وضع الفريق الوطني نفسه في موقف حرج إثر تعادله المر في الجولة الإفتتاحية بالديار أمام موريتانيا، حيث سيكون مجبرا على العودة بالنقاط الثلاث من العاصمة البوروندية بوجامبورا، حينما يلاقي المنتخب المحلي هذا الثلاثاء على أرضية ملعب لويس، تفاديا لبداية تصفيات كارثية قد تضع الأسود في ذيل ترتيب المجموعة وتعقد مهمتهم لاحقا من أجل التأهل لنهائيات كان 2021.
إصطدام بين الجريحين
 شاءت الصدف أن تعرف الجولة الثانية إصطداما بين الجريحين بأرض المتذيل الحالي لترتيب المجموعة، وهو المنتخب البوروندي الذي إنهزم بثنائية أمام إفريقيا الوسطى والطامح للتعويض أمام أنصاره، حينما يستقبل المنتخب المغربي الذي نزف نقطتين أمام موريتانيا وعض على أصابع الندم عقب التفريط في فوز كان في المتناول.
اللقاء بينهما يعد بمثابة مباراة فاصلة ونهائي مبكر ضمن هذه المجموعة، بحيث تُمنع فيه الهزيمة وحتى التعادل، وعز الطلب لهما معا تحقيق الفوز والنقاط الثلاث لإحياء الآمال والإرتقاء نحو الصدارة أو الوصافة، تفاديا لأي سيناريو قد يخفي الكثير من المفاجآت المدوية خلال الجولات المقبلة، خصوصا لأسود الأطلس الذين يرشحهم الجميع للعبور في الصف الأول ودون مشاكل.
صعوبات جمة ستعترض المضيف والضيف في نزالهما الموعود هذا الثلاثاء، بين الأرضية السيئة والمناخ الصعب والعقم الهجومي، مما يعطي المؤشرات على معركة تكتيكية في وسط الميدان مع التربص بالضربات الثابتة والتسديد من بعيد، كحل لخطف هدف سيكون ثمينا جدا.
إلزامية الفوز للتعويض
 لم يعد من خيار للأسود غير الفوز ببوجامبورا للإستفاقة والعودة مبكرا في السباق، وتعويض النقطتين المفقودتين بألم خلال مباراة الجمعة الماضي بمركب الأمير مولاي عبد الله ضد موريتانيا، حيث إكتفى زملاء سايس بتعادل غير مستحق وبطعم مر، لم يعكس مجريات اللعب والسيطرة المطلقة وعشرات الفرص المهدرة.
الناخب الوطني خليلودزيتش تمنى أن يكون التعثر الأول صفعة ستسفر عن ردة فعل إيجابية هذا الثلاثاء ببوروندي، وستحفز كثيبته للبحث عن الفوز ولا شيء غيره، مع نسيان ما حدث أمام موريتانيا، وتصحيح الأخطاء المرتبكة خصوصا في اللمسة الأخيرة أمام المرمى.
الأسود وضعوا نفسهم في مأزق وإمتحان عسير، يستوجب فيه شحن البطاريات المعنوية بسرعة، وإسترجاع الطراوة البدنية بعد سفر طويل وشاق، وتجهيز العدة والأسلحة لإسقاط الطيور بمعقلها، ولو بهدف ينهي النحس ويفك الإستعصاء، ويجنب المحظور وهو الدخول في مرحلة شك وقلق ستكون عواقبه وخيمة على الطاقم التقني واللاعبين، وكذا الجمهور الذي سيسخط وسيعود للتشاؤم والرثاء وفقدان الثقة.
خصم متحمس لا يستهان به
 أصبح منتخب بوروندي من أفضل 24 منتخبا بالقارة الإفريقية، بعدما تأهل لأول مرة في تاريخه إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخير بمصر، حيث إكتشف الأجواء وأظهر مستوى مقبولا رغم خروجه خالي الوفاض بثلاث هزائم أمام نيجيريا ومدغشقر وغينيا.
 طيور السنونو أصبحت مفترسة في الثلاث سنوات الأخيرة بقيادة المدرب المحلي أولفيي نيانجيكو، والذي قاد مرحلة إنتقالية رائعة في كرة البلد جعلت بوروندي من المنتخبات المحترمة والتي لا يُستهان بها، خصوصا بملعبها الأمير لويس الذي لم يخرج منه إلا القليل بسلام.
 خصم الأسود القادم يتميز بالحماس الشديد والعناد والقتالية على أرضية الميدان، وينهج في أغلب الأحيان خطة دفاعية وجدارين في وسط الميدان، مع الإعتماد على المرتدات ورأس الحربة فيسطون هداف إنبي المصري للمناورة ولذغ الشباك، وهو النهج التكتيكي المتوقع هذا الثلاثاء من هذا المنتخب البوروندي المشاكس والذي لن يقبل بخسارة ثانية تواليا، وسيطمح لخلق المفاجأة والمصالحة مع جمهوره الذي يطالب بالبقاء بين كبار القارة والتأهل للبطولة القادمة.
وحيد يعدل بعض الأوتار
 أكد وحيد أنه سيجري تغييرا أو تغييرين على التشكيلة الأساسية التي سيدخل بها أمام بوروندي، في ظل التعب والإرهاق الذي ظهر على البعض وكذا عدم الجاهزية الكاملة أو غياب التوفيق، دون أن يذكر الأسماء أو يحدد مكامن الخلل، مشيرا أنه لا يعاتب أحدا على مردوده خلال مباراة موريتانيا الأخيرة.
 ومن المحتمل جدا أن يبقي الناخب الوطني على أبرز الثوابت والقطع الأساسية التي أظهرت تجانسا لا بأس به ووصلت المرمى عشرات المرات، مع إستبدال مرجح في وسط الميدان الرابط بإشراك فجر أو جبران مكان تاعرابت، لخلق نوع من الحيوية والرشاقة والخفة في نقل الكرة من الدفاع والهجوم، في ظل تواضع مستوى لاعب بنفيكا وخسارته لمجموعة من الكرات والنزالات الثنائية ضد «المرابطون».
 كما تحوم الشكوك حول جاهزية نوصير مزراوي للعب بعدما أصيب في اللقاء الأخير وأكمل 90 دقيقة يجر الأقدام بتوجس، ويتجه وحيد نحو عدم المغامرة به والدفع بالمخضرم نبيل درار المتمتع بطراوة بدنية وقوة ذهنية، إلى جانب خبرته الكبيرة في هكذا مواقع عسيرة وسط الأدغال وفي ظروف صعبة، كما قد يدخل يوسف العرابي رسميا بعدما أظهر النصيري إحتباسا وعقما هجوميا وإختناقا نفسيا في الظرفية الحالية.
ضغط وتأخر عن الإقلاع
 تمضي المباريات والشهور ولمسة خليلودزيتش لا أثر لها بعد على منظومة الفريق الوطني وأسلوب لعبه، والذي لم يتغير فيه شيء بل إزداد الإستعصاء الهجومي وقلت الحلول في وسط الميدان، ليدب الشك في نفسية اللاعبين ويرتفع تدفق الأدرينالين لدى الجماهير المغربية.
 لو إنتصر الأسود على موريتانيا لكانت النفسية مرتاحة والوضعية أفضل بكثير، ولكان نقاش إصطدام بوروندي المقبل بالكثير من الهدوء والذكاء، عوض الضغط والتوثر السائد حاليا، والخوف من نتيجة سلبية جديدة تصب النار على الزيت، وتجعل المدرب البوسني في فوهة الإنتقاذات الحادة والمطالب بإسقاط رأسه.
الأخير يعترف أن الإقلاع تأخر بعد أزيد من 3 أشهر على توليه المهمة و5 مباريات بين الودية والرسمية، ويشهر الواقي الصدري لتقبل سهام المنتقذين والرأي العام الغاضب، مطالبا بعدم مس لاعبيه والإكتفاء بنقذه وحده، ومتمنيا أن ينتهي المخاض بعاصمة بوروندي بوجامبورا بتحقيق فوز سيتنفس عبره الجميع الصعداء، وسيوضح الصورة وخارطة الطريق لتأخذ طائرة الأسود مسارها الصحيح بعد الإقلاع المتأخر.
البرنامج
إقصائيات كأس إفريقيا الكامرون 2021  
الجولة الثانية
الثلاثاء 19 نونبر 2019  
بوجامبورا: ملعب الأمير لويس س 14: بوروندي ـ المغرب