• جاهزون بنسبة 90 في المئة 
• البرمجة الجديدة نقطة تحول نحو الأفضل

قال عبد اللطيف جريندو مدرب المغرب الفاسي، وصانع ملحمة صعود «الماص» إلى مكانته الطبيعية ضمن أندية البطولة الإحترافية الأولى، إن استعدادات الفريق تمر في ظروف جيدة بمدينة الجديدة لقياس الجاهزية قبل دخول غمار البطولة التي ستعرف منافسة قوية.  
وأضاف جريندو قائلا: «جهزنا الفريق بنسبة 90% من أجل الظهور بالوجه المشرف وإسعاد جميع مكونات المغرب الفاسي، ومن بين الأهداف والطموحات المسطرة مع المكتب المسير بقيادة الرئيس إسماعيل الجامعي احتلال إحدى المرتب الخمسة الأولى في النسخة 10 من البطولة الإحترافية». 
جريندو المدرب المحنك، يحكي في هذا الحوار عن الطموحات والأهداف والتحديات التي تنتظر المغرب الفاسي في موسم التحدي، وعن برمجة البطولة وأشياء أخرى.  
إليكم تفاصيل الحوار:

ـ المنتخب: كيف تمر المراحل الإعدادية للمغرب الفاسي، وما هي نسبة الجاهزية التي وصلت إليها عناصر «الماص»؟ 
جريندو: كما يعلم الجميع مباشرة وبعد تحقيق الصعود المستحق للقسم الوطني الأول، الذي جاء بفضل عمل مشترك تظافرت فيه جهود جميع مكونات الفريق مكتب مسير إدارة تقنية واللاعبين والأطقم التقنية التي أشرفت على تدريب الفريق سمير يعيش ومنير الجعواني اللذين قاما بعمل كبير، بالإضافة إلى الطاقم التقني المساعد الذي عمل إلى جانبي خلال الدورات الأربع الأخيرة التي كانت حاسمة وتحقق حلم العودة المشرفة رفقة أندية البطولة الوطنية الأولى. 
ومن أجل توفير كافة الإمكانيات البشرية التي يتطلبها الفريق في بطولة القسم الأول، عقدنا سلسلة من الإجتماعات وسطرنا برنامج عمل متكامل وبإشراك المدير التقني والمدير الرياضي ورئيس الفريق وعبد ربه المشرف الأول على قيادة الفريق.. وبفضل تظافر الجهود والدعم الكبير من طرف السيد الرئيس الجامعي، تعاقد المغرب الفاسي مع مجموعة من اللاعبين المتمرسين الذين يتوفرون على تجربة كبيرة والقادرين على تقديم الإضافة للفريق ومن بينهم هيتم عينة (يوسفية برشيد) كوفي بوا (أولمبيك آسفي) سهيل ويشو (نهضة بركان) يوسف أكردون (الدفاع الجديدي) عبد الله ديارا (سريع وادي زم) عدنان تغزوين، بالإضافة إلى العناصر الأساسية التي ساهمت في تحقيق حلم الصعود وعشرة لاعبيين من مدرسة المغرب الفاسي. وبعد إجراء سلسلة من المعسكرات الإعدادية بكل من فاس المحمدية والجديدة، ومن أجل قياس جاهزيتة عناصرنا، برمجنا أربع مباريات ودية أمام شباب المحمدية، يوسفية برشيد، نهضة الزمامرة والدفاع الجديدي والتي كانت مفيدة للغاية وكشفت بالملموس أن المغرب الفاسي جاهز بنسبة 90% لمجابهة أندية البطولة اوطنية الأولى انطلاقا من المباراة الأولى التي ستجمعنا بالجيش الملكي بمدينة فاس.

ـ المنتخب: من وجهة نظرك، هل بمقدور المجموعة الحالية التي يتوفر عليها المغرب الفاسي الذهاب بعيدا واحتلال إحدى المراتب المتقدمة في بطولة موسكها شاق وطويل؟ 
جريندو: من بين الأهداف المسطرة مع المكتب المسير للمغرب الفاسي، خلال الموسم الجديد الذي سينطلق بإذن الله يوم 4 دجنبر القادم، أن يحتل الفريق إحدى المراكز الخمسة الأولى في الترتيب العام وفي نفس الوقت بناء فريق تنافسي للمستقبل  قادر على المنافسة على الألقاب، ويتأسس من أبناء مدرسة المغرب الفاسي التي فرخت نجوما كبارا حملوا قميص المنتخب المغربي ومازالت تنتج العديد من اللاعبين بفضل العمل الكبير التي تقوم بها الأطر والإدارة التقنية للفريق بقيادة السيد عبد الرحمن السليماني المشهود له بالكفاءة في مجال التدريب والتكوين. ومن أجل فسح المجال أمام المواهب الصاعدة التي تزخر بها مدرسة المغرب الفاسي، قمت بانتقاء عشرة لاعبين وبعناية كبيرة من فريق الأمل يتدربون رفقة الفريق الأول بهدف اكتساب التجربة الكافية. وباعتمادهم على التركيز الكبير والعمل بجدية في التداريب بإمكان هؤلاء اللاعبين الشباب أخد مكانتهم الرسمية رفقة الفريق الأول، الذي يتوفر على مجموعة من اللاعبين المتمرسين القادرين على مساعدة هؤلاء الشباب. ونظرا لكون الموسم الكروي لهذه السنة سيكون طويلا وشاقا فإن الفريق يحتاج قطع غيار إضافية من لاعبين محنكين. وبالمناسبة فقد طلبت من السيد الرئيس مشكورا  بانتذاب عنصرين على الأقل من ذوي الخبرة لملء الفراغ عن مستوى بعض المراكز، وأنا على يقين أن المجموعة الحالية التي يتوفر عليها المغرب الفاسي قادرة بإذن الله على تحقيق نتائج مشرفة وإسعاد جماهير الفريق المتواجدة في جميع مناطق المملكة خاصة وأن «الماص» يعتبر من الأندية المرجعية في تاريخ كرة القدم المغربية ومن حق جماهيره أن تطالب بتحقيق ماهو أفضل، لكن المرحلة القادمة تتطلب الاشتغال بنوع من الهدوء والتركيز بشكل كبير قصد بناء فريق تنافسي قادر على أن يعيد توهج المغرب الفاسي وإسعاد عشاقه الأوفياء. 

ـ المنتخب: نود منك معرفة الملعب الذي سيستقبل فيه المغرب الفاسي مبارياته هل هو ملعب الحسن الثاني بفاس أم المركب الرياضي بفاس؟  
جريندو: شخصيا أفضل أن يستقبل المغرب الفاسي مباريات البطولة بملعب الحسن الثاني بفاس الذي أصبح في حلة جميلة خاصة بعد الإصلاحات الكبيرة التي شهدها هذا الملعب التاريخي، الذي يشكل رمزا خالدا في أذهان كل عشاق المغرب الفاسي. وبإمكان ملعب الحسن الثاني أن يساعدنا على تحقيق نتائج جيدة في بطولة الموسم الكروي الجديد. شخصيا اعتبر ملعب الحسن الثاني بفاس بمثابة فال خير على المغرب الفاسي الذي حقق في هذا الملعب ورقة الصعود إلى مكانته الطبيعية وفي نفس الوقت يشكل لحظة مميزة في تاريخي الكروي عندما فزت بلقب كأس العرش رفقة الرجاء البيضاوي على حساب الجيش الملكي وكنت وراء تسجيل هدف الفوز الذي منح الرجاء الكأس الفضية. وبالمناسبة أناشد السلطات المحلية لمدينة فاس أن تساعد المغرب الفاسي لاستضافة مباريات البطولة بملعب الحسن الثاني. 

ـ المنتخب: هل ترى أن نتائج التي أسفرت عنها قرعة البطولة قادرة على تلبية أمل وطموحات الأندية التي كانت تشتكي من سوء البرمجة؟ 
جريندو: بالفعل النقطة السوداء التي خلفت ردود فعل متباينة خلال السنوات الأخيرة من البطولة الوطنية هي البرمجة التي كانت تشكل النقطة الأضعف جراء العديد من العوامل التي يعرفها الخاص والعام. لكن ومن أجل تصحيح الإختلالات السابقة، ووضع برمجة احترافية قادرة على تقديم الإضافة المرجوة قامت الجامعة مشكورة بمعية العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية، بالتعاقد مع شركة عالمية تشرف عادة على تنظيم وبرمجة مباريات البطولتين الإسبانية والإنجليزية، وأعتقد بأن اتخاد هذه الخطوة الجريئة والعملية قادرة على إنجاح مجريات البطولة وفي نفس الوقت ستساعد الأندية والأطر التقنية على العمل عن طريق برامج مضبوطة في الزمان والمكان لأن البرمجة الصحيحة والمتوازنة هي القادرة على ضمان تكافؤ الفرص بين جميع الأندية، وهذا هو المبتغى الذي نصبو إليه جميعا. وبالمناسبة أود أن أشكر الجامعة والعصبة الوطنية الإحترافية لكرة القدم على كل المبادرات الجميلة التي ستساهم في تطوير وتجويد المنتوج الكروي نحو الأفضل. 

ـ المنتخب: بحكم تجربتك الطويلة كلاعب دولي ومدرب أشرف على تدريب العديد من الأندية، هل بالفعل تطور المنتوج الكروي المغربي وأصبحت البطولة الوطنية تتصدر البطولات الإفريقية؟             
جريندو: بالفعل وبشهادة الخبراء والمحللين فالبطولة المغربية أصبحت تصنف ضمن أهم وأفضل البطولات بالقارة الإفريقية. وهذا التصنيف لم يأت من فراغ وإنما جاء بفضل النتائج المميزة التي تحققها الأندية المغربية على الصعيد الإفريقي والعمل الكبير الذي قامت به الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والتي ساهمت في العديد من الإصلاحات الهيكلية على مستوى البنيات التحتية وإنشاء جيل جديد من الملاعب الجميلة التي ساهمت في تطوير المنتوج الكروي بالإضافة إلى الدعم المالي الكبير الذي أصبحت تتوصل به الأندية عن طريق النقل التلفزي وتحفيزات الأندية المشاركة في المسابقات الإفريقية، والرقي بمستوى التحكيم المغربي، عن طريق تنفيد تقنية «الفار» التي ساعدت على التقليل من الأخطاء التحكيمية. والمغرب يعتبر البلد الإفريقي الأول الذي اعتمد تقنية «الفار». وهذه الإجتهادات تظهر بالمكشوف أن الكرة المغربية تسير في خط تصاعدي بفضل العمل الكبير التي تقوم به الأندية في تطوير وتجويد الممارسة الكروية وخير مثال على ذالك أن الأندية المغربية نجحت في الوصول إلى المربع الذهبي لعصبة أبطال إفريقيا وتتويج نهضة بركان بكأس الكاف. وكل هذه النجاحات لم يأت عن طريق الصدفة وإنما جاءت بفضل عمل متكامل بين إدارة الأندية والإجتهادات التي تقوم بها الأطر التقنية وعطاءات اللاعبين داخل المستطيل. ومن أجل الحفاظ على هذه المكتسبات المهمة لابد من مواصلة العمل بكل مسؤولية ويقظة كل حسب اختصاصة والرابح الأول والأخير ستكون كرة القدم المغربية، لأنه وكما يقول المثل «من جد وجد ومن زرع حصد».