إن كان هناك شيئا افتضح أمره خلال الشطر الأول من الموسم الكروي الحالي بالنسبة للوداد البيضاوي، فهو بالتأكيد خلو رصيده البشري من قطع غيار كبيرة بإمكانها تعويض الثوابت البشرية عند حدوث الإصابات أو الغيابات الإضطرارية، كالتي تعرض لها الفريق مؤخرا فحرمته من أعمدته عند مواجهته للرجاء في ديربي العرب، بسبب أن الفريق اعتاد اللعب بكثير من هذه الثوابت للموسم الخامس على التوالي.
وبالقدر الذي يسأل فيه الوداد على ضعف انتداباته خلال الميركاطو الصيفي، فإن فرصة التدارك متاحة في الميركاطو الشتوي الذي سيفتتح أبوابه قريبا، ولو أن الخيارات البشرية لن تكون كثيرة بحكم أن المعروض في العادة خلال هذه الفترة من اللاعبين ليس بالجيد ولا بالوفير.
الوداد الذي خسر حتى الآن، رهانين من الرهانات الأربعة لموسمه الحالي بعدم تتويجه بكأس العرش وبخروجه من كأس محمد السادس للأندية الأبطال من دور ثمن النهائي، سيكون عليه أن يتسلح بلاعبين جيدين وببدلاء من الطراز العالي، إن هو أراد إنجاح الرهانين المتبقيين، رهان الإحتفاظ بلقب البطولة الإحترافية ورهان الفوز مجددا بلقب عصبة الأبطال الإفريقية.
وبقراءة سريعة للرصيد البشري الحالي للفريق الأحمر، سنقف على حقيقة أن الوداد لا يملك بديلا جيدا لحارس مرماه رضا التكناوتي، بعد الضعف الذي أبداه البديلان بدر الدين بنعاشور وياسين الخروبي، وهو بذلك يحتاج إلى انتداب حارس يستطيع سد أي فراغ يمكن أن يتركه التكناوتي ولو أنه يمكنه أن يتوسم خيرا في حارسه الشاب موريد حارس المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة، كما أنه بحاجة إلى عناصر ترمم خط الدفاع سواء على مستوى الأظهرة أو على مستوى متوسط الدفاع، كما تبدو الحاجة ملحة لإيجاد قطع غيار على مستوى خط الهجوم، وسيفرض انتهاء فترة إعارة أيوب الكعبي من ناديه الصيني مع نهاية السنة، إيجاد بديل لهذا الأخير، ولو أن هناك من بدأ يتحدث عن تحرك الوداد لجلب محسن ياجور الذي لا يبدو أن مقامه سيطول بنادي ضمك السعودي رفقة زميله زكرياء حدراف، بل إن من هذه الأخبار ما يربط حدراف بالوداد لتعويض رحيل محتمل لاسماعيل الحداد.
وإذا كان سعيد الناصيري قد ذيل بتوقيعه قرارات جريئة للمكتب المسير في أعقاب الخروج من كأس محمد السادس للأندية الأبطال على يد الغريم الرجاء، فإن من أبرز هذه القرارات تكليف كل من المدرب المساعد فؤاد الصحابي والمدير الرياضي پول پوت للإشراف على الإنتدابات الشتوية، ولا أعتقد أن الرجلين معا يملكان هامشا كبيرا للإختيار وحتى للخطإ في تقدير الإنتدابات التي سيتم إنجازها شتاء.