مؤشرات تقول أن العساكر سيجتازون السنوات العجاف 
برنامج تدريبي صارم وترقب لمصير البطولة

 يواصل الجيش الملكي إستعداده لاستئناف البطولة، وكله آمال ليكون في أفضل حال، حيث يلتزم اللاعبون بحجرهم الصحي، ويواصلون  تداريبهم بكل جدية ومسؤولية، خاصة أن كل المؤشرات تؤكد أن استئناف  البطولة سيكون صعبا على جميع الأندية، أمام رغبتها الجامحة لتسجيل النتائج الإيجابية، رغم الإكراهات التي ستواجهها خاصة على مستوى الإيقاع والوصول للجاهزية المطلوبة، ويبقى الجيش من الأندية التي تتطلع للأفضل لتحقيق الأهداف وأهمها الإرتقاء في الترتيب.

سنوات عجاف
 لم يتعود الجيش أن يجد نفسه لفترة طويلة خارج واجهة المنافسة على الألقاب، وهو الذي يعتبر من الأندية التي صالت وجالت في البطولة وكذاا المنافسات القارية، ويعتبر أيضا خير سفير للكرة المغربية، غير أن هذه الإنجازات أصبحت من الماضي، ووجد الفريق العسكري نفسه يمارس في الظل لأكثر من عقد من الزمن.
 وكان آخر لقب فاز به، هو كأس العرش سنة 2009، علما أن آخر لقب  على مستوى البطولة كان سنة 2007، أما على الصعيد القاري، فقد فاز بآخر لقب إفريقي سنة 2005، بكأس الكونفدرالية الإفريقية مع المدرب محمد فاخر، وتوالت السنوات بعد هذه الإنجازات دون أن يتمكن من تحقيق أي لقب.

موسم المتغيرات
 راهن الجيش على التغييرات، بعد المواسم المتواضعة التي وقع عليها، سواء على المستوى التقني أو البشري، حيث تعاقد مع المدرب عبدالرحيم طاليب الذي يملك تجارب كبيرة وترك بصمات جيدة في تجاربه السابقة، رغم أنه كان يدرك صعوبة المهمة، خاصة أمام انتظارات مكونات الفريق ورغبتهم في استعادة التوهج بعد أن أضناهم التراجع لذي ضرب القلعة العسكرية.
وكانت أولى الرهانات هي التغييرات البشرية، خاصة أنه وجد أن 14 لاعبا إنتهت عقودهم، فيما لم يعد للاعبين آخرين مكان بالقلعة، وكان عليه أن يبحث عن سد هذه الفراغات، حيث اعتمد على لاعبين شباب من قسم الهواة والدرجة الثانية، وبعض اللاعبين الآخرين المجربين، وأبرزهم علي بامعمر وعبد الإله عميمي، علما أن تركيبة الفريق العسكري تغيرت بنسبة جد كبيرة، ولم يبقى من لاعبي الموسم الماضي إلا المالي أبوبكر تونغارا.

أرقام قبل التوقف
 تباينت نتائج الجيش الملكي هذا الموسم بين الإيجاب والسلب، ولم يستقر الفريق العسكري كثيرا في مشواره، واعتبر عبدالرحيم طليب أن ذلك راجع  للتغييرات التي عرفها الفريق، وبحث اللاعبين عن الإنسجام فيما بينهم وكذا قلة خبرة أغلبهم، خاصة أن مجموعة من اللاعبين يمارسون لأول مرة في قسم الأضواء.
 ومع ذلك ساد ارتياح لمشوار الجيش، حيث يحتل الفريق العسكري المركز الخامس، وهو مركز يسمح له بالمنافسة على أحد المراكز المؤدية للمشاركة في المسابقة الإفريقية، عند استئناف البطولة.
 ومن أصل 20 مباراة سجل الجيش 9 انتصارت و4 تعادلات و7 هزائم، ويملك خط هجوم قوي وسجل 26 هدفا، فيما يبدو أن هناك نوعا من الإرتباك في الدفاع، حيث دخلت مرمى الفريق 21 هدفا، وهو الشيء الذي كان قد أشار له طاليب وعالجه مع توالي المباريات.

برنامج موحَد
 مباشرة بعد أن بدأ الحجر الصحي، إنخرط لاعبو الجيش في تداريبهم اليومية، حيث كانت المرحلة الأولى عبارة عن تمارين حرة، دون قيود، فيما عرفت المرحلة الثانية تداريب وفق برنامج موحد، وضعه الطاقم التقني، ويتم الإلتزام به من طرف اللاعبين.
ورغم أن التداريب في البيت لا توازي الإستعداد الجماعي إلا أن اللاعبين كانوا مطالبين بالإلتزام  بالبرنامج، مع اتباع كل نصائح المعد البدني حسن بنعزوز، كما يطالب الطاقم الطبي من اللاعبين الإلتزام أيضا بحمية غذائية لتفدي الزيادة في الوزن،  خاصة أن اللاعبين يقضون وقتا طويلا في منازلهم.

بأي استفادة؟
 لا شك أن الجيش يعتبر من المستفيدين من توقف البطولة، خاصة أنه سجل نتائج غير مستقرة في الدورات الأخيرة من البطولة، إذ لم يفز في آخر أربع مباريات، وتسرب نوع من الضغط على اللاعبين، بسبب هذا التراجع في النتائج، لذلك كانت الفرصة من أجل ترتيب الأوراق وإعادة شحن البطارية، وتذويب مرحلة الفراغ التي مرَ منها العساكر، ولو أن فترة التوقف قد طالت.
 وخطط الطاقم التقني للجيش أن تكون الإستفادة أكبر من التدريبات في الحجر الصحي، من خلال البرامج المتنوعة التي إعتمد عليها، والمتابعة الصارمة، مع الإعتماد على معالج نفسي في شخص الكاتب العام الطيب بناني، الذي له شهادة في هذا المجال.

العودة بأي أهداف؟
 يترقب الجيش  قرار المسؤلين حول العودة لإستئناف التداريب والبطولة، وكباقي الأندية، وضع عدة أهداف يسعى لتحقيقها عند عودة عجلة البطولة للدوران، أهمها أن يكون عند تطلعات لجماهير العسكرية، وأن يسجل نتائج إيجابية، ويستقر في نتائجه.
أما على المستوى العام، فأكيد أن عين الجيش منصبة على أحد المراكز المتقدمة، التي تخول له المشاركة في المنافسة الإفريقية، عطفا على ترتيبه الخامس، رغم ن هذا الهدف لن يكون  من السهل تحقيقه أمام المنافسة التي يعرفها طابور المقدمة، غير أن الرغبة الجامحة للجيش للعودة إلى الواجهة والمصالحة مع المشاركات لخارجية، قد تدفعاه إلى وضع كل إمكانياته من أجل تحقيق هذ الهدف.