لعلكم تتابعون واقع أقوى الفرق العالمية حاليا، أغلبها يبكي والنصف المتبقي يندب الحظ ويشكي ويقف على التلة تارة يناشد لاعبيه إنطلاقا من مبدأ التضامن بخفض رواتبهم وتارة بالإستناد لقوة القاهرة المتجلية في كورونا ليفرض هذا الخصم. بل أن أندية الكالشيو وبالبطولة الإنجليزية ما تزال لغاية اليوم لم تسدد رواتب لاعبيها منذ5 أشهر. في إيطاليا اليوفي يريد بيع رونالدو للتخلص من راتبه السنوي 30 مليون اورو، وفي برشلونة البارصا على حافة الإفلاس ما لم تتدبر 190 مليون اورو التي تمثل عجزا في ميزانية الفريق، وريال مدريد لجأ لخصم المنح السنوية وباريس سان جرمان مع مانشستر سيتي لن يلجا سوق التعاقدات باسم قاعدة اللعب النظيف حتى يستقيم الدخل مع المصاريف... كان لابد من هذه التوطئة لأنها مثل المصيبة التي إذا عمت هانت، فالميركاطو العالمي محتبس وإن تحرك فبسرعة وأرقام بطيئة للغاية. لكن أن يتحرك فريق مغربي هو الوداد البيضاوي كما لم يفعل من قبل، بل لم يجرؤ الناصيري على أن يدخل بهكذا صدر مفتوح حتى وهو يعوض عبد الإله أكرم في بداياته، فهنا الأمر يفرض وقفة ويفرض إثارة هذاالمشهد الإستثنائي الذي غاب عن البعض كي لا نقول الكل. المختصر المفيد لهذه الرواية، هو أنه في الوقت الذي أغلب صفقات فرق البطولة ترتهن للكر والفر وانتظار «الهمزة» إلا في حالات ناذرة معدودة على رؤوس الأصابع مثل بيع الحسنية كريم باعدي لنهضة بركان، فإن الوداد ظهر في الصورة يشتري من الفرق بل ويشتري زبدها وبمبالغ قياسية. وهو ما لم يفعله في السابق ومثير أن يتزامن هذا المد مع زمن الجائحة والتداعيات المالية المؤلمة التي هزت أركان الفرق. الوداد اشترى سيمون مسوفا لاعب الدفاع الجديد300 مليون سنتيم مع500مليون سنتيم ستجد طريقها للاعب خلال مواسم حمله قميص الفرسان الحمر، وعاد ليشتري أيوب بن الشاوي من نفس الفريق وعلمنا أن الصفقة فاقت 120مليون سنتيم، هنا الدفاع الجديدي سيكون قد غنم لوحده من الوداد بأكثر من 420 مليون سنتيم. الوداد سيشتري سفيان المودن من اتحاد طنجة ب 400 مليون لكن مع دفع 250مليون سنتيم سيولة لممثل البوغاز والبقية حسبها وقدرها قيمة عقد أنس أصباحي . الودادسيدفع 350 مليون سنتيم «كاش» للمغرب التطواني للظفر بعقد اللاعب أيوب لكحل، دون احتساب ما يطالب به اللاعب والذي سيصل بإجمالي الصفقة لمليار سنتيم... الوداد سيدفع 90 مليون سنتيم ليوسفية برشيد لشراء عقد أبو الفتح و80 مليون سنتيم لوداد تمارة لشراء عقد المدافع فرحان، و200 مليون سنتيم لنهضة الزمامرة لشراء عقدي اللاعبين أنس سرغات وزكرياء الكياني ...هذا دون الحديث عن صفقات قوية حرة همت سكومة والكعبي واللافي ... واليوم الوداد يفاوض الحسنية لشراء عقد بوفتيني ومولودية وجدة لشراء عقدي حركاس والنفاتي ولكم أن تحسبوها، ففي نهاية المطاف قد يصل رقم معاملات 2 مليار سنتيم لشراء عقود لاعبيه من فرقهم وقد سدد اليوم فعلا مليار و200 مليون ل 6 أندية مختلفة... ما كانت لتفوتنا هذه الظاهرة الصحية التي تعكس وضعا صحيا لمالية الوداد، لأن الشيء بالشيء يذكر فالوداد توصل متأخرا بمليار ونصف منحة بلوغ نهائي رادس و850 مليون سنتيم من الكاف ببلوغ نصف نهائي دوري الأبطال الحالي ومليار و300 مليون سنتيم من الخور القطري قيمة بيع إسماعيل الحداد. وكما أكدنا في وقت سابق وهذا سبق وانفراد لـ«المنتخب» قريبا مفاجأة عملاقة سيطالعها أنصار هذا النادي متمثلة في اقتحام ثلة من رجال المال والأعمال المغاربة المشهورين للفريق بانخراطات وانضمام للمكتب المسير وكذا المساهمة داخل الفريق ولعل ظاهرة الوداد في زمن كورونا مقارنة مع ميزانيته ستكون محط نقاش الإقتصاديين؟؟؟