لا يجرؤ غانم سايس على أن يناقش مدربه في ولفرهامبطون نونو سانطو كلما أسند إليه وظيفة ما أو كلفه بتأدية مهمة ما.. فاللعب في أي مركز، أو تنفيذ أي مهمة بالنسبة للدولي المغربي سيان.. فالمهم هو الدفاع على قميص وشعار «الذئاب» مهما تغيرت المهمة ومهما اختلف الموقع.
ولأن سايس مدافع شرس و«متسلط» ولا «تصير كلمته كلمتين» كلما تعلق الأمر بالدفاع عن منطقة «الذئاب» فقد بات رقما صعبا في «المنصة الدفاعية» للمدرب سانطو، وزاد عليها مؤخرا المساهمة بفاعلية كبيرة في «المنصة الهجومية» أيضا الشيء الذي أهله لتسجيل أهداف حاسمة لولفرهامبطون.
• ثقة وخبرة
استعاد غانم سايس الكثير من توهجه الدفاعي خلال مباريات ولفرهامبطون الأخيرة، وزاد عليه تسجيل هدفين، كنوع من «البهارات» التي منحت أداءه رونقا رائعا وفاعلية مثلى في إشارة إلى أنه بات يحظى بكثير من الثقة الممزوجة بالخبرة.
سايس بدأ موسمه بشكل رائع ومثالي عندما تألق في أول مباريات الموسم ومنح فريقه هدف الفوز خلال الدورة الأولى أمام شيفيلد يونايتد وهي المباراة التي حسمها ولفرهامبطون وقتها لصالحه بـ2 – 0، فقد سجل «الذئاب» هدفهم الأول في وقت مبكر جدا (د.3) قبل أن ينتفض سايس ثلاث دقائق بعد ذلك ويسجل هدف الفوز.
وبين التوظيف كمدافع أوسط والتوظيف كظهير أيسر.. وبين الغياب عن المباريات أحيانا أخرى خصوصا خلال الفترة التي أصيب فيها بفيروس كورونا واضطر للخضوع العزل الصحي والإبتعاد عن الملاعب وعن المباريات.. غاب سايس عن التهديف.. لكنه استعاد هذه الحاسة خلال الدورتين الأخيرتين 15 و17.. إذ سجل هدف التعادل أمام طوطنهام (1 – 1) بعدما كان ولرهامبطون متأخرا بهدف (د.86)، قبل أن يسجل هدفا آخر أمام برايطون التي انتهت أيضا بالتعادل (3 – 3).. وكان هدف سايس هو الأول في المبتراة خلال د.19.
• قناعة سانطو
اقتنع مدرب «الذئاب» في عدة مباريات بضرورة توظيف سايس في مركز الظهير الأيسر لسد الخصاص الذي كان يعاني منه الفريق في هذا المركز قبل أن يفرض القادم الجديد ريان أيت نوري نفسه كظهير أيسر بعدما تعاقد معه ولفرهامبطون في آخر أيام الميركاطو الصيفي الماضي.. وشغل سايس مركز الظهير الأيسر خلال الجولات 4 - 5 و6 أمام فولام، وأمام ليدز يونايتد وأيضا أمام نيوكاسل.. ونوه وقتها موقع «فانتازي فوتبول» بالدور الكبير الذي قام به الدولي المغربي خلال هذه المباريات كمدافع أيسر.. وقال الموقع آنداك إن الدولي المغربي بات اللاعب «الأكثر شعبية» بين مدافعي البريميرليغ بفضل أدائه القوي خلال مباريات «الذئاب» هذا الموسم، سواء في وسط الدفاع أو في مركز الظهير الأيسر. وأضاف أن سايس استطاع بتميز كبير وبخبرة كبيرة أن يغطي النقص الفضيع الذي تركه في الدفاع رحيل روبن فيناغر وغياب البرازيلي مارسال بسبب الإصابة.
• ثورة الجماهير
لكن رغم ذلك ثارت جماهير «الذئاب» في وجه مدرب الفريق نونو سانطو لأن التغيير الذي طرأ على توظيف سايس ونقله من مركز المدافع الأوسط إلى مركز المدافع الأيسر لم يعجب الجماهير فطالبت بأن يبقي المدرب سانطو مدافعه المغربي في وسط الدفاع ليمنحه الأمان أكثر مثلما فعل دائما ومنذ فترة، وتساءلت الجماهير آنداك إلى متى سيستمر غانم ظهيرا أيسرا؟ وهل قرر سانطو أن يغير مهمته من مدافع أوسط إلى ظهير إلى الأبد؟
وقالت جماهير «الذئاب»، وفق تقارير إعلامية إنجليزية، إن سايس لا يستطيع أن يتألق في مركزه الجديد بشكل لافت مثلما يفعل دائما عندما يشغل مركز المدافع الأوسط، وأنه من الأفضل أن يبقيه مدربه في مركزه المعتاد.
• نجاح ملحوظ
وبعودته إلى مركزه في وسط الدفاع بعد تجربته كظهير أيسر، استعاد سايس الكثير من توهجه، وتلقى بعد مبارتيه الأخيرتين الكثير من عبارات التنويه والدعم والتشجيع عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، من طرف جماهير ولفرهامبطون
وأظهرت الإحصائيات المتابعة لتحركات الدولي المغربي أنه يقدم أداء متميزا للغاية، وأن تدخلاته مؤثرة للغاية ضمن ثلاثي وسط الدفاع في فريقه، خصوصا إذا لعب إلى جانب كل من كونور كوادي وماكس كيلمان. ففي المباراة التي خسرها ولفرهامبطون أمام مانشستر يونايتد مثلاأ أظهرت الإحصائيات أن سايس تدخل تدخلات ناجحة عندما أبعد الكرة 12 مرة، كما أن نسبة نجاح تدخلاته بلغت 89,7%.
• من الوسط للدفاع
سايس سجل للذئاب 13 هدفا منذ وصوله إلى وولفهامبطون في صيف 2016، وكل هدف له معنى أكثر من الهدف الذي قبله. وانتظر لمدة عام قبل أن يسجل ظهوره الأول كلاعب أساسي وكان ذلك في المباراة التي خسرها وولفهامبطون 0– 4 أمام بيرطون ألبيون، وسجل أول هدف له عندما منح فريقه هدف التعادل أمام فولهام.. وآخر هدف له كان في مباراة الجولة 17 من منافسات بطولة الموسم الحالي (2020 / 2021) خلال التعادل مع برايطون (3 – 3)، حيث سجل هدف فريقه الأول في الدقية 19 الذي منح ولفرهامبطون هدف العادل بعدما كان متأخرا بهدف نظيف، وكان بضربة رأسية.. قبل أن تنتهي المباراة بعد ذلك بالتعادل (3 – 3).
عندما يتعلق الأمر بوظيفته في الملعب فقد التحق سايس بفريق «الذئاب» كلاعب وسط ميدان، لكنه تحول الآن إلى مدافع مثالي. ففي نظام المدرب نونو إسبيريتو سانطو، يعد التنوع في التوظيف مهما إلى حد كبير، لهذا لعب سايس كظهير أيسر أيضا هذا الموسم.. هذا التنوع منح التميز لسايس الذي أصبح عليه اليوم.. فقد كان بديلا لويلي بولي في بداية الأمر قبل أن يصبح لاعبا أساسيا في خط الدفاع.
• أرقام لها دلالات
968 عدد الدقائق التي لعبها سايس حتى الآن هذا الموسم في البريميرليغ.
6 عدد المباريات التي غاب فيها سايس عن مباريات ولفرهامبطون، 4 منها في كرسي الإحتياط.. وغاب عن مبارتين بسبب الحجر الصحي لإصابته بكورونا.
68 عدد الدقائق التي خاضها في الجولة السادسة
10 عدد المباريات التي خاضها جميعا، حيث لعب في كل واحدة منها 90 دقيقة.
3 عدد الأهداف التي سجلها في بطولة هذا الموسم
3 عدد المباريات التي لعب فيها مظهير أيسر هذا الموسم.
13 عدد الأهداف لتي سجلها لولفهامبطون منذ التحاقه به عام 2016.
