من درجات، لأن الأمر يتعلق بجانب علمي مبني على أرقام وإحصاءات محددة ودقيقة. 
ويرى العديد من المتتعبين الرياضيين، أن وحيد قد يكون قد بنى حكمه المسبق على اللياقة البدنية لدى اللاعب المحلي انطلاقا مما وصله عن طريق مساعديه الذين تابعوا بعض مباريات البطولة الوطنية وكأس العرش، ومما شاهده هو شخصيا خلال حضوره لبعض المباريات، التي يتقيد خلالها اللاعبون بتعليمات المدرب، والتي لا يمكن أن تعطي حكما نهائيا وصحيحا من خلال مشاهدتها على اللياقة البدنية لدى لاعبي البطولة الوطنية، مذكرين بالكفاءات المغربية المنتشرة في العالم، حيث يشتغل العديد من المعدين البدنيين المغاربة، في الكثير من الدول، ناهيك عن إستعانة الناخب الوطني بالمعد البدني صلاح لحلو، دون أن يطلب إطارا أجنبيا للإشتغال معه في طاقمه التقني.

- تحفيز من أجل العطاء 
أجمع العديد من المتتبعين لأدق تفاصيل البطولة الوطنية، بأن تصريحات الناخب الوطني وحيد، ستحفز أبناء البطولة من أجل بذل أكبر مجهود، لكي لا يخذلوا الجماهير المغربية التي تعاطفت معهم، وبأحقيتهم في حمل قميص المنتخب المغربي الأول.
وأكيد أن الكرة ستكون في ملعب أبناء البطولة، سواء في حضورهم رفقة أنديتهم في المنافسات القارية، أو من خلال الأسماء التي ستمثل المنتخب المغربي المحلي، في نهائيات بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، من أجل الرد بقوة على كل من يشكك في المنتوج المحلي، وقدرته على منافسة المحترفين بأوروبا، الذين أتيحت لبعضهم الكثير من الفرص دون أن يؤكدوا إستحقاقهم للإستمرار في عرين أسود الأطلس.