رجح رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ أن يتم إلغاء دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في طوكيو في حال عدم السيطرة على فيروس كورونا المستجد في صيف العام 2021، بعدما تسبب تفشيه بتأجيل موعدها الأساسي في صيف العام الحالي.

وعلى رغم ان باخ انطلق في موقفه من آخر مشابه أبداه رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، رفض مسؤول في اللجنة المنظمة الخميس وضع الأولمبياد أمام خيار الالغاء، مشددا على ان ذلك لم يتم طرحه في النقاشات السابقة.

وأعلنت اللجنة الدولية والحكومة اليابانية في 24 آذار/مارس تأجيل الألعاب الى العام المقبل بسبب "كوفيد-19". وحدد موعدها الجديد بين 23 تموز/يوليو والثامن من آب/أغسطس 2021.

وفي أبريل، أقر آبي بأنه سيكون "من الصعب" إقامة الأولمبياد في صيف 2021 ما لم تتم السيطرة على تفشي الفيروس الذي تسبب بوفاة أكثر من 328 ألف شخص في العالم حتى الخميس.

وفي مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي"، قال باخ "بصراحة، أنا أتفهم هذا الموقف (...) لا يمكن ان توظف ما بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف شخص في اللجنة المنظمة الى الأبد".

وأضاف "لا يمكن تغيير روزنامة الرياضة العالمية لكل الاتحادات الدولية البارزة كل عام ولا تستطيع إبقاء الرياضيين في حالة من عدم اليقين. وبالتالي أنا أتفهم موقف شركائنا اليابانيين في هذا الشأن".

وأشار باخ الى انه خلص في مباحثاته مع آبي على هامش قرار التأجيل، الى ان صيف 2021 سيكون "الخيار الأخير" لاستضافة طوكيو الأولمبياد الصيفي للمرة الثانية في تاريخها بعد العام 1964.

لكن مسؤولا في اللجنة المنظمة نفى الخميس ان يكون قد تم ذكر "الخيار الأخير" بين الطرفين.

وقال المدير العام للجنة المنظمة توشيرو موتو في تصريحات نقلتها وسائل إعلام يابانية منها "جي جي برس"، "لم أسمع (عن الالغاء) بشكل مباشر" من باخ.

وتابع "على ما أذكر، آبي لم يستخدم عبارة +الخيار الأخير+".

وفي تصريحاته لـ "بي بي سي"، سعى باخ للإبقاء على تفاؤل بشأن دورة الألعاب الصيفية، لكنه أكد ضرورة التحضير لخيارات عدة.

وأوضح "يتعين علينا ان نستعد لسيناريوهات مختلفة. هناك تصميم كبير لإقامة الألعاب في تموز/يوليو من العام المقبل".

وأضاف "في الوقت ذاته، اذا نظرنا الى مختلف السيناريوهات في ما يتعلق بالاجراءات الصحية، فقد يتعين فرض الحجر الصحي على الرياضيين، بعض الرياضيين وبعض المشاركين الآخرين (...) كل هذه السيناريوهات هي قيد الدرس ولهذا السبب أقول، إنها مهمة ضخمة بسبب وجود خيارات عدة لا يمكن البحث فيها الآن".

وتابع "عندما تصبح لدينا رؤية واضحة كيف ستكون الأمور في 23 تموز/يوليو 2021، سنتخذ القرارات المناسبة".

- لا رغبة بالأبواب الموصدة -

وتعد دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي تقام كل أربعة أعوام، أكبر حدث رياضي في العالم، وتستقطب عادة نحو 11 ألف رياضي وعشرات الآلاف من المشجعين من مختلف دول العالم.

وبعدما فرض فيروس كورونا جمودا شبه كامل في الأحداث الرياضية حول العالم، بدأت بعض الدول تستأنف بخجل بعض النشاطات لاسيما في كرة القدم، لكن خلف أبواب موصدة بوجه المشجعين.

واستبعد باخ إقامة دورة الألعاب من دون جمهور، في حال استمرار فرض قيود التباعد الاجتماعي بسبب "كوفيد-19" حتى موعدها الجديد.

وأوضح "هذا ما لا نريده لأن روح الألعاب هو توحيد المشجعين وهذا ما يجعل الألعاب فريدة جدا لان جميع الانصار يتواجدون في الملعب الأولمبي سويا".

وكان هذا التأجيل الأول للأولمبياد خارج زمن الحرب، وذلك منذ انطلاق دورة الألعاب في صيغتها الحديثة عام 1896.

ويفرض أي تعديل لموعد الدورة، إعادة جدولة للعديد من الأحداث والبطولات الرياضية، ويشكل تحديا مكلفا على الصعد التنظيمية واللوجستية والمالية وغيرها.

وشدد باخ على ان أي قرار جديد بشأن الألعاب لن يتخذ قريبا.

وأوضح "أدعوكم الى منحي بعض الوقت لكي أتشاور مع الرياضيين، منظمة الصحة العالمية وشركائنا اليابانيين".

وتابع "اعتمدنا مبدأ واحدا: تنظيم الألعاب في جو آمن لكل المشاركين. لا أحد يعرف ما سيكون عليه العالم خلال عام، خلال شهرين. لذا علينا الاعتماد (على الخبراء في المجال الصحي) وبعدها اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب بناء على هذه النصيحة".

وحتى ما قبل تأجيل الألعاب بفترة وجيزة، تعرضت اللجنة الدولية والمنظمون اليابانيون لانتقادات واسعة على خلفية عزمهم المعلن للمضي في إقامة الدورة، قبل إعلان التأجيل في أعقاب ضغوط كبيرة مورست من قبل اتحادات دولية نافذة ورياضيين بارزين.

وتطرق باخ الى تلك المرحلة بالقول "تطورت الأمور بسرعة كبيرة ولم نكن ندري ماذا سيحصل في اليوم التالي".

واضاف "كان يتعين علينا ايجاد توازن بين الخبراء المتفائلين الذين قالوا لنا +تريثوا، لا زال أمامكم متسع من الوقت+ (...) وبين آخرين كانوا يقولون +إنها كارثة مطلقة، لماذا لا تتخذون القرار الآن؟+... شكل ذلك تحديا يوميا بالنسبة الينا".

وأوضح "كان يتعين علينا التشاور مع شركائنا اليابانيين. كان يمكن ان نقوم بإلغاء الألعاب وحدنا من دونهم وكان في امكاننا القول +لقد انتهى الامر. نستطيع استعادة أموالنا من شركات التأمين ونبدأ الاستعداد لألعاب باريس 2024+. لكن هذا الخيار لم يكن مطروحا لأننا في هذه الحالة كنا حرمنا الرياضيين من تجربة أولمبية فريدة".