تتأثر تصفيات كأس العالم في أوروبا وخارجها برفض الأندية ترك لاعبيها للمشاركة مع منتخباتهم بسبب إجراءات الحجر الصحي وقيود السفر جراء جائحة فيروس كورونا. 
وأعلن إنتر ميلان الإيطالي أمس الخميس عدم مشاركة كل لاعبيه مع منتخباتهم بعد إصابتين جديدتين بفيروس كورونا في صفوفه. 
ومن المرجح ألا تترك الأندية الألمانية لاعبيها القادمين من النمسا لمباراة جارتها أمام أسكتلندا في التصفيات في 25 مارس الجاري، لكن المواجهة ستقام في موعدها مع اعتماد النمسا على تشكيلة احتياطية. 
وقالت رابطة الدوري الفرنسي إن أندية الدرجتين الأولى والثانية رفضت ترك لاعبيها الأجانب إذا كانت المباريات خارج منطقة الاتحاد الأوروبي بسبب إجراءات الحجر الصحي المشدد. 
وكان الفيفا قد خفف لوائحه في هذا الشأن، ليصبح من حق الأندية عدم ترك لاعبيها للمنتخبات، إذا كانت هناك قيود على السفر من وإلى الدول التي تنتمي لها الأندية، أو في إلزام اللاعب بحجر صحي في دولته أو الدولة التي سيلعب فيها. 

ومع قرار إنتر، سيبقى البلجيكي روميلو لوكاكو والدنماركي كريستان إريكسن في ميلانو، كما سيغيب لاعبو نيراتزوري الإيطاليين عن تشكيلة منتخبهم أمام أيرلندا الشمالية وبلغاريا وليتوانيا. 
قال يوليان ناغلسمان مدرب لايبزيغ يوم الأربعاء إن فريقه سيمنع بعض لاعبيه من السفر. 
وأضاف "نبحث عن حلول فردية للاعبين الذين تم اختيارهم. لن نرسل أي لاعب إلى مناطق شديدة الخطورة أو مناطق ظهرت بها سلالة متحورة من الفيروس". 
وأشار هانز فليك مدرب بايرن ميونخ إلى أن لاعبه النمساوي ديفيد ألابا لن يشارك في مباراة أسكتلندا. 
وقال إنه لم يتضح بعد إمكانية ترك المهاجم روبرت ليفاندوفسكي للمشاركة مع بولندا ضد المجر وإنجلترا و وأندورا. 

وتم اختيار لاعب بوروسيا دورتموند جود بلينغهام، البالغ عمره 17 عاما، في تشكيلة إنجلترا لمواجهة سان مارينو وألبانيا وبولندا لكن من المرجح ألا يسمح له بالسفر نظرا للقيود المفروضة في ألمانيا، وهو ما أكده أيضا المدير الفني لإنجلترا جاريث ساوثغيت.

وأوضح: "ما زلنا ندرس الحلول المتاحة وأردنا وجوده في التشكيلة". 
على جانب آخر، قال ديديي ديشان مدرب فرنسا إنه سيملك تشكيلته الكاملة في مواجهة أوكرانيا على أرضه بالإضافة إلى مباراتي كازاخستان والبوسنة خارج فرنسا. 
وأبلغ ديشان الصحفيين أمس الخميس: "اتفقنا مع كل حكومات الدول التي يلعب فيها اللاعبون من أجل مشاركتهم (مع فرنسا) ومع أنديتهم عند العودة إليها".
وبالإضافة إلى المباريات في أوروبا تقام تصفيات كأس العالم في آسيا واتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (الكونكاكاف).
وتواجه المنتخبات الأفريقية مشكلة كبيرة بغياب اللاعبين البارزين في ظل إقامة آخر جولتين من تصفيات كأس الأمم الأفريقية.
وكان من المتوقع سفر نحو 400 لاعب من أوروبا لتمثيل منتخباتهم، لكن تعديلات الفيفا تعني اعتماد أغلب المنتخبات على تشكيلات احتياطية في مباريات مهمة.
وبالإضافة لأندية فرنسا أبلغ العديد من المدربين والمسؤولين رويترز رفض أندية بلجيكا وألمانيا والنرويج وروسيا وسلوفاكيا ترك لاعبيها ومن المتوقع أن يزيد العدد في الأيام المقبلة.
وقال البلجيكي توم سانتفيت مدرب غامبيا الذي فقد 4 لاعبين بالفعل في تصفيات كأس الأمم الأفريقية: "إنه قرار سيء منح الأندية حرية عدم ترك اللاعبين ثم إقامة المباريات بشكل طبيعي". 
وأوضح: "الحجر الصحي ذريعة لحرمان المنتخبات من لاعبيها. لم يكن على الفيفا التدخل في علاقة الأندية والمنتخبات".
وتابع: "لو منعنا اللاعبين من السفر للمشاركة في تلك التصفيات، فماذا سيحدث عند إقامة نهائيات كأس الأمم الأفريقية؟ الأمر لن يتوقف عند هذا الحد".