قمة في الوضاعة المهنية، ونزول إلى الدرك الأسفل من الإنحطاط الفكري والإسفاف الخلقي، هو ما بلغته قناة «الشروق» الجزائرية، وهي تسيء بلا حياء من خلال برنامج لها، لشخص جلالة الملك وتمس المغاربة في مقدساتهم، معتقدة أنها بهذا المكر المفضوح ستنال من الصورة الرائعة التي يصدرها جلالة الملك محمد السادس حفظه الله عن شعبه وعن بلده وعن شخصه الحافظ لمقدسات الأمة والراعي الأمين لمصالحها.
وإذ نرصد لهذا التطاول الوقح على عاهل البلاد، أسبابا كثيرة، منها على الخصوص، ما تجرعته الجزائر في الآونة الأخيرة من خسائر فادحة فضحت هشاشتها الديبلوماسية وكل الأوهام التي علقت بها الجزائريين، والعالم كله يعترف للمغرب بسيادته الكاملة على صحرائه، فإننا نستغرب أن تكون الأجهزة التي تقمع حرية التعبير وتصادر الأصوات المستنكرة لما آلت إليه الأوضاع بالجزائر، قد سمحت بهذا التطاول الوقح على شخص جلالة الملك، وأجازت هذا التعدي السافر على مقدسات المغرب، وما يرمز إليه ذلك كله من ضرب كامل لأخلاقيات مهنة الصحافة، إن لم تكن هذه الوضاعة هي من صنع الأجهزة المتحكمة في هكذا وسائل إعلام، مسخرة لإشاعة مثل هذه المنكرات الصحفية.
وليكن في علم من لجأوا لأرخص السبل لإلهاء الشعب الجزائري وصرفه عن حقيقة الخسائر الفادحة التي تكبدها النظام الجزائري مؤخرا، أن المغاربة مصطفون وراء ملكهم، مجندون من أجل نصرة قضاياهم المصيرية، ومتحلون بالحكمة التي عهدهم فيها العالم لمواجهة ما هو من قبيل هذا التفسخ الأخلاقي والتبرج الإعلامي، وإن تطاول من تطاول على مقدساتهم، فإنهم يبرزون أنياب الأسود للفتك بالماكرين والحاسدين والمتطاولين..
مؤسسة المنتخب