• جمهورنا عالمي وسنعمل المستحيل لإسعاده
• عشت حجرا قاسيا بعيدا عن العائلة

ــ المنتخب: ما هي العلاقة التي تربط متولي بجمهور الرجاء البيضاوي العالمي؟
متولي: كما يعلم الجميع، قبل أن أحمل قميص الرجاء البيضاوي، كنت من المحبين الغيورين والشغوفين المتابعين لجميع مباريات الرجاء البيضاوي رفقة جمهور «المكانة»، وبعد التحاقي بمدرسة الرجاء البيضاوي، أصبحت من بين الأطفال الذين يستدعون وباستمرار خلال المباريات الرسمية كجامعي الكرات، وكم كنت سعيدا وأنا أعيش لحظات لا تنسى في حياتي كطفل صغير يتابع عن قرب لاعبين مميزين، وكان لهذه الفترة الجميلة بصمة واضحة في مساري الكروي، حتى أصبحت من بين اللاعبين الأساسيين داخل صفوف الرجاء البيضاوي، ومند ذلك التاريخ وإلى الآن، تربطني والحمد الله علاقة جد مميزة ورائعة مع جماهير الرجاء البيضاوي، الذين يعود لهم الفضل الكبير في احتضان ومساندتي، ومن وجهة نظري الخاصة، فاللاعب لا يساوي أي شيء من دون جمهورن أنا وغيري من لاعبي الرجاء مدينون بكل النجاحات التي حققناها لجمهورنا الرائع الذي نفاخر به العالم. 
وبالمناسبة أود أن أجدد شكري لجماهير الرجاء البيضاوي، على مساندتهم وحضورهم القوي والجميل في جميع المباريات التي نلعبها داخل وخارج المغرب، جمهور الرجاء البيضاوي اعتبره شخصيا من بين أفضل الجماهير العالمية، إنه في كل مرة يبدع ويقدم أجمل اللوحات فوق المدرجات تصبح بعد ذلك مادة صحفية للإعلام العالمي.

ــ المنتخب: طيب، كيف يقضي متولي يومياته في الحجر الصحي وما هو برنامجك التدريبي اليومي؟
متولي: أولا وقبل كل شيء، أود أن أنوه بالعمل الكبير الذي قامت به السلطات المغربية، باتخاد العديد من الإجراءات الاستباقية، من أجل حماية صحة المواطن المغربي، وفي مقدمتها اتخاذ قرار الحجر الصحي الذي ساهم في التقليل من عدد المصابين بفيروس «كورونا» ببلادنا، في الوقت الذي لاحظ الجميع أن دولا كبرى شهدت تفشي جائحة «كورونا» بشكل مخيف، ما ترتب عنه الآلاف من الوفيات، شخصيا وكباقي المواطنين المغاربة إلتزمت بالحجر الصحي بمنزلي المتواجد قرب الشاطيء، أوصل تداريبي اليومية عن بعد تحت إشراف المعد البدني للرجاء البيضاوي، بهذف الحفاظ على منسوب اللياقة البدنية وفي نفس الوقت عقدت سلسلة من الإجتماعات عن بعد، أشرف المدرب جمال السلامي عليها وكانت مفيدة للغاية، خاصة وأن الفريق مقبل على موعدين هامين، نصف نهائي عصبة الأبطال ونصف نهائي كأس محمد السادس للأندية الابطال، وهما موعدان يتطلبان التركيز الكامل من طرف جميع اللاعبين، ومن أجل الحفاظ على كامل الجاهزية البدنية أقوم يوميا بحصص تدريبة خاصة بمقر الإقامة التي أقطن بها بعيدا عن أفراد عائلتي، زوجتي وبنتي المتواجدين منذ شهرين خارج مدينة الدارالبيضاء، في واقع الأمر «توحشت أفراد أسرتي الصغيرة»، وبعد رفع الحجر الصحي بإذن الله، ستعود الحياة إلى طبيعتها..

ــ المنتخب: ألم يكن صعبا عليك أن تعيش حجرك الصحي بعيدا عن أفراد العائلة؟
متولي: بالطبع كان شيئا صعبا ومرهقا للغاية، ولكن هذا قضاء الله، أنت تعرف أن لاعبي كرة القدم الذيم يمارسون في المستويات العالية،  يعيشون في بعض الأحيان طقوسا استتنائية تتطلب التركيز وبشكل كبير في التدريب والتزام الراحة والاسترخاء الكافي، إضافة إلى التغذية المتوازنة، وهذه الأمور الهامة والأساسية هي التي تساعد على تقديم الاضافة بكل سخاء داخل رقعة الملعب. 
نصيحتي لكل اللاعبين الصاعدين، والذين يودون تحقيق مسار ناجح في مجال كرة القدم، أن يركزوا بشكل كبير على تداريبهم ويكونوا جادين فيها ويستمعوا إلى نصائح الأطر التقنية وتطبيق التعليمات والحفاظ على منسوب اللياقة البدنية والإهتمام أكثر بالتغذية المتوازنة وتخصيص الوقت الكافي للراحة والإسترخاء مع احترام كافة المتدخيلن في مجال كرة القدم.

ــ المنتخب: نعرف جيدا أن الإضطلاع بمهمة عميد أو قائد فريق من حجم وقيمة الرجاء البيضاوي تلزم صاحبها بالكثير من الرزانة والحكمة، كيف يدبر متولي مهمة العميد؟
متولي: سأكون معك صريحا، مهمة عميد فريق كبير من قيمة وحجم الرجاء البيضاوي، هي مهمة صعبة وشاقة فوق أنها تشريف لأي لاعب، الشيء الذي ساعدني بشكل كبير في مهمة العمادة والتي تتمثل بالأساس في المتابعة والتنسيق بين اللاعبين والطاقم التقني والمكتب المسير، قصد توفير كافة الظروف الملائمة، والحمد لله تربطني علاقة جد متميزة يسودها نوع من الاحترام المتبادل، مع جميع اللاعبين ومع الطاقم التقني وأعضاء المكتب المسير والجمهور، وهذه العلاقة المبنية على الشفافية والوضوح ساعدتني على القيام بمهمتي أحسن قيام، وبالمناسبة أود أن أشكر جميع مكونات فريق الرجاء البيضاوي وخاصة اللاعبين، الذين أبانوا عن انضابطهم الكبير وتفانيهم في خدمة مصالح الفريق الذي حقق ولله الحمد نتائج جيدة بفضل تلاحم كل المكونات، وما زال هناك ما نقوم به ليكون موسمنا مثاليا.. 

ــ المنتخب: هل أنت متفائل بعودة البطولة الاحترافية؟

متولي: الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أعدت بروتوكولا متكاملا يتوخى الدقة وسلامة وأمن اللاعبين والمرافقين، ننتظر الضوء الأخضر من الحكومة المغربية، لاستئناف البطولة الإحترافية من عدمها، لكن من خلال الاتصالات مع اللاعبين والمسيرين وحتى الجمهور، الكل متشوق للإستئناف والعودة السريعة لمنافسات البطولة الإحترافية، شخصيا «توحشت الكرة بزاف»، لأنني شخصيا كلاعب أتنفس لعبة كرة القدم، وهي مصدر رزقي ورزق أفراد أسرتي، نفس الشيء بالنسبة للملايين من اللاعبين عبر العالم، الجميل في كرة القدم هي الأجواء المحيطة والطقوس المميزة التي يعيشها اللاعب مع أصدقائه في التداريب وفي المباريات ومع الجمهور الذي أعتبره بمثابة المتنفس الذي يساعد اللاعب على تقديم الأفضل، بالإضافة إلى الدور الهام الذي يقوم به الإعلام الرياضي الجاد، قصد المساهمة في الرقي بمنتوج الكرة المغربية، شخصيا أنتظر على أحر من الجمر عودة واستنئاف البطولة الإحترافية، قصد مساعدة الأندية المغربية المؤهلة للمربع الذهبي لعصبة الأبطال وكأس الكاف، لتكون جاهزة من أجل تشريف كرة القدم المغربية في هذين الإستحقاقين الأفريقيين، أعتقد أنه بهذه الروح الوطنية، تطمح الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم استئناف البطولة الإحترافية، على غرار باقي الدول الأوروبية، وفي نفس الوقت تحديد أسماء الفريق البطل والأندية التي ستمثل كرة القدم المغربية في الإستحقاقات العربية والأفريقية المقبلة.

ــ المنتخب: في حال استئناف البطولة الإحترافية، هل ترى أن الرجاء البيضاوي قادر على المنافسة على لقب البطولة الإحترافية؟
متولي: أولا وقبل كل شيء الرجاء تنتظره العديد من المباريات المؤجلة وفي حال حققنا الفوز في جميع المباريات، وفي باقي المباريات التسع المتبقية من عمر البطولة الإحترافية، سننجح في الظفر بلقب البطولة الإحترافية، لأننا نملك ترسانة بشرية مهمة من اللاعبين المجربين ونتوفر على طاقم تقني محنك قادر على قلب كل الموازين لصالحنا. 

ــ المنتخب: تنتظركم مباراة هامة عن نصف نهائي عصبة الأبطال الإفريقية أمام الزمالك المصري المجرب، كيف تقرؤون سيناريو هذه المواجهة الحارقة؟
متولي: الشيء الجميل، أن المربع الذهبي لعصبة أبطال إفريقيا هذا الموسم، تجمع بين الأندية المغربية والمصرية، وهذا ما يؤكد وبالملموس أن الكرة المغربية استعادة قوتها على الساحة الأفريقية، الرجاء البيضاوي الذي يهمني بالدرجة الأولى سيكون في محك حقيقي وصعب أمام نادي الزمالك المصري الذي أطاح بحامل اللقب الترجي التونسي، وأعتقد أننا كلاعبين لنا كل الثقة بقدرتنا على الفوز على الزمالك وبحصة مريحة في مباراة الذهاب التي ستقام بمركب محمد الخامس بالدارالبيضاء، ومناقشة مباراة الإياب بكل حرفية وذكاء بمصر قصد ضمان التأهل إلى المباراة النهائية لعصبة أبطال افريقيا، والمنافسة على اللقب الأفريقي، بهدف العودة مجددا لكأس العالم للأندية. 

ــ المنتخب: هل كانت الحصص التدريبية التي قمت بها في الحجر الصحي عن بعد، كافية لاستعادة كامل الجاهزية والعودة بقوة إلى البطولة الاحترافية؟
متولي: هناك فرق كبير وكبير جدا بين التداريب الفردية والجماعية، في الحجر الصحي نقوم بحصص تدريبة فردية، هدفها الأساسي الحفاظ على الوزن فقط، بخلاف التداريب الجماعية التي تقام تحت مراقبة المدرب الرئيسي، وتتركز بالأساس على تقوية منسوب اللياقة البدنية والإشتغال أكثر بالكرة على الجانبين التقني والتكتيكي واسترتيجية طريقة اللعب والتنظيم الدفاعي والتوازن بين الخطوط والفعالية في الهجوم، وكل هذه الحصص، هدفها الأساسي تهييء الفريق لمباراة نهاية الأسبوع التي تعتبر بمثابة الإمتحان والمحك الحقيقي للمدرب  وللفريق ككل، خاصة وأن توالي المباريات هو السبيل الوحيد لتطوير الاداء التقني الجماعي للاعب وللفريق، ومن أجل العودة القوية للبطولة الاحترافية، لابد وأن تدخل الأندية في معسكرات تدريبية مغلقة على الأقل لمدة ثلاثة أو أربعة أسابيع، من أجل الخضوع لحصص تدريبية بهدف استرجاع اللياقة البدنية الكافية واستعادة الجاهزية من الناحية التقنية والتكيتيكة، ورغم كل ذلك فإنه عند استئناف البطولة لن نشاهد إيقاعات مرتفعة، لأن التوقف الإضطراري ولمدة طويلة سيكون له تأثير واضح على المردود التقني والبدني للاعبين.