بعد أن حملانا فوق عنان السحاب باحتفالية وفرجة غير مسبوقة بالمدرجات، هاهما يلتقيان من جديد للمرة الثالثة في ظرف شهر ونصف فقط لكن هذه المرة في ملمح محلي مغربي صرف بعيدا عن الأجواء العربية الإستثنائية كما عشناها معهما.
إلا أنه ورغم ذلك فلن يخل الوصال المحلي من إثارة هذه المرة، ونبع هذه الإثارة هي مخلفات الريمونتادا الشهيرة.
وصال عربي
كان ذلك الوصال الإستثنائي غير مسبوق بالمرة عبر تاريخ حوارات الغريمين الكروية والتي تقترب من المباراة الخمسون بعد المائة في مختلف الواجهات والمسابقات.
وصال عربي أثمر لنا معزوفة طرب ولا أروع رقص على نغماتها إخواننا العرب، وتمتعوا بها كما لم يتمتعوا قط مع ديربي عربي آخر وبشهادة الموقع الرسمي للإتحاد.
وصال أنتج لنا تأهلا تاريخيا للرجاء وسقوطا دراماتيكيا للوداد بعد الريمونتادا التي فاق دويها وصداها حدود المغرب، وأصبح المعلقون العرب يستحضرونه في تعليقهم على المباريات العالمية، ليشدوا همم كل فريق منكسر لا يؤمن بحظوظه كاملة لغاية الصافرة النهائية للحكم فكان هذا أكبر مكاسب هذه القمة في بروازها العربي.
العودة للواقع
نعم نقول عنه واقعا لأنه في سابق الديربيات التي كان لها ملمح محلي خالص إن في البطولة الإحترافية أو كأس العرش، لم يخرج الديربي في مباريات عديدة منه عن الطابع العادي والمتصلب بل الموحش والموغل في الحسابات الضيقة والصرامة التكتيكية، التي شنقت الإبداع الهجومي مرارا وقيدت أقدام اللاعبين وكبلتها ولم تحررها كما تحررت بـ 10 أهداف في مبارتين بالطابع العربي.
العودة للواقع ليست في المستطيل الأخضر، بل حتى على مستوى فتور المتابعة والتغطية الإعلامية والتي ومهما اجتهدنا في أن نحملها لعنان التشويق والإثارة لن تحاذي، بل لن تضاهي إثارة رعاة الدورة وما أسبغوه على ذلك اللقاء من هالة وتسويق فاق الخيال.
رواسب الريمونطادا
حين نقول رواسب الريمونطادا فنعني بها النوم في عسل الفرح الذي استباحه الرجاء أياما طويلة لغاية سقوطه المدوي والضيع أمام الترجي التونسي إفريقيا بشهادة لاعبيه وخاصة بدر بانون الذي أرجع هذا الإنهيار في عصبة الأبطال لمخلفات المبالغة في استعراض الفرحة بما تحقق في كأس محمد السادس.
هنا نحن نتحدث عن الرواسب الإيجابية في صورة النقمة التي حملتها نعمة التأهل.
حساب الصدارة
بالعودة لواقع النزال المقبل، فالفريقان وقبل أن يستأنفا رحلة العصبة الإفريقية سيكون أمامهما مجال للتفكير في كيفية القبض على نقاط هذه القمة كاملة لأنها مرادف فعلي للصدارة بعد مضي ثلث كامل عن البطولة ولإنهاء العام الحالي على إيقاعات البهجة التي تثيرها فرحة هزم الغريم، الوداد المتصدر لكن مع مباراة ناقصة من رصيد الرجاء مقارنة معه يريد فوزا يرمم به أوجاع الخسارة العربية وإن كان الأمر حسم بمجموع الأهداف وهنا يلعب زوران مستقبله على كف هذا الديربي والرجاء قبل هذا يريد نصرا يعلن من خلاله الأفضلية.
الزمن: الأحد 22 دجنبر 2019
المكان: مركب محمد الخامس بالدار البيضاء (س15)
الحكم: رضوان جيد (عصبة سوس)