تعرض محمد مديحي مدرب رجاء بني ملال يوم الإثنين الأخير للتهديد بالتصفية الجسدية إن هو قرر الإستمرار على رأس الإدارة التقنية لفريقه. جاء ذلك حين توصل برسائل نصية عبر موقع «واتساب» من طرف مجهول لم يكشف عن هويته. وحتى يتسنى لمديحي الإحتفاظ بالحجة والدليل، ولجأ إلى تسجيل جميع الرسائل التي توصل بها من المعني بالأمر بغية الإدلاء بها لدى الجهات الأمنية. وهذا ما حصل بالفعل، حيث تقدم صباح يوم أول أمس السبت بشكاية وضعها لدى الشرطة القضائية بمدينة بني ملال مباشرة بعد عودته من مدينة الدار البيضاء التي يقيم فيها رفقة أسرته الصغيرة. وفور الإستماع إلى أقواله وتحرير محضر في الموضوع من طرف الجهات  الأمنية المسؤولة، إتصلت جريدة المنتخب بمحمد مديحي لتستفسره في الموضوع، وكعادته لم يمانع حيث خصص لها الوقت الكافي مدليا لها بما يتوفر عليه حاليا من الأدلة الدامغة. 

بعد الإعتداء الجسدي على مديحي في وقت سابق، جاء الإعتداء الثاني بطريقة أخرى تعتمد على التهديد بالتصفية الجسدية ؟ 
«نعم، في الحالة الأولى التي تعرضت لها قبل بضعة شهور من طرف شخص ليس لي معه أية علاقة، تم طي هذا الموضوع بطلب من المعني بالأمر بعد تقديم إعتذار بحضور أفراد أسرته، لكن في المرة الثانية إختلفت الأمور سيما وأني أجهل كل شيء عن الشخص الذي هددني ويهددني بالتصفية الجسدية. في بداية الأمر كان إتصاله صوتيا لم أتمكن آنذاك من تسجيل كل ما يرغب في أسماعه لي. وبما أنه فضل منذ الوهلة الأولى وبدون مقدمات أسلوب كله تهديد بالتصفية الجسدية، طلبت منه أن نتواصل عبر الرسائل النصية حتى أتمكن من تسجيل ما يدور بيني وبينه من محادثات. وهذا ما حدث بالفعل. وبما أني قد أخذت الأمور بجدية وأعطيت الموضوع ما يستحق من عناية واهتمام، فقد لجأت إلى القضاء لحمايتي. وسأواصل مهمتي على رأس الإدارة التقنية لفريقي الأم الذي كان سببا في إبراز اسم مديحي كلاعب وكمدرب». 

ــ هل لديك فكرة أو شككت في شخص ما بعدما اطلعت على رقم هاتفه الشخصي؟ 
«لقد اندهشت كثيرا بعدما تيقنت أن رقم المتحدث مخالف تماما للأرقام والرموز المتداولة في المغرب، الشيء الذي جعلني أبحث كثيرا في الموضوع، ليتأكد لي فيما بعد من خلال تفحص قائمة مفاتيح الإتصال الدولية أن المعني بالأمر يقطن بدولة بوركينا فاسو، وتساءلت مع نفسي، كيف يمكن لشخص لا أعرفه ويقطن في دولة إفريقية بعيدة جغرافيا كل البعد عن المغرب أن يهددني بالقتل، وما الهدف من وراء خطوته هذه؟ وبعد تفكير عميق في الموضوع خلصت إلى نتيجة واحدة، هي أن المتصل له علاقة بشخص ما هنا في المغرب وتحديدا في بني ملال». 

ــ ما هي الأشياء التي استندت إليها في تحليلك؟ 
«أتذكر جيدا أنه وقبل يوم واحد من الإتصال الذي ستحتفظ به ذاكرتي ما دمت حيا، نشر أحد الأشخاص على صفحته في الفايسبوك بعض العبارات التي يراد بها باطل، وذلك بافترائه أشياء لا أساس لها من الصحة، محاولا النيل من سمعتي وتغيير صورتي الحقيقية لدى محبي الفريق. والسبب هو أنني أرفض رفضا قاطعا التعامل معه فيما يتعلق بجلب اللاعبين من جهة، ومن جهة ثانية فقد أغلقت رفقة اللجنة المؤقتة باب الإنتدابات، على اعتبار أنها كانت مضيعة للوقت وللمال دون أن تفيد الفريق في أي شيء، والتركيز بالتالي على إستراتيجية أخرى تهتم بالأساس على الطاقات المحلية. وعلى ما يبدو فإن الشخص المتصل تربطه علاقة بالشخص القاطن ببني ملال والذي تكلمت عنه.أضف إلى ذلك فقد تجرا نفس الشخص في الأونة الأخيرة حين طلب من رئيس اللجنة المؤقتة فسخ العقد الذي يربطني بالفريق الملالي، لا لشيء سوى لأني لا أرغب في إغراق فريقي بمزيد من اللاعبين المنتدبين الذين يكون هو شخصيا راء جلبهم. 

ــ والآن ماذا تنتظر؟ 
أنتظر بشغف كبير خبرا سارا قادما من الجهات الأمنية التي تتوفر على كل التقنيات للكشف عن هوية الشخص الذي يقطن في بني ملال والذي تربطه علاقة بالمتصل الرئيسي الذي ينحدر من دولة جنوب الصحراء،وفي انتظار ذلك،سأواصل مهمتي مع فريقي، لأن ما ينتظرني وإياه هو الأهم.