6 مؤجلات في دورتين والبرمجة في محنة
هل الحل هو العزل الجماعي للأندية؟

والحكومة تؤشر على استراتيجية استئناف البطولات الوطنية، وتصادق على البروطوكول الصحي الموضوع من قبل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والعصبة الإحترافية تحقيقا للعدالة الرياضية ومبدإ تكافؤ الفرص في سباق التتويج نحو اللقب، كان جميعنا يدرك أن البطولة الإحترافية ستمشي على حقل ألغام، وأن صراعها مع كوفيد 19 سيكون شرسا.
تعاقبت المؤجلات العشرة من دون أي حالة موجبة للقلق، إلى أن بلغنا مؤجلا بين المغرب التطواني والرجاء البيضاوي، ليكون الإمتحان الأول للجامعة والعصبة بتأكد إصابة لاعبين داخل المغرب التطواني، حالة تمت السيطرة عليها بشكل فعال، لتجري المباراة وتتخلص العصبة من كابوس التأجيل، إلا أن الإشارات الأولى بوجود خطر داهم يهدد البطولة جاءت من البطولة الإحترافية الثانية.

• الصدمة قوية بطنجة
مع دخول أندية القسم الثاني لدائرة التنافس، سيتم الكشف عن حالات أولى للإصابة بكورونا في صفوف ناديي المغرب الفاسي والنادي القنيطري، ما استدعى تأجيل لقاءيهما أمام الجمعية السلاوية ووداد تمارة.
وبرغم ما كان من احتراز وتطبيق قيل أنه كان صارما للبروطوكول الصحي، سيضرب الوباء بقوة عند دخول أندية البطولة الإحترافية الأولى الثلث الأخير.
كانت البداية باتحاد طنجة الذي سيشهد حالات إصابة عدد قياسي من لاعبيه بشكل أصاب الجميع بالصدمة.
بالطبع سيجري تأجيل مباراة اتحاد طنجة لكون فارس البوغاز فقد 16 لاعبا دفعة واحدة، وأدخل ما بقي من لاعبيه وأفراد أطقمه التقنية والإدارية في حجر صحي لأربعة عشر يوما.
وبينما استوطن المشهد الكروي جدل كبير حول الكم الهائل من الإصابات بفيروس كورونا المسجل في صفوف اتحاد طنجة، سيأتي خبر آخر حزين، يقول بإصابة لاعبين من رجاء بني ملال بالوباء والفريق في طريقه لملاقاة الفتح الرباطي، ليجري على الفور تأجيل المباراة، وتكون النتيجة أن مباراتين عن الدورة 21 جرى تعليقهما بسبب الوباء.

• 6 مؤجلات حتى الآن!
كنا نظن أن أجراس الإنذار التي دقت والمباريات تتأجل في البطولتين معا سترفع درجة الإحتياط لمستويات عالية لتجنب مزيد من التأجيلات المربكة، إلا أن ما حدث بعد ذلك كان صادما للجميع، فقد حكم تفشي الوباء والصعود الصاروخي لحالات الإصابة بالمغرب في فترة ما بعد عيد الأضحى، بأن تتزايد البؤر بين أندية البطولة الإحترافية، وبعد أن أجلت كورونا مباراتين عن الدورة 21، ستؤجل نصف مباريات الدورة 22، بعد أن تسرب الوباء للاعبي الوداد البيضاوي وسريع وادي زم.
هذا التزايد المقلق لبؤر الوباء داخل الأندية الوطنية، بالقدر الذي يربك حسابات الجامعة والعصبة، ويعقد فرضية إنهاء البطولة يوم 13 شتنبر القادم، بل يجعل الأمر مستحيلا، كيف لا وما نراكم اليوم وقد انقضت دورتان فقط من العشر المتبقية من مؤجلات، 6 مباريات، لا يعرف متى وكيف ستتم برمجتها في ظل جدولة زمنية مضغوطة لا تترك أي هامش للمناورة، إلا بتأخير موعد إسدال الستار على البطولة الذي هو 13 شتنبر.

• العزل الجماعي أو تشديد البروطوكول
ومع استبعاد أي نظرية للتواطؤ من قبل هذا النادي أو ذاك، لوجود موانع أخلاقية، فإن السيطرة على تفشي الوباء وتفادي مزيد من البؤر ومن التأجيلات، وحقنا لمشهد البطولة من أي توتر قد يفضي إلى تعليق البطولة وتتبخر كل الجهود التي بذلت لاستئنافها، توجب أحد الأمرين، فإما أن تفكر الأندية في عزل جماعي للاعبيها وأطقمها وتمنع مخالطتهم على الأقل لحين الإنتهاء من البطولة مهما كلف ذلك من تضحيات، على غرار ما فعلت إدارة الجيش بعد ثبوث إصابتين في صفوفها، وإما أن يتم تنقيح البروطوكول الصحي وتشديده بالرفع من عدد المسحات والتسريع بها للسيطرة على الوضع، غير ذلك فإن فيروس كوفيد 19سيكون قد وضع البطولة الإحترافية تحت التنفس الإصطناعي!!