• تصحيح الأمور لتأمين العبور

بشعار الإنتصار «خيارا وحيدا» للإطمئنان على تأشيرة العبور والتأهل دون الخضوع لحسابات الجولة الثالثة، يظهر المنتخب المحلي أمام دبابير رواندا لحسم الموقعة الثانية ومعها ربح النقطة السادسة التي تضع الأسود المحلية في الدور الثاني لدخول  التفاصيل المهمة التي تتخلص في الدفاع عن اللقب المتحصل عليه قبل عامين في ابلادنا.
وبغض النظر عن حسابات التأهل، وعن حتمية الإنتصار سيكون عموتا مطالبا رفقة لاعبيه بتجاوز مخلفات الشك التي تركتها المباراة الأولى أمام الطوغو والمرتبطة تحديدا بزيادة الفاعلية الهجومية وتقديم فاصل يليق بالبطل الحاضر بالكامرون ليدافع عن تاجه وبالإقناع: 

• استهلال مرتعش
بعيدا عن لازمة الإنتصار بغض النظر عن الأداء وقصة المباريات التي تربح ولا تلعب في المواعيد الإفتتاحية والنهائية، المنتحب المحلي وهو يهزم صقور الطوغو لم يكن مقنعا بالصورة الكافية، واحتاج لتفصيلة ضربة الجزاء التي أعاد تسديدها مرتين لاعب الوداد يحيى جبران كي يحسم انتصاره الأول. 
وبالعودة للظهور الإفتتاحي فقد جاء متوسطا في مؤداه، مرتعشا في مبناه وغير مقنع في اختياراته والقصد هنا المدرب عموتا الذي لعب بحذر ولم يجازف في خط الوسط بعناصر تملك القدرة على الخلق والإبتكار والتمربرات الحاسمة في العمق والتي هي ما يحتاج مهاجم تقليدي من طينة الكعبي. لذلك حين يعود المحليون لخوض المباراة الثانية أمام رواندا فهم مدعوون لأمرين اثنين: الإنتصار مع الإقناع والفوز مع الجودة . 

• توليفة تليق بالدبايير
لا شك أن عموتا تابع قبل الشان مباريات تعم دبابير رواندا، وهو ما صرح به مرارا ومعه ملك وخلص لانطباعات كافية أماطت عنه لثام الغموض ليتعرف على منافسه وخصوصيات أدائه. 
إلا أنه سيكون قد عاد ليطالع المباراة المرجع لهذا المنتخب وهي مباراة أوغندا التي خرج فيها الراونديون متعادلون بالأصفار وهي سمة انطلاقة الشان حيث الشح التهديفي والتفوق الأنظمة الدفاعية على الهجوم.
لذلك سيكون لائقا بهذا المنتخب  الذي بدوره تعرف على الأسود المحلية أن يغير عموتا من نهجه ومن شكل الأداء ومن التركيبة التي لم تكن بالمثالية المنشودة أمام الطوغو وسنعلل لماذا؟

• النمساوي أفضل
دون الحديث  بتشخيص وتدقيق عن كل لاعب بعينه، نبدأ بمحور الدفاع الذي يظل من اختصاص المدرب وقد آمن بأضلاعه كما رأى أنها تخدم الكيفية التي يحاول من خلالها البناء من الخلف. 
لكن داخل نفس المحور، باعدي كظهير أيمن لم يكن مقنعا وغابت عنه خاصية هامة مطلوبة في الأروقة العصرية وهي سرعة الإرتداد وأغراق المعترك بالتمرير الإيجابي السانح. زميل له في نفس الفريق وقد أبعده عموتا  لسبب انضباطي بعد حادث طرده أمام غينيا  عمر النمساوي هو أكثر كفاءةمنه في الرواق الأيمن بالأرقام التي يعلن من خلالها النمساوي أفضل ممرر بالبطولة وبالتخصص داخل نفس الفريق، فلا يعقل أن يتكرر مع المحليين ما نعيشه وننتقده داخل الأسود بتغييب عناصر الإختصاص لنعالجها بالترقيع.
وهنا سيكون على باعدي أن يعود لرواقه الأيسر مكان الموساوي فيكون هذا المحور قد غلب المنطلق في الإختيار.

• تعبئة مضاعفة
بطبيعة الحال و دون استبيان ما إن كان الثنائي النفاتي والجعدي مؤهلان لهذه المباراة وكلاهما هام جدا في الأطراف والوسط، فإن تواجد جبران والكرتي لا نقاش بشأنه والمثلث «حدراف ورحيمي مع الكعبي» هو أيضا فصل وحسم في الرسمية ودون كثير نقاش أو جدل. 
لذلك هي مباراة بتعبئة مضاعفة «واحد في اثنان» الأنتصار للعبور ومعه مناقشة المباراة الثالثة بأريحية أكبر لتأمين الصدارة والتطلع لتجريب عناصر أخرى تكسب مباريات الشان في أقدامها. 
فلغاية الأن ما قدمه المحليون في معسكر النيجر، وعادوا ليطالعونا به في وديتي غينيا بالرباطو كرسوه أمام الطوغو لم يكن بالجودة المؤملة ولا هو يروي العطش ولا حتى يطابق كفاءة بطولة يقال أنها من بين الأفضل قاريا. هنا أمام الدبابير الرواندية لا خيار ولا مناص سوى العزف على وتر الإنتصار وبكثير من الإقناع.