أصبح الأرجنتيني أنخيل غاموندي رابع مدرب يشرف هذا الموسم على العارضة التقنية للوداد البيضاوي، بعد كل من الصربي زوران مانولوفيتش والفرنسي سيبستيان دوصابر والإسباني خوان كارلوس غاريدو، أربع مدارس مختلفة تناوبت على تدريب الفريق الأحمر، فهل ينجح الأرجنتيني في تحقيق ما عجز عنه سلفه؟ ويحقق للجماهير الودادية كل انتظاراتها وحصد الألقاب محليا وقاريا، ويحافظ على المكانة التي أصبح يحتلها الفريق الأحمر على الصعيد الإفريقي خلال الفترة الأخيرة، والحفاظ على نفس المسار الذي حققه خلال مشاركاته الخمس الأخيرة تواليا في عصبة الأبطال الإفريقية؟

غاموندي رجل المرحلة
إختار الرئيس سعيد الناصيري، المدرب الأرجنتيني أنخيل غاموندي ليكون الريان الجديد للوداد البيضاوي، خلفا للمدرب الاسباني خوان كارلوس غاريدو المقال من مهامه على خلفية فشله في قيادة الفرسان الحمر لتحقيق إنتظارات الجماهير الودادية، ويراهن عليه ليكون رجل المرحلة لإعادة قاطرة الفريق إلى سكتها الصحيحة واستعادة المجموعة لتوازنها الذي يسمح لها بخوض الإستحقاقات القادمة والمنافسة على الألقاب. 
فشغل غاموندي لمنصب المشرف العام خلال الفترة الأخيرة، سيساعده على خوض التجربة الجديدة كمدرب أساسي وقيادة الفرسان الحمر خلال ما تبقى من استحقاقات الموسم الحالي، وسيكون مطالبا بإيجاد آليات من شأنها أن تدفع الحمر لتجاوز مخلفات فترة غاريدو، واستعادة التوازن المفقود خلال أغلب فترات الموسم الحالي والذي كانت من نتائجه عدم الإستقرار على مستوى الطاقم التقني، وأدى إلى تعاقب ثلاثة مدربين على رأس العارضة التقنية للفريق، انطلاقا من الصربي زوران الذي بدأ الموسم، ومرورا بالفرنسي سيبستيان دوصابر الذي كان مقامه قصيرا، قبل أن يترك المشعل للاإباني خوان كارلوس غاريدو.
ففي سابقة في تاريخ الوداد، قاد الفريق هذا العدد من المدربين، خصوصا وأنه ينافس على واجهتين، وما زال يملك حظوظ وافرة الفوز بلقب البطولة الإحترافية وعصبة الأبطال الافريقية التي بلغ مربعها الذهبي.

الهاجس النفسي أكبر تحدي
ما عاشه لاعبو الوداد خلال الفترة الأخيرة من ضغوطات، بسبب النتائج غير المستقرة والتي نتج عنها التنازل عن الصدارة للغريم الرجاء، وإصابة عدد كبير منهم بفيروس كورونا، الشيء الذي جعل الفريق يفتقدهم خلال الحصص التدريبية، كلها عوامل تجعل المدرب غاموندي وطاقمه التقني المساعد، مطالب بمساعدة لاعبي الفريق الأحمر للخروج من الحالة النفسية التي أصبحوا يدورون في دوامتها خلال الفترة الأخيرة، هذا إلى جانب العمل على تطوير الناحية التقنية وتصحيح الأخطاء التي ارتكبها سلفه وحالت دون تحقيق انتظارات الجماهير الودادية.  
فالجانب النفسي يبقى أكبر تحدي سيواجهه غاموندي وفريق عمله، لوضع قطيعة مع المرحلة السابقة والإستعداد القادم من المباريات بروح جديدة أكثر تفاؤلا ورغبة للبحث عن الإنتصارات وتقديم العناصر الودادية، كل إمكانياته لخدمة فريقها وتحقيق أحلام وانتظارات الجماهير الودادية. 

تصحيح المسار من الأولويات
يبحث الأرجنتيني أنخيل غاموندي عن السبيل لتصحيح مسار المجموعة الودادية، وإعادتها الى توهجها المعهود الذي جعلها تتربع على عرش الكرة الوطنية والإفريقية خلال المواسم الأخيرة، وسيسعى إلى إستغلال كل الإمكانيات التي يتوفر عليها الفرسان الحمر، والعمل على تعويض الفراغ الذي تسبب فيه الغيابات الإضطرارية بسبب الاصابات المختلفة وتداعيات فيروس كورونا.
والبداية ستكون بتصفية المباريات المؤجلة والبحث عن العلامة الكاملة لاستعادة الصدارة من جديد، في انتظار ما تبقى من مباريات بطولة الموسم الرياضي الحالي لحسم أمر اللقب والحفاظ على نفس الإيقاع وتطويره نحو الأفضل، من أجل إنهاء الموسم الحالي على أحسن طريقة وتجاوز كل الكبوات والعراقيل التي واجهت الحمر خلال منافسات الموسم الحالي. 
فتصحيح المسار يبقى من الأولويات بالنسبة لغاموندي، وسيشكل البوصلة التي ستساعده على تحديد معالم طريق البحث عن البطولة الرابعة وعصبة الأبطال الثانية خلال الست سنوات الأخيرة، للحفاظ على تألق المجموعة الودادية، مواصلة حصد المزيد من الألقاب محليا وقاريا. 

البطولة والعصبة مطلب جماهيري
بعد الخروج من منافسات كأس العرش وكأس محمد السادس للأندية الأبطال، لم يتبق للوداد البيضاوي سوى منافستي البطولة وعصبة الأبطال الافريقية، للمنافسة على لقبيهما من أجل إنقاذ الموسم، وأصبح التتويج بهما مطلبا جماهيريا ملحا، للحفاظ على درع البطولة واستعادة اللقب الأفريقي المسروق.
فبعد ما فشل المدرب الاسباني خوان كارلوس غاريدو في الوفاء بإلتزاماته التي حل من أجلها بالقلعة الحمراء، كان مصيره الإقالة والخروج من الباب الخلفي، ليأتي الدور على الأرجنتيني الذي نزع قبعة المشرف العام ليلبس قبعة المدرب لما تبقى من مباريات حاسمة، وكله أمل إلى جانب طاقمه التقني ليكون مشواره أفضل من سابقه ويقود الفريق الأحمر للحفاظ على الدرع للمرة الثانية على التوالي، وتحقيق ما عجز عنه المدربون الذين تعاقبوا على الفريق خلال المواسم الست الأخيرة منذ الويلزي جون طوشاك. 
الجماهير الودادية لن ترضى بديلا عن التتويج بالتنائية (لقب البطولة وعصبة الأبطال الإفريقية)، وتطالب المكتب المسير والطاقم التقني واللاعبين ببذل كل جهودهم لتحقيق هذا المبتغى وإهدائهما لمناصري القلعة الحمراء في نهاية الموسم.