أنهى موسمنا ونحن في عطلة قهرية«كورونا »

تلقى نايف أكرد تكوينه داخل أكاديمية محمد السادس، التي أطلق فيها العنان لأحلامه وهو شاب يافع، قبل أن يستقطبه الفتح الرباطي بعد أن تعثر إنتقاله لإسبانيا، ليساهم في صناعة جزء من تاريخ الفريق الرباطي، الذي كان واحدا من أبرز نجومه، بعدما ساهم في عودته للواجهة الأحداث.
لم تتوقف طموحات إبن القنيطرة، وظل واثقا من إمكانياته التي صقلها بتكوين أكاديمي، حتى ظهر وسط عمالقة " الليغ1"، بعد إنتقاله لصفوف ديجون الفريق الذي أظهر أحقيته في حمل قميصه، ما جعله يشق طريقه بثبات لدخول عرين أسود الأطلس، وهو المنحدر من أسرة كروية بإمتياز حيث كان والده وعماه من أبرز نجوم النادي القنيطري في ثمانينيات القرن الماضي.

المنتخب: بداية نايف، كيف عشت الحجر الصحي في ظل إجتياح وباء "كورونا" للعديد من دول العالم، وكيف مرت أيامك وحيدا بمدينة ديجون؟
نايف أكرد: عشنا أوقاتا صعبة لم نعتد عليها من قبل، وكأنهم نزعوا عنا الأوكسجين وتركونا دون تنفس، شخصيا لم أكن أنتظر أن تطول مدة الحجر الصحي، وفي الفترة الحالية طلبت منا إدارة الفريق الحضور للنادي الواحد تلو الآخر، من أجل تسلم  كل حاجياتنا التي تركناها في مستودعات الملابس، في إنتظار مستجدات المرحلة المقبلة.
المنتخب: عشت هذه الفترة وحيدا في البيت، أكيد أن حجم المعاناة تضاعف؟
نايف أكرد: الحمد لله تواجد معي صديقي في هذه الفترة، ولم أكن وحيدا وحتى شهر رمضان فلثاني مرة أصومه بعيدا عن العائلة، لذلك تقبلت الأمر ولم أجد فيه عائقا كبيرا، رغم أن أكبر مشكل واجهناه كما ذكرت سابقا عدم تعودنا على البقاء بالمنزل لمدة طويلة.

المنتخب: خضتم تداريبكم عن بعد كسائر اللاعبين، قربنا نايف أكثر من هذه المرحلة؟
نايف أكرد: في بداية الحجر الصحي، كنا نتبع برنامج تداريب خاص عن بعد، لكن مع توالي الأيام قرر الطاقم التقني منحنا كامل الحرية في التداريب، خاصة وأننا لاعبون محترفون.
في بعض الأحيان تقول مع نفسك بأني بحاجة لراحة بعض الوقت، لكن سرعان ما تحس بأن جسدك بحاجة للتداريب، فأنهض على وجه السرعة لأتدرب من أجل الحفاظ على اللياقة البدنية.

المنتخب: باقي الأوقات غير موعد التداريب، كيف كنت تقضيها؟
نايف أكرد: قضيتها كثيرا في مشاهدة بعض الأفلام الوثائيقية، وفي ألعاب الفيديو (بلاي ستيشن)، كنت أقضي زهاء أربع ساعات في اللعب، لأن تشابه الأيام يجعل الإنسان يشعر بالملل في الحجر الصحي.

المنتخب: وماذا عن المطبخ هل تعد الأكل الخاص بك لوحدك؟
نايف أكرد: أتواصل مع والدتي من أجل المساعدة، واستشارتهت، لكن الأطباق لا تكون بنفس لذة الأطباق التي تعدها الوالدة، كنت أحاول فقط خلق الأجواء لتجاوز مرحلة صعبة لم نعتد عليها.

المنتخب: لنعد بك إلى الوراء شيئا ما نايف، متى توسمت في نفسك القدرة على اللعب في المستوى العالي؟
نايف أكرد: داخل أكاديمية محمد السادس لكرة القدم بدأ الحلم باللعب في أوروبا يكبر فيما اليوم بعد الآخر، لأن الطريقة التي تلقينا بها التكوين كانت توحي بأنه يتم إعداد جيل للعب في المستوى العالي، كنت على وشك الإنضمام لفالنسيا الإسباني، لكن ذلك لم يتم، بعدها إلتحقت بالفتح الرباطي، وكان وليد يطلب مني دوما الإجتهاد، فقد قال لي مرة "السن التي ستخرج فيها لأوروبا هي 22"، وقد صدق في ذلك لأنني في هذه السن وقعت لديجون الفرنسي.
 

المنتخب: ما الذي أجهض إنتقالك إلى فالنسيا الإسباني؟
نايف أكرد: في الفترة التي كنت سأنتقل إليها إلى فالنسيا، تم تغيير مالك النادي، ليتغير المدربون والمنقبون وتغيرت الإستراتيجية أيضا، ليتصل بي فريق العمل الذي كان سيشرف على صفقة إنتقالي ويقول لي أن الصفقة أجهضت، والخير في ما اختاره الله.

المنتخب: ماذا تعلمت داخل أكاديمية محمد السادس لكرة القدم؟
نايف أكرد: كل شيء تقريبا، قبل صقل الموهبة في كرة القدم، تعلمنا حسن السلوك داخل الأكاديمية، بالموازاة مع الدراسة،لأن التركيز كان كبيرا على التحصيل العلمي، حيث بإمكان اللاعب أن يضمن مستقبله في حال لم يستمر في لعب الكرة بالمستوى العالي.
الأكاديمية كانت بمثابة البيت الذي جمعني بالعديد من اللاعبين، وأكثرهم وصل بعد ذلك للمنتخب المغربي الأول، وأقصد يوسف النصيري وحمزة منديل ورضا التكناوتي، لن أنسى أبدا اللحظات التي قضينا معا، حيث كنت أزور العائلة في فترة تكويني يومي السبت والأحد، وهذا الأمر ساعدني كثيرا كي أنضبط مع الوضع الذي أعيشه حاليا مع ديجون وحتى مع الفتح في فترة سابقة.

المنتخب: بخصوص المركز الذي تلعب فيه كمدافع أوسط، هل إخترته عن طيب خاطر أم تم توجيهك إليه؟
نايف أكرد: في صغري كنت ألعب وسط ميدان داخل الفئات السنية للنادي القنيطري، وهو المركز الذي تم إختياري للعب فيه داخل أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، لكن مع مرور الوقت نصحني ناصر لاركيط باللعب كمدافع أوسط، وبما أنني أثق في الرجل كثيرا قررت تغيير المركز، ومنذ ذلك الوقت وأنا أسعى لتطوير مؤهلاتي كي ألعب دوما في المستوى العالي.

المنتخب: أكيد أن طول القامة ساعدك كثيرا للعب كمدافع أوسط؟
نايف أكرد: تلقيت تكوينا أكاديميا وبإمكاني اللعب في أي مركز، وفي إحدى المباريات هذا الموسم أمام سانت إتيان طلب مني المدرب شغل مركز ظهير أيسر، ولم أتردد لحظة في شغل المركز، لكنني قلت له أن لا ينتظر مني الشيء الكثير على مستوى مساندة الهجوم.
شخصيا بإمكاني اللعب في أي مكان طلب مني، لكن يبقى مركز مدافع أوسط هو الذي أرتاح فيه بشكل كبير، وأظهر فيه كامل مؤهلاتي لأني إكتسب فيه تجربة محترمة لحد الآن.