ضمن الوداد البيضاوي تأهله لنصف نهائي عصبة أبطال إفريقيا، في واحدة من أسوإ مبارياته، وذلك بعد فوزه على ضيفه مولودية الجزائر بـ1 – 0 في مباراة إياب ربع النهائي التي احتضنها المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء وقادها الحكم البتسواني بوندو. وسجل هدف الفوز وليد الكرتي في الوقت القاتل.

واعتمد الوداد البيضاوي على شاكلة تتأسس في بنيتها الأساسية على تشكيلة بشرية متوازنة، وخالية من أية مفاجأة على اعتبار أنها تضم كل اللاعبين المتألقين في الوقت الراهن، وجاءت على الشكل التالي: رضا التكناوتي – أشرف داري – يحيى عطية الله – أمين أبو الفتح – أيوب العلمود – يحيى جبران – أيمن الحسوني – وليد الكرتي – محمد أوناجم – مؤيد اللافي – أيوب الكعبي.

ومن بداية المباراة ظل الوداد يترصد كل سعي لبلوغ مرمى الحارس أحمد بوطاعة معتمدا على الضغط المتقدم والبناء والتوغل والمناورة بشكل متواصل، وكان من الطبيعي أن يصطدم الوداديون بدفاع مكثف على شكل "جدار إسمنتي"، حيث رفع مولودية الجزائر أعمدة المنع وبشكل خانق في كل مناطقه الخلفية.. وهو ما عاق تحركات الوداديين الذين وجدوا صعوبة كبيرة في تليين طريقة لعبهم على مستوى التنفيذ وإنهاء العمليات. وفي المقابل كان الفريق الجزائري يرد بين الفينة والأخرى بالهجومات المضادة، كان أخطرها في الدقيقة 38 إثر تنفيذ ضربة خطإ مباشرة مرت الكرة على إثرها محادية لمرمى رضا التكناوتي.

ومن فرط الصعوبة البالغة التي لقيها لاعبو الوداد على مستوى التهديد وإنهاء العمليات، لم نشاهد للفرسان الحمر خلال الشوط الأول سوى 3 تهديدات شكلت بعض الخطورة على مرمى مولودية الجزائر.. الأول في الدقيقة 6 عبر تسديدة أوناجم، والثاني في الدقيقة 22 إثر قذفة مباغتة للحسوني ردها الحارس أحمد بوطاعة.. لكن التهديد الثالث كان الأكثر خطورة وكاد على إثره أن يسجل الوداد البيضاوي هدف السبق، وذلك في الدقيقة 44 عندما سدد الحسوني قذفة قوية ردتها العارضة، وحاول العكبي أن يكمل الهجمة بضربة رأسية بعدما تهيأت الكرة أمامه لكن الحارس الجزائري كان في المكان المناسب.  

ورغم أن الوداد كان الأكثر سيطرة واستحواذا على الكرة خلال الشوط الأول، إلا أنها كانت سيطرة عقيمة في غالب الأحيان وبلا فاعلية كبيرة تذكر، على اعتبار أن الفريق الجزائري عرف كيف يمتص حماس واندفاع الوداديين وعرف كيف يخمد نيران هجوماتهم، لينتهي الشوط الأول بالنتيجة التي كان يطمح إليها الفريق الجزائري وهي التعادل من دون أهداف.

وبات الوداد مطالبا بكثير من التغييرات خلال الشوط الثاني على المستويين التقني والتكتيكي، لأن لا الطريقة ولا النتيجة اللتان انتهى بهما الشوط الأول تسران أو تبعثان على الإطمئنان.

ومع بداية الشوط الثاني بدت المباراة بمتغير جديد، قد يكون وقد لا يكون في صالح الوداد، وهو الإيقاع الذي بات بطيئا جدا، إذ أصبحت بناءات الوداديين متأنية أكثر من اللازم وكأنهم سعوا من وراء ذلك إلى إخراج الجزائريين من منطقتهم الخلفية.

 والحقيقة أن الوداد كان على وشك أن يسجل هدف السبق، ويفرض تقدمه على مستوى النتيجة في الدقيقة 49 عندما انفرد أيوب الكعبي بالحارس الجزائري وجها لوجه لكنه سدد بشكل أرعن ومن دون تركيز لتضيع منه، وبشكل غريب، فرصة ذهبية يصعب أن تتكرر!

وقد تكون الفرصة الضائعة من الكعبي قد فعلت فعلتها في نفسيات الوداديين، لأنه لا يعقل أن تتراجع فاعليتهم بشكل ملحوظ في وقت تحولت فيه الأفضلية للفريق الجزائري الذي بات أكثر اندفاعا وضغطا وتوثبا وحماسا!  

وكلما تعاقبت دقائق المباراة خلال الشوط الثاني ازداد الوضع صعوبة وتعقيدا بالنسبة للوداديين، خصوصا أن مولودية الجزائر بات مطالبا بالبحث عن التسجيل لأن النتيجة التي انتهت به مباراة الذهاب في الجزائر (1 – 1) ليست في صالحه، لذلك ظهر أكثر إلحاحا على التقدم والضغط وصناعة الإنطلاقات، في وقت تراجعت فيه الضغوطات المكثفة للوداد الذي بات أكثر اعتمادا على المرتدات.

وكان بمقدور الكعبي أن يحسم المباراة لصالح الوداد مرة أخرى في الدقيقة 76 عندما توصل بكرة ساقطة في الجهة اليمنى أمام مرمى الحارس الجزائري، لكن تسديدته تمت أيضا بشكل أرعن!!

وقبل نهاية المباراة بـ4 دقائق لعب فوزي البنزرتي آخر أوراقه التكتيكية حيث أجرى تغييرين إثنين بإدخال كل من سايمون مسوفا والشيخ كومارا بدل مؤيد اللافي وأيمن الحسوني، وقد سعى مدرب الوداد من خلال التغييرين على الحفاظ على توازنات الفريق على صعيد خطي الوسط والهجوم.

وبعد طول انتظار تمكن الوداد وبشكل مفاجئ من التوقيع على هدف الفوز في الدقيقة 90+3 من تسجيل وليد الكرتي.