"ظاهرة العنصرية في الرياضة وكرة القدم بشكل خاص وجودها ضعيف إلم نقل أنها غائبة تماما." تلك كانت كلمات نويل لو غرايت رئيس الجامعة الفرنسية لكرة القدم التي أثارت جدلا واسعا في الأوساط الرياضية الفرنسية والدولية بعد الأحداث اللارياضية التي شهدها كلاسيكو فرنسا الأخير بين مرسيليا ومضيفه باريس سان جيرمان، ولم يتأخر الرد كثيرا من رئيس الجامعة السنغالية أوغوستان سنغور، عبر منبر "غوري نيوز".

افتتح المسؤول السنغالي البارز رسالته بالعبارة التالية: السيد المحترم نويل لوغريت إسمحوا لي أن أؤكد لكم بصفتي رئيس جامعة كروية ينتمي لها العديد من اللاعبون الذين يمارسون في ملاعبكم أن أناقضكم. إن العنصرية هي حقيقة في الرياضة العالمية بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة لأن السلوك المرفوض لا يمكن دمجه في خانة الاحتمال والنسبية. العنصرية مرفوضة بكل أشكالها، لا يمكن تقييمها ب1 بالمائة أو 30 بالمائة، لا يمكن تجزيء العنصرية.

وتابع السيد سنغور:" ضمن إدعاءاتكم سوف أشيد صرح البنية الحجاجية الخاصة بي، لأنكم ببساطة تحصرون دور الشخص ذو البشرة السوداء في إسعاد مدرجات ملاعبكم في كل مرة يسجل الأهداف. ذلك بحسب رأيكم يعوض كل تمظهرات العنصرية. وهذا يجعلكم في نفس الوقت تطالبون ضمنيا هؤلاء اللاعبين ذو البشرة السوداء بالعطاء المتواصل على رقعة الميدان والحصول على نفس المعاملة بعد تسجيل الأهداف. لكن في حال أخطأ اللاعب في تمرير كرة حاسمة أو تسبب في ضربة جزاء، كل من يحضر المباراة في المدرجات له الحق وفق رأيكم في إلقاء الموز و الهتاف العنصري تجاهه.

وتابع القاضي السنغالي منتقدا تصريحات رئيس الجامعة الفرنسية:" نحن نشاهد في كل يوم، داخل الملاعب ووراء شاشات التلفاز، تلك اللقطات المخيبة، إن الخطاب المنسوب للسيد لوغريت الذي يعد مسير كرة قدم بارز و له مكانة كبيرة في المشهد الكروي العالمي، يؤيد انتشار العنصرية في الرياضة و كرة القدم بشكل خاص في الأيام المقبلة. في اعتقادي الشخصي، أظن أنه إذا أمكننا تخصيص نفس الجهد والصرامة من أجل إيجاد حل لهذه المعضلة، مثلما فعلنا ونحن نخلق تقنية حكم الفيديو المساعد التي ساهمت في رصد كل الأخطاء التي لا ينتبه لها الحكام، فإن العنصرية لن تصل إلى نسبة 1 بالمائة فقط، وإنما ستنقرض تماما من ملاعبنا في حال هيئنا نفس الظروف."

وأتم أوغوستان سنغور رسالته المشفرة إلى لوغريت: "في إنتظار ذلك، إن العنصرية لاتزال حاضرة بيننا، في كل تحركاتنا، عند وقوفنا وجلوسنا في المدرجات، لما نلج الأروقة المؤدية لمستودعات الملابس، إنها تظهر بجلاء حتى لأولئك الذين قرروا التغاضي عن الظاهرة".