"الكاف" ألغت الأحداث ووحيد هيأ أوراق الإنبعاث 
13 أسدا محالون على العطالة القسرية 

أبدا لم ننس أسود الأطلس وإن كان الحديث عنهم منصبا في سياق جديد الأخبار اليومية وفي إطار المتابعة الراهنة لمستجداتهم، إلا أن هذا الملف سيضعنا جميعا أمام استعادة الماضي القريب للائحة التي نادى عليها الناخب وحيد، وعلى ضوئها تم تفتيت كل المعطيات الرقمية والخبرية وجديد ما قدمه الأسود في مجموع البطولات بما فيها انتشار الوباء وتبعاته الصحية والنفسية بالحجر الصحي.

الوباء أفسد الأفراح 
كان مشروع حضور الفريق الوطني في الجولتين الثالثة والرابعة أمام إفريقيا الوسطى خلال واجهتي الذهاب والإياب أواخر شهر مارس الماضي، هو ترسيم قاعدة السيطرة على الصدارة وحجز بطاقة التأهل مبكرا، إلا أن غزو وباء كورونا شهر مارس غير منطق الأشياء وقلب موازين الشعوب رأسا على عقب، وحازت الرياضة كمكون استراتيجي علامة التفرقة بشكل تدريجي أفسد روح الكرة والعالمية، وبالتالي أوقف كل الانشطة الرياضية بإيعاز من الحكومات، لدرجة أعلن فيها الموت البطيء لاقتصاديات العالم بأسره. وطبعا لم يكن أمام المغرب سوى اتباع طريق النجاة حماية لصحة الإنسان كمورد أساسي لحضارة الشعوب. 

"الكاف" تلغي الأحداث
كان من الطبيعي أن تسير "الكاف" على نهج الإتحاد الدولي وقرارات الشعوب بتوقيف عجلة التنمية في كل شيء، إذ أوقفت "الكاف" كل شيء، لأن قارتها معنية بالوباء، وأوقفت العمل بمقرها إلا عن بعد، وذلك لدراسة كل الإحتمالات التي زلزلت الأجندة الإفريقية الخاصة بمباريات تصفيات كأس إفريقيا للأمم بالكامرون، وبالتالي التفكير في مشروع ما بعد انتظار زوال الوباء نحو إعادة الجدولة مجددا في الأشهر المقبلة، علما أن كأس إفريقيا سينظم في يناير المقبل ولو أن مشكلة طرح استعادة تنظيم الحدث في هذا التاريخ من بداية عام 2021الى الصيف تبدو لدى "الكاف" مستحيلة، ولذلك تبدو مواقع جدولة المباريات الإقصائية الأربع الأخيرة مطروحة في أجندة بداية الخريف (شتنبر وأكتوبر).

قناعات وحيد توقفت 
كان الناخب الوطني وحيد خاليلوزيتش قد تهيأ قبل انتشار الوباء الى تمكين نفسه من روح البناء الجديد لفريق وطني بدا في آخر مباراة له أمام بوروندي مقنعا أداء ونتيجة، وكان من مؤدى ذلك أن يتهيأ للمعركة الحاسمة ذهابا وإيابا أمام إفريقيا الوسطى، إذ استدعى لها أسطولا متنوعا من رجالات المرحلة بلغ هذه المرة 49 لاعبا بنى عليهم اختياره في لائحة أولية مبنية على أسطول معروف وممزوج بعشرة لاعبين من الشباب المحترف بأراضي المهجر منهم من ولد أولمبيا (سفيان كيين)، ومنهم من تلقى الدعوة لأول مرة (بنرحو)، ومنهم من لبى النداء لحمل القميص الوطني بعد أن غير رأيه (أيمن برقوق، عبد الحميد صبيري، سامي مامي)، ومنهم من وافق على الدعوة دون تعقيدات وبحب وطني للوجوه المعروفة (أمير عبد السلام وادريس صاديقي ونسيم بوجلاب وياسين بنرحو  ومحمد غرس الله ورفيق زخنيني)، وهؤلاء انضاف عليهم كل أشرف بنشرقي ووليد أزارو وأسامة طنان كوافدين من القدامى، والبقية تعرفونها طبعا، إلا أن كل هذه الخصائص الجديدة للإختيارات لم يكتب لها التجمع في المعسكر وتم الإحتفاظ بها في مواقعها لانتشار الوباء، في وقت أعلن مباراة المغرب وإفريقيا الوسطى ستلعب دون جمهور قبل أن تلغى في ما بعد. 

وحيد رحل الى الحجر الفرنسي
وكان طبيعيا أن يرحل وحيد خاليلودزيتش إلى موطنه الفرنسي وإلى عائلته من أجل الإلتفاف بالحجر الصحي هناك، أي مباشرة بعد تاجيل مباريات الأسود ومع مباريات القارة السمراء إلى اليوم، ومع ذلك لم يرحل الرجل من أجل الإسترخاء والنوم، بل واصل عمله بمتابعة الأسود في حجرهم الصحي بمنازلهم، وظل متواصلا معهم من يومها إلى الآن بالرغم من جديد المرحلة التي أهلت مجموعة من الدوليين إلى تغيير مسارهم الإحترافي بين المضمون والإعارة، لكن بأشكال مختلفة من الطموحات، وهي العلاقة التي ظلت مرتبطة بين المدرب واللاعبين من جهة، ومع طاقمه التقني وبخاصة مصطفى حجي في مواصلة الحوار والتواصل مع الدوليين إلى اليوم، أكثر من ذلك يكون وحيد قد خط القراءة الكبيرة لأداء وعرض الأسود في مجموع المباريات الودية والرسمية التي لعبها الأسود في عهده على الأقل لاستجماع قدراته الفكرية والإبداعية لما يراه غير ملائم للفريق الوطني من نقاط الضعف والقوة تحضيرا للقادم من المواجهات. 

أسود في عطلة 
ويظهر أمام وحيد علامات الحيرة لما آل إليه وضع انتهاء ثلاث بطولات اوروبية يلعب لها 13 محترفا، وقد أعلنت دخول الجميع في عطلة وانتظار أواخر يونيو للدخول في المعسكرات التحضيرية المعهودة للموسم القادم، ولكن ما هو بديهي أن العودة الى الميادين بعد شهر ونصف، سيعمها الإنتظار والحصار كذلك، لأن عطلة الجميع لن تكون محفوفة بالإستجمام، بل بالحذر الشديد من الوباء بالرغم من رفع بعض الدول حجرها الصحي، وبالتالي من المفروض على الناخب الوطني أن يقرأ عودة الدوليين إلى المران بميزان التواصل والتحذير من المخاطر، سيما وأن الوباء سيستشري إلى ما بعد الخريف القادم على مستوى التبعات والإنتظارات والتخوفات، ولذلك يبقى على اللاعبين 13 أن يكونوا على حذر تام من أن العطلة ليست هي عطلة العمر التي قضوها في السنوات الماضية.

36 لاعبا قيد المتابعة 
وبخصم 13 لاعبا من دائرة المتابعة، سيكون على وحيد وطاقمه قراءة مستجدات البطولات الأوروبية التي ستبدأ من ألمانيا وبأربعة من المحترفين المنادى عليهم باللائحة، وبعدها سيستشري الوضع على البقية في مواعيد أخرى رغم خطورة الأوضاع المتفشية بإسبانيا، إيطاليا، تركيا، إنجلترا، اليونان والبرتغال، ولذلك سيكون على وحيد متابعة المعنيين أدائيا وتنافسيا بالرغم من الوضعية الصعبة التي سيعود فيها اللاعبون أمام ظوابط صحية صارمة في الملعب، لذلك أمام وحيد معاينة الدوليين من هناك وحجي من هنا في المغرب لمعاينة كشكول الدوليين التسعة فيما لو اعطيت إشارة استئناف البطولة الإحترافية.