دخل الحكم محمد الفقير المنتمي لعصبة دكالة عبدة التاريخ من أوسع أبوابه، لأنه الحكم الوحيد الذي استطاع أن يعوض في فترات زمنية مختلفة ثلاثة حكام استسلموا للعنة الأعطاب التي منعتهم من مواصلة قيادة المباريات داخل منافسات البطولة الوطنية الاحترافية. فقد سبق لهذا الحكم القادم من العمق الدكالي أن عوض قبل عشر سنوات الحكم خالد رمسيس الذي منعته كرة طائشة للاعب ادريس الصويت أصابته في مؤخرة الرأس، من إتمام قيادة مباراة الدفاع الحسني الجديدي والفتح الرباطي بملعب العبدي، ثم ناب في ذات الملعب عن الحكم المساعد عزيز أبوحميدة الذي اصيب في لقاء الدفاع والجيش الملكي، وعاد الحكم الفقير ليلعب دور "حكم الطوارئ" في مؤخر الدورة الخامسة من البطولة مساء يوم الاثنين الأخير بين الدفاع الدفاع وأولمبيك خويبكة، بعدما تعذر على الحكم الدولي جلال جيد مواصلة إدارة المباراة في ثلثها الأخير، إثر تعرضه لإصابة على مستوى الساق، ليسلم الصافرة وكل معدات التحكيم للحكم الرابع الذي ترقى مؤقتا إلى حكم رئيسي، حيث نجح بكفاءة عالية في قيادة ديربي الفوسفاط نحو بر الأمان، ولم تلق قراراته أي احتجاج من قبل الفريقين.
والأكيد، أن هذا الحضور اللافت للحكم المغبون محمد الفقير الذي جاب الملاعب الوطنية طولا وعرضا، ويملك سجلا تحكيميا نظيفا وخاليا من الفضائح، يضع مديرية التحكيم التي تشكو من خصاص مهول في الحكام، في موقف حرج، ومن ثمة فهي مدعوة لإنصاف هذا الحكم، ومنحه حقه في إدارة مباريات البطولة الاحترافية، بدل أن يظل حبيس منافسات قسم الهواة التي ليست قدرا محتوما.