يبدو أن الفتحة الصغيرة التي أبصرناها، وأنبأتنا جميعا بوصولنا نهاية النفق، وبداية الخروج من الحجر الصحي وعودة البطولة الإحترافية، قد غطاها الظلام مجددا، والإحتمالات تتقوى بإمكانية تمديد الحجر الصحي لأسبوعين آخرين، قد يكشف عنه السيد سعد الدين العثماني رئيس الحكومة خلال هذا الأسبوع، أي قبل حلول العاشر من يونيو موعد انتهاء الفترة الثالثة للحجر الصحي..

ماذا تقول المؤشرات؟
إلى الآن لم تحصل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على الضوء الأخضر من الحكومة للشروع فعليا في تنزيل استراتيجية عودة البطولة الإحترافية، وقد كان المؤمل مع اقتراب نهاية الفترة الثالثة للتمديد يوم العاشر من يونيو، ومع استئناف العديد من القطاعات الإنتاجية والإقتصادية نشاطها وفق بروطوكولات صحية صارمة، أن توجه الأندية الإحترافية إلى تطبيق ما جاءت به الإستراتيجية التي أعدتها الجامعة بهدف إنهاء الثلث المتبقي من البطولة الإحترافية، وأن تشرع في تداريبها الجماعية تحسبا لانطلاقة محتملة للبطولة يوم الخامس عشر من شهر يوليوز القادم، إلا أن المؤشرات التي تقول اليوم باحتمال تمديد الحجر الصحي لأسبوعين آخرين يضعف فرضية عودة الأندية إلى تداريبها، بل ويقوي الإعتقاد بأننا سنتجه إلى موسم أبيض..


الأندية 3 فئات
وبينما انقسمت الأندية الإحترافية إلى ثلاث فئات، فئة ترى أن من الأفضل إعلان موسم أبيض بحكم أن فترة الحجر الصحي طالت كثيرا، وابتعد اللاعبون لثلاثة أشهر كاملة عن تداريبهم الجماعية، وفئة ترى أن من العدل إكمال الثلث المتبقي من البطولة على غرار ما يحدث اليوم في ألمانيا التي استأنفت بطولتها قبل ثلاثة أسابيع من دون أي تعقيدات أو مخاطر، وأيضا في البرتغال التي استأنفت بطولتها الأسبوع الأخير، والليغا الإسبانية التي ستنطلق فعليا في الحادي عشر من يونيو، وفئة ثالثة تثق بقدرة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على اتخاذ القرار الصحيح.
والحقيقة أن الجامعة انتصرت علنا لأطروحة إنهاء الموسم، ودل على ذلك، أن مكتبها المديري أعد من خلال لجنة قادها نائب رئيس الجامعة السيد حمزة الحجوي، استراتيجية العودة التي حولها رئيس الجامعة السيد فوزي لقجع رأسا للحكومة وهي في انتظار التأشير عليها بشكل رسمي.
والواضح أن الجامعة تتمسك بقرار استئناف البطولة الإحترافية برغم كلفتها العالية، تجنبا لقرارات صعبة ومؤلمة ستضطر إليها في حال لم تكن هناك موافقة على استئناف النشاط الرياضي في غضون الأيام القلبلة القادمة، قرار إعلان موسم أبيض أو قرار إعلان الوداد البيضاوي بطلا باعتماد أي من المعايير المتاحة التي توصي بها في العادة القوة القاهرة أو الظرف الطارئ.


بإمكان الأندية الشروع في التداريب
وبرغم أن حالة من الإقتناع بدأت تسود المشهد الكروي الوطني، من أن تمديد الحجر الصحي المحتمل لأسبوعين آخرين، سيضعف تماما أي إمكانية لاستئناف البطولة الإحترافية بقسميها الأول والثاني، إلا أن هناك من يقول أن الأندية قد تحصل على موافقة الحكومة بالعودة إلى تدريباتها اعتبارا من 15 يونيو الحالي، بالنظر إلى أن استراتيجية العودة المهيأة من قبل الجامعة، تقتضي أن تدخل الأندية لاعبيها وطواقمها التقنية والإدارية والطبية في حجر صحي جماعي لمدة 15 يوما، تتخلله تداريب فردية بالهواء الطلق مع إخضاع اللاعبين لاختبارات خاصة بفيروس «كورونا» ولمراقبة طبية صارمة.
وستتزامن العودة للتداريب الجماعية مع الرفع النهائي للحجر الصحي، هذا إذا ما تقرر فعلا تمديد الحجر لفترة رابعة من أسبوعين.. 


المجهول الذي يصيب بالذهول
ومن المرجح أن لا تتأخر الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في إصدار قرار نهائي بشأن استئناف البطولة الإحترافية من عدمه، إذ أن لاعبي ومدربي الأندية الإحترافية وصلوا لدرجة الإقتناع أن تجاوز فترة الحجر الصحي لثلاثة أشهر من دون تداريب فردية أو جماعية بالهواء الطلق، يصيبهم بالكثير من الإحباط النفسي، فقد تم استنزاف كل الطرق المستحدثة والمبتدعة لمواجهة وضعية تقنية ونفسية غير مسبوقة ولم يكن مرتبا لها أصلا..
وبدأ بعض اللاعبين يعبرون صراحة أن مواجهة الغموض والمجهول أصعب بكثير من الإعلان عن أنهاء الموسم الكروي برغم ما سيكون لذلك من تأثيرات نفسية.
ويجمع المدربون والمعدون البدنيون والمهيئون النفسيون على صعوبة التعاطي مع هذا التوقف المضني والطويل، والذي لم يتحدد موعد مسبق لنهايته، وأن أي استئناف للمباريات يجب أن يكون مسبوقا بفترة إعداد بدني وتكتيكي قد تصل لستة أسابيع، عطفا على فترة توقف التباري والتي ستتعدى عند البعض 100يوم.
والمؤكد أن صناعة القرار النهائي بشأن استئناف البطولة الإحترافية باتت أمرا مستعجلا ولا يقبل الكثير من التأخير..