• مقصلة الإبعاد تطال 4 مدربين دفعة واحدة.. فهل من مزيد؟

شكلت الدورتان السابعة والثامنة من البطولة الاحترافية »إنوي» الإستثناء، بعدما شهدت إجتياح الموجة الثانية، من فيروس إقالات مدربي البطولة، إذ عمدت 4 أندية إلو تغيير ربابنتها، في وقت واحد. 
وعلى اختلاف مراكز الأندية التي أبعدت مدربيها في سبورة الترتيب، وطموحها في بطولة هذا الموسم، إلا أن القاسم المشترك يبقى هو تحميل المدرب، مسؤولية تراجع النتائج، ليكون بذلك الشماعة التي يعلق عليها الإخفاق، في إنتظار أن يثبت البديل عكس ذلك.

• مقصلة الإقالة 
عادت مقصلة الإقالة، لتحصد رؤوس المدربين، في البطولة المغربية، فبعدما أبعدت في مرحلة سابقة كلا من عبد الرحيم طاليب عن تدريب الجيش الملكي، وعبد السلام وادو عن صفوف مولودية وجدة، وأيضا العلوي الإسماعيلي عن نهضة الزمامرة، يتواصل موسم إبعاد المدربين، بعدما إنفصل المغرب الفاسي عن عبد اللطيف جريندو، وأبعد المغرب التطواني يونس بلحمر، ناهيك عن فك سريع وادي زم إرتباطه بيوسف فرتوت وانفصال نهضة الزمامرة عن خالد فوهامي، في ظاهرة، لم تصبح غريبة، عن البطولة المغربية، التي بات رؤساء الأندية، يحملون فيها تراجع نتائج فرقهم للمدربين بشكل مباشر، لذلك ما أن يتراجع أي فريق، في سبورة الترتيب، حتى يبدأ مدربه في تحسس رأسه قريبا من القطاف، في الوقت الذي يعتبر عدة مسؤولين بأن إبعاد المدربين يخلصهم من ضغط الجماهير، التي يتم إمتصاص غضبها عبر جلب مدرب جديد، مع تحميل الربان السابق مسؤولية تراجع النتائج، وهو الأمر الذي دأبت عليه عدة أندية مغربية طيلة السنوات الأخيرة. 

• دورة ملعونة 
حملت الدورة 7 من البطولة الوطنية لوحدها لغما في طياتها لـ3 مدريبن مغاربة، كانوا يحلمون بمواصلة حضورهم في الدرجة الأولى، قبل أن يجهض كل شيء، فعبد اللطيف جريندو، بالكاد كان يبحث عن ترك بصمته رفقة نمور العاصمة العلمية، وبمجرد تعادله سلبيا بفاس، أمام حسنية أكادير، حتى وجد أمامه الرئيس إسماعيل الجامعي، يتفاوض مع الأرجنتيني ميغيل غاموندي، رغم أن مسار الفريق الفاسي لم يكن سيئا قبل إبعاد جريندو، الذي حقق مع الفريق إنتصارين، و4 تعادلات ثم خسارة واحدة، في موسم متقلب، خلق فيه فيروس كورونا أجواء خاصة على الأندية. 
ولم يكن ينتظر الكثير من جمهور المغرب الفاسي، كل هذه السرعة في إبعاد جريندو، خاصة وأن ممثل  العاصمة العلمية، عائد لتوه من الدرجة الثانية، وكان يحتل  الصف الرابع، قبل أن يكون لأصحاب القرار، رأي آخر بإبعاد المسؤول الأول عن الطاقم التقني، وخوض غمار تجربة جديدة، أرادوا من خلالها الإنفتاح على المدرب الأجنبي، طمعا في تسلق مراتب في سبورة الترتيب، والتواجد ضمن ثالوث المقدمة .

• السريع أبعد فرتوت 
لم يمهل سريع وادي زم، بدوره مدربه يوسف فرتوت، لتقرر إدارة النادي إبعاده، وتسليم الأمور التقنية مؤقتا للمدير التقني، عز الدين بلكبير، لغاية إختيار المدرب الجديد، بعدما توصل رئيس «ركوز» بعدة سير ذاتية، بحسب ما أفاد به النادي في بلاغ نشره على صفحته الرسمية ب»فيسبوك».   
وأفاضت الخسارة التي حصل عليها سريع وادي زم، أمام الدفاع الجديدي بهدفين لصفر، غضب مسؤولي وادي زم، الذين رفضوا تجديد الثقة في فرتوت، الذي لم يساعدة إنتصاره على إتحاد طنجة، بعد إستئناف البطولة في البقاء على رأس الطاقم التقني للفريق، خاصة وأن السريع فقد بوصلته، وكان يحتل الصف ماقبل الأخير بعد إبعاد فرتوت برصيد 6 نقاط، بعد 3 هزائم و3 تعادلات مقابل إنتصار واحد. 

• الغازي لا يرحم 
لم يمهل رضوان الغازي، رئيس المغرب التطواني، المدرب يونس بلحمر الكثير من الوقت، فبعد منحه شرف تدريب الحمامة البيضاء، في مبارايتن فقط سجل فيهما  تعادل أمام حسنية أكادير بهدف لمثله، وبعدها خسارة بملعب طنحة الكبير، أمام أولمبيك آسفي بـ3 ــ 1، عاد المسؤول الأول عن إدارة الفريق التطواني، ليقرر إبعاد بلحمر، والإستنجاد ب «الإطفائي» جمال الدريدب، في إنتظار أن تتضح الأمور أكثر، فيما تبقى من مباريات  البطولة. 
وكان المغرب التطواني، تعاقد مع بلحمر الذي عوض الإسباني ماكيدا، على أمل أن يعمل على تكوين فريق بعد فترة توقف البطولة  خلال فترة « الشان»، لكن  مكتب «الماط» لم يرغب في منحه فرصة ثالثة، ورفض حضوره في كرسي البدلاء أمام المغرب الفاسي، ليتم الإستغناء عنه، في ظرف قياسي ليكون بذلك المغرب التطواني، أسرع فريق داخل البطولة يقوم بالتخلص من مدربه، الذي غنم نقطة واحدة من مباراتين، لم تشفع له  مع الرئيس غازي، الذي كان من وراء إبعاده عن الفريق بسرعة مثلما كان له دور في إستقدامه. 
 

• النتائج أول صديق 
بعد موجة الإقالة الأولى، التي عصفت بمدربين في البطولة الوطنية، والتي تلتها الموجة الثانية، من المنتظر أن تكون هناك موجة ثالثة في الدورات المقبلة، إذ من المنتظر أن  تقوم أندية أخرى بتغيير مدربيها، خاصة مع ما يدور في الكواليس في الفترة الحالية، عن رغبة بعض الرؤساء في إستقدام ربابنة جدد، أو التفاوض مع آخرين مع الحرص على التكثم. 
وأكيد أن النتائج، تبقى أول صديق لأي مدرب داخل المغرب وخارجه، وهو المعطى الذي سبق للمدرب الفرنسي، إيمي جاكي، وأن صرح به، لذلك فمقصلة الإقالة، خلال الأسابيع المقبلة قد تحصد معها، كل مدرب لم يغنم بأكبر عدد من النقاط، ومع ما شاهدناه من عدم تريث رؤساء الأندية في إبعاد المدربين، سيزداد الضغط على هؤلاء، رغم هجران الجماهير للمدرجات، إلا أن كمية الإنتقادات التي يتعرض لها التقنيون، في وسائل التواصل الإجتماعي، تؤكد شيئا واحدا، هو أن الإخفاق يعلق على شماعة المدربين قبل أن أي أحد آخر، وكأنهم لوحدهم يتحملون مسؤولية الإخفاق، التي يكون لها إرتباط بسياسة النادي، ولنا في الفتح الرباطي، خير دليل، فرغم غضب جمهوره، وتراجع النتائج إلا أن المسؤولين، وفي مقدمتهم الرئيس حمزة الحجوي، لم يظهروا أي رغبة في الإنفصال عن المدرب الحالي مصطفى الخلفي، وهذا مايؤكد طبيعة العمل الإحترافي الذي يقوم به الفريق الرباطي، عكس عدة أندية مغربية أخرى، التي وبمجرد أن تخسر مباراة واحدة حتى تبدأ التفكير في الإنفصال عن المدرب..