خلاف على الملاعب، التبديلات الخمسة، البث المفتوح للمباريات... ستصبح البطولة البرتغالية الأربعاء الثاني بين بطولات الصف الأول في أوروبا يستأنف نشاطه عقب تخفيف قيود الإغلاق بسبب فيروس كورونا المستجد، لكن انقسام المجتمع الكروي يثير مخاوف كثيرة.

وباتت البوندسليغا الألمانية أول بطولة كبرى في أوروبا تعاود منافستها، وذلك في 16 أيار/ماي، ومن المقرر ان تليها ثلاث بطولات كبرى أخرى في حزيران/يونيو المقبل، هي إسبانيا وإنكلترا وإيطاليا.

وفي البرتغال، ستترافق عودة المباريات المعل قة منذ آذار/مارس الماضي، مع بروطوكول صحي صارم على غرار ألمانيا ودون جماهير في المدرجات. لكن خلافا للبوندسليغا، اصطدمت بعض التوصيات بمصالح خاصة للأندية، النافذة جدا في البرتغال.

تمنت الهيئة العامة للصحة مثلا أن ت ستأنف البطولة في "أقل عدد ممكن من الملاعب". لكن في النهاية، سيلعب 16 ناديا من أصل 18 على ملعبه.

والاستثناءان الوحيدان اللذان سيلعبان في مركز تدريب المنتخب الوطني بالقرب من العاصمة لشبونة، هما سانطا كلارا، نادي أرخبيل الأزور الحريص على تجنب الرحلات الجوية، وبيلينينسيس الذي لم يعد يلعب أصلا في ملعبه لخلاف بين النادي وإدارة الفريق الأول.

مثال آخر على الأجواء السلبية، اقتراح العصبة البرتغالية السماح باجراء خمسة تبديلات في المباراة الواحدة، لحماية صحة اللاعبين من كثافة المباريات، والذي تحف ظ عليه نادي ماريتيمو في ماديرا.

وخلافا لسانطا كلارا، سيلعب هذا الفريق على جزيرته برغم مخاطر السفر.

يلخ ص مدير موقع "مايس فوتيبول" سيرجيو باريرا لوكالة فرانس برس "كانت توصيات هيئة الصحة العامة منطقية ومتوازنة في البداية. ثم عند التنفيذ، تدهورت الأمور".

وبمجرد اختتام المرحلة الخامسة والعشرين، يتعي ن على رئيس العصبة، الحكم الدولي السابق بيدرو بروينسا، مواجهة الانتقادات العديدة خلال جمعية عمومية يوم الاثنين تجمع الأندية المتنازعة.

وأقر لويس فيليبي فييرا رئيس نادي بنفيكا الذي يتهمه غريمه نادي بورطو بالوقوف ضد إدارة العصبة، بأنه "غاضب" من اكتشاف رسالة من بروينسا يطلب فيها مساعدة المسؤولين السياسيين لبث بعض المباريات مجانا، لتفادي تجم ع غير المشتركين بالقنوات المشفرة خارج الملاعب.

اعترضت بعض الأندية، على غرار بنفيكا وبراغا، على خطوة بروينسا لتخريب علاقتها بالقنوات الرسمية التي ت عد مصدر ايراداتها الأساسي.

وستبقى المباريات منقولة إذا على القنوات المشفرة، ما سيجبر الشرطة على الاستنفار لتفادي تجمهر المشجعين خارج الملاعب وكسر قيود التباعد الاجتماعي المفروضة.

لم يمنع هذا الأمر المجموعة الرئيسة من مشجعي "الأولتراس" في نادي بورتو الأربعاء، من مرافقة فريقها إلى أرض فاماليكاو، لدعم الفريق بجانب فندقه وخارج الملعب.

نتيجة لذلك، يثير استئناف البطولة "مخاوف كثيرة بين مسؤولي كرة القدم، المسؤولين السياسيين والجمهور بشكل عام. تعي ن على الجميع تحم ل المسؤولية، وهذا لم يحصل"، بحسب ما رأى سيرجيو بيريرا.

وتابع "الأمور هكذا دوما في البرتغال. الأندية تحدث جلبة ولا أحد يجرؤ على مواجهتها"، مضيفا "كل ناد اتخذ الاجراءات التي يريد".

وبنفيكا، أحد أربعة أندية تعر ض فرد فيها على الأقل للاصابة بـ"كوفيد-19"، عزل تشكيلته منذ الجمعة الماضي، لكن الأمر لا ينسحب على البقية.

على الصعيد الرياضي، سيسمح استئناف البطولة للمتصدر بورطو ووصيفه بنفيكا بإطلاق المنافسة مجددا، في ظل فارق النقطة بينهما، فيما يبتعد براغا الثالث بفارق 14 نقطة عن الصدارة.

وسمحت الجامعة أيضا بتنظيم نهائي الكأس بين بورطو وبنفيكا، لكن دون تحديد موعد المباراة الختامية عادة للموسم.