عرفت الندوة الدولية حول "العنصرية في الرياضة"، المنظمة من طرف الإتحاد الدولي للصحافة الرياضية في يومها الثاني، مشاركة الأستاذ بدر الدين الإدريسي رئيس تحرير جريدة المنتخب، ممثلا للصحافة العربية والإفريقية، حيث نوه في بداية خطابه بانخراط مكونات الإتحاد الدولي للصحافة الرياضية في سلسلة الندوات التفاعلية التي تتناول بالنقاش العلمي الهادف والهادئ في زمن كورونا، وقدم شكره لاختيار شخصه للحضور ضمن فعاليات هذه الندوة.
وقارن الأستاذ الإدريسي في بداية مداخلته بين ظاهرة العنصرية والتمييز في المشهد الرياضي الأوروبي ونظيره الإفريقي، وفي هذا الإطار طالب نائب رئيس الإتحاد العربي للصحافة الرياضية بالتحسيس بخطورة الوضع وضرورة السيطرة عليه عبر "تحذيرات قانونية" وفق وصف المتحدث.
كما وقف رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية عند التناقض بين الإنطباع الذي يسود عبر تكريس قيم التعايش والإنفتاح والقبول بالآخر وبين ما يتم تصديره في الواقع من خلال ملاعبنا الرياضية والخطابات الإعلامية التي تصنف في العادة على أنها عنصرية تمييزية.
وفي هذا الصدد قدم الأستاذ بدر الدين الإدريسي أمثلة على ذلك، من خلال صافرات الإستهجان التي تنطلق من مدرجات الملاعب لحظة عزف النشيد الوطني للفريق المنافس وكذا الأناشيد التي تمرر عبارات تمييزية إما دينية أو لغوية أو لونية أو جسدية.
وناشد رئيس تحرير جريدة المنتخب أيضا إلى تجفيف منابع العنصرية والتطرف والمعاملة الدونية باعتبار أن الأفارقة والعرب هم أكثر المتضررين من هذه الظاهرة.
وفي نفس الإطار، ذكر الأستاذ الإدريسي بدور الإعلام الرياضي الفعال في نبذ العنف والعنصرية والكراهية وطالب بتمتيع الخطاب الإعلامي بالحصانة التي تحول بينه وبين التعبيرات والتوصيفات العنصرية والتمييزية.
كما نادى الهيئات الحكومية أيضا إلى معاقبة كل فعل له طبيعة عنصرية بالتصريح أو حتى بالتلميح، بالإضافة إلى الإعتناء برياضة المرأة وذوي الإحتياجات الخاصة التي وصفها بأنهما يوجدان على مسافة كبيرة من الرياضة الذكورية.
إعتبر الأستاذ بدر الدين الإدريسي خلال مداخلته بأن معركة مناهضة العنصرية في الرياضة هي معركة الجميع وأنه من الضروري التشجيع على التربية ونشر مبادئ التسامح والتعايش، واصفا "الإتحاد الدولي للصحافة الرياضة أنه بمثابة الجسر الذي يعبره كل الإعلاميين في كل القارات ليقفوا على هضبة واحدة للدفاع عن المبادئ السامية والإنسانية التي تأسسل عليها الرياضة، فكانت بها أداة للإندماج وللوحدة وللتكافل الإنساني."
وفي نهاية حديثه، شدد رئيس تحرير جريدة المنتخب على أن الرياضة يستحيل أن تعيش في مستنقع العنصرية وفي مزابل التمييز.