«با ابراهيم» هي صفة المنادى عليه.. إنه النقاش المعروف وسط زملائه بهذه اللازمة فهو كبير قوم الوداد، بل كبير لاعبي البطولة برمتهم وقد دنا من الأربعين من عمره.
أي غرينطا وأي روح وأي إصرار على المضي قدما والبقاء في القمة بالنسبة لهذا اللاعب الخلوق والمتواضع، إنه نموذج حقيقي و فعلي للممارس الملتزم الذي يعبث بالأرقام ويجعل من العمر مجرد رقم على الهامش كما يقول، مؤكدا أن العبرة بما تفرزه رئتاه وقدماه داخل الملعب.
صحيح عقده شارف على نهايته، لكن كل الوداديين واثقون من بقائه وأول هؤلاء غاريدو الذي يرى فيه الربان الثاني داخل الملعب والملهم الفعلي لبقية زملائه لذلك يصر علي تمديد تعاقده معه.

ــ المنتخب: السي ابراهيم، يقولون الزين عند الثلاثين، على ما يبدو الآية عكست عندك، يبدو أن الزين أصبح عندك فالأربعين؟
ابراهيم النقاش: ضاحكا، حمدا لله على نعمة الصحة والعافية، هذا ما يمكن قوله، سعيد جدا بهذه الإطلالة عبر منبركم "المحترم" وصدقني وكي لا أبدو في صورة المبالغ، أشعر أنني أملك قدرة على اللعب في نفس المستوى وبنفس الإنتظام سنوات أخرى إن شاء الله، إلا أن كل هذا لا أملك له سبيلا لأنها قرارات ليست بيدي، لكن ما أنا واثق منه هو أنني قادر على العطاء لسنوات قادمة بحول الله.

ــ المنتخب: من أين لك هذه الثقة، بل من أين يستمد النقاش طاقته؟
ابراهيم النقاش: من نمط عيشي، من تربيتي ومن أصولي، أنا إبن الصحراء وتحديدا منطقة زاكورة، ولو أنني أبصرت النور في سيدي عثمان، لكني تأصلت على تقاليد زاكورة وساكنتها وأعتقد أنك فهمت قصدي. 
مسألة أخرى، هناك توفيق من الله لعباده المخلصين والمجتهدين وكما يقولون لكل مجتهد نصيب، فما أجنيه اليوم هو ثمرة تضحيات 16 سنة من الممارسة وفق ضوابط محددة دون غلطة أو استهتار.

ــ المنتخب: مثلك يفترض أن يمثل مرجعا، لذلك أنت مطالب بأن تقدم نصائح للاعبي الجيل الحالي كي يقتادوا بك مثلا، ما هي وصفات البقاء في القمة لغاية هذا السن؟
ابراهيم النقاش: يقولون، الحلال بين والحرام بين، لذلك لا يصح إلا الصحيح في نهاية المطاف، كن مخلصا في عملك، ملتزما بضوابط الإحتراف في سلوكك وتصرفاتك وفي حياتك، وستنعم بالنجاح وتوفيق الله سبحانه وتعالى.
الإلتزام بالتداريب دون غش أو تهاون، عدم السهر، الأكل الصحي، النوم للساعات الطوال المطلوبة، البقاء قريبا من الأسرة لأن هذا يجهله الكثيرون، فهي منعش ومزود بالطاقة الإيجابية، لذلك بدأنا نلمس حتى على مستوى نجوم العالم في السنوات الأخيرة زواجهم المبكر، إحترام تعاليم الدين الحنيف، هذه هي الوصفات وليست لا سحرية ولا سرية وفي متناول الجميع «غير اللي ما بغاش».

ــ المنتخب: اليوم هناك حالات ناذرة شبيهة بوضعك، عصام الراقي وعبد الصمد لمباركي مثلا، لكن الفرق أنك تواصل اللعب في القمة ورقم ثابت في تشكيلة الوداد وتحرز الألقاب، ما تعقيبك؟
ابراهيم النقاش: وزد عليها اللعب تحت الضغط ولعب عدد أكبر من المباريات والتنقلات الطويلة والمرهقة واللعب قاريا، وهذا ولله الحمد سلاح ذو حدين، كونه على قدر المسؤولية الكبيرة والمضاعفة يصبح كل هذا حافزا لي لتقديم الأفضل وأن أواصل بنفس التألق والتوهج.

ــ المنتخب: بمنتهى الصدق، هل تلمس في نفسك القدرة على اللعب لفترة إضافية بنفس الإيقاع؟
ابراهيم النقاش: هذا لا شك فيه، لكن في لغة الكوايرية نقول »التيران هو المراية»، أي أنه يعكس كل شيء بوضوح، وأنا أطلب دائما ترك السن والعمر والحالة المدنية ومحاكمتي بما تفرزه رئتا النقاش في الملعب وقدماه أيضا.
هناك أرقام يتوفر عليها المهيء البدني لكل فريق، خاصة مع التطور الحالي، وهذه البيانات ولله الحمد تلخص كل شيء، وبإمكانكم أن تستفسروا عنها وهي تعكس أنني قادر على اللعب في مستوى عالي ودون مركب نقص.