إخترنا خصلة الغرينطا لأن الزنيتي لا يحتاج منا ورقة تعريف لخصاله وسرعة ردة الفعل وحسن اللعب بكلتا القدمين كأول منفذ لهجمات فريقه، ولا لتفوقه في صد كرات لا تصد ولا ترد كما تغزل فيه عديد المعلقين والواصفين.
ما ميز الزنيتي هذا الموسم هي شعلة الغرينطا، هي صفات القيادية وهو أمر ليس بالهين لوافد جديد على الرجاء وتحديدا الدار البيضاء.
أنس من النوع الذي يملك بداخله إحساسا مرهفا وكتلة عواطف متقدة، لكنه يكره أن يخسر ولو لعب معك لعبة الورق: «ما أكرهه هو الخسارة في الكرة كما في أي لعبة أخرى كالورق أو البلايستايشن أو غيرها.. من يترسخ بداخله قبول الخسارة فإنه يصبح بلا حافز وبلا طموح وهذا ما أرفضه».
هذه "الغرينطا" لمسها أنصار الرجاء في أمين سر مرماهم في الديربيات التي خاضها ولعلكم تذكرون واقعة حدثت بينه وبين حدراف في ديربي مراكش وقد حدثت يومها بسبب الخسارة التي يقول أنه يكرهها بل يمقتها، وأهل الماص وبعدها الجيش الملكي يعلمون أدق تفاصيلها وهي "غرينطا" كان لها تأثير كبير في محطات كينشاسا أمام مازيمبي وفي مباريات قفل بالبطولة وقف فيها ومن خلالها الزنيتي جدارا أمام خصومه.
ما يحسب للزنيتي أنه بعد مرور عقد كامل على ثلاثية الأحلام التي كان هو فارسها الأول رفقة نمور فاس، بقي محافظا على توازن الأداء والإنضباط والتطور ولم يتسلل له الإحباط وليكون اليوم في تمام النضج، وقد تخطى الثلاثين: «لقب البطولة كان من الألقاب التي سعيت خلفها، الإنفعالات التي لاحظها الجمهور في بعض المباريات وكتلة الأعصاب والغضب ليست مصطنعة لأنها غرينطا كنا نتغذى وكانت بمثابة الوقود الذي كان يساعدنا على مواصلة حرق المراحل في الظروف الصعبة، لذلك هذا اللقب يمثل لي الكثير».
الزنيتي كان مميزا في بطولة نافسه فيها على لقب الأفضل حارس واحد وهو هشام لمجهد حارس اتحاد طنجة.