طبق كروي ملتهب كالجمر..
غاريدو وبن شيخة.. صراع تكتيكي ماكر 

يدخل الوداد ومولودية وجدة رحى استئناف البطولة عن مؤجل الدورة 19، وكل طرف يأمل أن تكون بدايته ناجحة، بتسجيل نتيجة إيجابية، رغم أن كل المؤشرات تؤكد أن المهمة لن تكون سهلة على الفريقين معا، لعدة اعتبارات، أبرزها أنهما يعتبران من أندية طابور المقدمة، دون استثناء عراقة الناديين، إذ تذكرنا المباراة بالزمن الجميل، حيث كانت مواجهات الفريقين تعرف كل أنواع الندية والقوة، وهو ما سننتظره في هذا الإصطدام، الذي طبعا سيكون باردا من حيث محيطه، وخاصة المدرجات اعتبارا إلى أنها ستجرى بدون جمهور.

متصدر لا يمزح
وجه الوداد رسائل قوية قبل توقف البطولة، مؤكدا أنه يراهن على عدم التنازل عن لقب البطولة والصعود لمنصة التتويج، ورغم أن الموسم لم يكن سهلا بالنسبة له، لكنه عرف كيف ينقض على الصدارة، فبالإضافة إلى منافسته على البطولة، فقد نافس على واجهتين، عصبة أبطال إفريقيا وكأس محمد السادس للأندية الأبطال.
والوقع أن الوداد عودنا في السنوات الأخيرة على حضوره القوي، ووجد الطريق الجيد ليكون منافسا قويا في أي مسابقة شارك فيها، بعد أن فتحت شهيته الألقاب التي أحرزها في السنوات الأخيرة، ما يؤكد أنه سيكون واحدا من الأندية التي لن تتنازل على لقب الدرع، خاصة وأن مركزه الأول يفتح له الطريق ليرفع من حظوظه، خصوصا إذ حافظ على النسق التصاعدي الذي كان يسير عليه قبل توقف البطولة.

سندباد يتوعد
يعتبر مولودية وجدة من مفاجآت هذا الموسم، نظير النتائج الإيجابية التي سجلها، بدليل مركزه الثالث الذي وصله عن جدارة واستحقاق، بل كان بإمكانه أن يتبوأ مرتبة أفضل لولا أنه أضاع نقاطا سهلة كانت في متناوله.
ونجح مولودية وجدة في التألق بفضل المتغيرات التي عرفها، إن كان على مستوى الإنتدابات التي قام بها، أو التعاقد مع المدرب عبدالحق بن شيخة الذي عرف كيف يكون فريقا في المستوى بمجموعة متجانسة، يتقدمها مجموعة من اللاعبين المميزين.
ويمني مولودية وجدة النفس ليستعيد أمجاده ويلعب أدوارا طلائعية مثلما كان بالأمس القريب، حيث يعتبر من الأندية التي سبق أن ذاقت طعم الألقاب، حيث نال البطولة مرة واحدة سنة 1975، وفاز بكأس العرش في 4 مناسبات سنوات.

إستعداد مكثف
بدا واضحا أن الوداد ومولودية وجدة قاما باستعداد في المستوى، ليكون اللاعبون في قمة عطائهم، عند استئناف البطولة، ويدرك خوان كارلوس غاريدو مدرب الوداد، وعبد الحق بن شيخة مدرب مولودية وجدة، أن توقف البطولة الطويل فرض إخضاع اللاعبين لبرنامج مكثف وقاس، ليصلوا لجاهزيتهم المطلقة، أمام الأجندة المزدحمة.
وراهن الوداد على معسكر أكادير، الذي رفع فيه المدرب غاريدو الإيقاع واعتمد على ما هو بدني، ولم يجري به أي مباراة ودية، بل إن غاريدو آثر أن لا يخوض أي ودية، وهو معطى استثنائيا مقارنة بجميع الأندية.
فيما استعد مولودية وجدة بمدينة الجديدة، وهناك خاض معسكرا مغلقا، تخللته مباريات ودية، حيث كان المعسكر جد مفيد للمدرب بن شيخة الذي استفاد منه بدنيا وتقنيا.

إصطدام الأقوياء
 عندما يتعلق الأمر بالمتصدر الوداد وصاحب المركز مولودية وجدة، فإن الأمر يتعلق بقمة مبكرة بين فريقين، يدركان قيمة النقاط الثلاث، قياسا بترتيبهما ومنافستهما على اللقب، كما أن كل طرف يريد أن تكون عودته للبطولة ناجحة وإيجابية، ترفع من ثقته ومعنوياته في ثلث أخير، الذي غالبا ما يكون صعبا على كل الأندية.
الوداد يتصدر برصيد 36 نقطة ولعب 18 مباراة وموودية وجدة ثالثا بـ 34 نقطة ولعب 19 نقطة، الفريق الأحمر يمني النفس في تعزيز موقعه في الصدارة، والهروب أكثر، فيما يخطط فارس الشرق للإنقضاض عل الصدارة، إن هو نجح في إسقاط مضيفه، وتلك حسابات المقدمة، التي لن تزيد المباراة سوى إثارة وتشويقا.

أجنبيان في الواجهة
كل المؤشرات تؤكد أن الصراع سيكون ضاريا على البساط الأخضر بين المدربين غاريدو وبن شيخة، حيث يعتبران من المدربين المجربين، والذين يتميزون بحس تكتيكي، وهو ما سينعكس على مستوى المباراة، التي قد تأتي مضغوطة بالصرامة التكتيكية، واللعب غير المفتوح، إذ ينتظر أن يكون هناك نوع من الحذر.
وكالعادة سيعتمد غاريدو على أبرز لاعبيه، عبر غرار الحداد وأووك والتكناوتي، وبدوره سيستنجد بن شيخة بنجومه، كالنفاتي ودياكيطي وخفيفي، فيما يسجل غياب نجم وهداف الفريق خافي للإصابة.
عامل مهم سيغيب عن القمة، ويتعلق الأمر بغياب الجمهور، خاصة أننا نعرف قوة الوداد بجمهوره، لذلك يبقى إجراء المباراة بدون جمهور في مصلحة المولودية كفريق الزائر.