• هذه المجموعة بها أجود ما أفرزته البطولة الوطنية
• نملك الروح الإنتصارية لنعود للمغاربة بأجمل هدية

عندما تجالس العربي الناجي تشعر وكأنك أمام رجل مختلف عن ذاك الذي تشاهده على أرضية الملعب، مقاتلا لحد التورط في تجاوز الخطوط الحمراء، في ملعب الحوار يبدو الناجي هادئا ومبتسما ورقيقا في اختيار التعابير، بل وخجولا عند كل تعبير يمدح هذه الغيرة التي تجري في دمائه..
ليس القصد أن العربي الناجي الذي يذكرنا بكل الأبراج التي مرت على كرة القدم الوطنية، واستوطنت وسط ميدان اسود الأطلس، ينزع كل مرة دخل فيها أرضية الملعب رداء الهدوء ليرتدي جلباب القسوة والمشاكسة، ولكن القصد أن العربي تشرب من نبع الدور الذي يتقمصه، لذلك هو دائم البحث عما يرضيه هو قبل أن يرضي مدربه..
هذا الجلاد الحريري، هو من اخترنا أن نفتش في ذاكرته عما يحمله أسود البطولة من آمال، وهم يخطون نحو نسخة جديدة لـ«الشأن» تقدمهم في صورة الفريق المرشح للظفر مجددا باللقب.. 
من هنا يبدأ السفر لعالم الإثارة..  

ـ المنتخب: تتهيأون لدخول رهان إفريقي جديد، فالمشاركة في النسخة السادسة لبطولة إفريقيا للاعبين المحليين بالكاميرون، تجعل منكم المرشح الأول للمنافسة على اللقب، هل أنتم جاهزون لرفع التحدي؟
العربي الناجي: طبعا نحن في أتم جاهزية، خضنا وديتين أمام المنتخب الغيني توجت برنامجا إعداديا وضعه الطاقم التقني، ولو أنه تأثر كثيرا بجائحة كورونا، إلا أننا نأمل أن نزداد قوة ومتانة مع توالي المباريات.
نملك مجموعة من أجود ما جادت به البطولة الوطنية من لاعبين مخضرمين ولاعبين صغار السن، وأتصور أننا نملك الحافز لكي نجعل من هذه النسخة لحظة تاريخية لكرة القدم الوطنية كما كان الحال مع النسخة الماضية التي استضافها المغرب وتوجنا بلقبها..

ـ المنتخب: الطريق نحو اللقب يبدأ بمناقشة المباريات تباعا، كل واحدة على حدة؟
العربي الناجي: هذا صحيح، لذلك سنتعامل مع كل مباراة على أنها نهائي خالص، بمعنى أننا سنحاول الفوز بها جميعا، وسنأخذ كل مباراة بالجدية الضرورية.
ستكون بدايتنا طبعا بمواجهة منتخب الطوغو الذي نجهل عنه كل شيء، ومن الضروري أن نفرض من البداية شخصيتنا ونكرس روحنا الإنتصارية لنكسب النقاط الثلاث، مادام أن الدور الأول هو دور تجميع النقاط، لذلك علينا أن نتوخى الحذر الكامل، فكل منتخب سنواجهه سيحسب لنا ألف حساب..

ـ المنتخب: ألا يرمي ذلك بثقل كبير عليكم؟
العربي الناجي: حياة اللاعبين والمدربين بشكل عام لا تخلو من ضغوط نفسية، ومن لا يقدر على تحمل الضغوط لا مكان له في فريق رياضي.
نعرف أن الترشيحات تضعنا في خانة المنتخبات المتسابقة على اللقب، وهذه حقيقة لن نهرب منها، ولكننا سنحاول تحويل هذا الضغط إلى طاقة إيجابية لنتمكن من أخذ الطريق الصحيح الذي يوصلنا للهدف بمشيئة الله.

ـ المنتخب: أنت وكثير من عناصر المنتخب المحلي تملكون الخبرة التي تحتاجها مثل هذه البطولات الإفريقية؟
العربي الناجي: هذا صحيح، فالسيد الحسين عموتا وقع اختياره على عدد من اللاعبين الذين راكموا خبرة كبيرة على المستوى الإفريقي بمشاركتهم في المنافسات القارية، وهذه الخبرة ستكون مفيدة لنا في الإمتحان القاري، وإن كان الرهان الأول هو أن نظهر على أرضية الملعب كمجموعة متجانسة وأن نطبق بالكامل تعليمات الطاقم التقني الذي يشتغل معنا على كثير من الوضعيات التكتيكية.

ـ المنتخب: البطولة تبدو وكأنها بطولة إختبارية لكأس إفريقيا للأمم، بمعنى أنكم ستلعبون في ملاعب محينة أو ملاعب مشيدة حديثا، هل هذا يمثل قيمة مضافة لكم؟
العربي الناجي: كرة القدم التي نلعبها في العادة، هي كرة قدم مؤسسة على التمرير القصير السريع وعلى الجانب المهاري بالإضافة إلى جماعية الأداء، وهذه الكرة تحتاج إلى أرضيات جيدة تسمح بإبراز هذه المؤهلات، والحال أننا في خرجاتنا الكثيرة مع نوادينا للأدغال الإفريقية، كنا نصطدم بأرضيات صلبة أو معيقة لانسيابية اللعب، وهو أمر كنا نتعامل معه بذكاء كبير، أعتقد أن الأمر سيختلف هذه المرة، لأن الكاميرون قامت بتحيين ترسانة ملاعبها لتتمكن من استضافة نهائيات «الكان» باحترام للمعايير الجديدة المفروضة من الكونفدرالية الإفريقية، وفي طليعتها جودة العشب، لقد حرمت الكاميرون من استضافة نسخة 2019 لكأس إفريقيا للأمم بسبب أنها لم تكن جاهزة بالكامل، اليوم أطن أن هذا الأمر تحقق، لذلك نحن كتفائلون بأننا سنلعب فوق أرضية جيدة بياوندي، على كل حال هذا ما نتمناه كلاعبين.

ـ المنتخب: طيب، كيف هي الأجواء داخل المجموعة؟
العربي الناجي: رائعة جدا، هناك تلاحم بين كافة المكونات كما أن الشعور بحجم المسؤولية كبير جدا، كلاعبين نتمنى أن نبلغ المراد ونحتفظ لكرة القدم المغربية بهذا اللقب، وبطبيعة الحال لا يمكن أن ننسى الرعاية التي خصتنا به الجامعة فقد اشتغلنا بنفس الإمكانيات اللوجيستية التي يشتغل به المنتخب الأول، كما أن التحفيزات المعنوية والمادية هي نفسها، وهذا يؤكد حرص الجامعة على إحاطة كافة المنتخبات الوطنية بالعناية البالغة.
أعتقد أن الكرة هي اليوم في ملعبنا، وأتمنى أن لا نخيب ظن المغاربة بنا، سنفعل المستحيل لكي نعود باللقب من الكاميرون.

ـ المنتخب: ليس اللقب الإفريقي وحدهم الذي يحفزكم، بل أيضا عين الناخب الوطني وحيد خاليلودزيتش التي ترصدكم؟
العربي الناجي: نعرف يقينا أن السيد وحيد خاليلودزيتش يتابعنا في ودياتنا وعند حضورنا مع نوادينا وسيرصد أداءنا بالكاميرون، وكلاعبين نحن نشتغل على الدوام لنستحق ثقة الناخبين الوطنيين، وكما يردد السيد عموتا ذلك مرارا، فوجودنا في المنتخب المحلي هو لتحقيق الألقاب ولتشريف كرة القدم الوطنية، ولكن أيضا لربح مكانة داخل المنتخب الأول.