مركز متوسط الدفاع الذي كان إلى أمس قريب مصدر اطمئنان داخل الفريق الوطني وقد شهد استقرارا مع من سبقه بتواجد الثلاثي المهدي بنعطية، غانم سايس ومروان داكوسطا، تحول اليوم لحقل تجارب لا داعي له، وبالدليل ما يبرز تخبطا مجانيا للناخب الوطني تجهل مقاصده ولا خلفياته ولا حتى الشكل الذي يفكر به.
ولأننا ننطلق في كل التحاليل مما هو استقرائي كرونولوجي، فلا يعوز القارئ الكريم سوى العودة لسجل المباريات الودية والرسمية التي خاضها الفريق الوطني تحت قيادة وإشراف وحيد خاليلودزيتش ليصل لهذه الحقيقة المحبطة لغاية الأسف.
10 مباريات ب 10 ثنائيات في محور الدفاع، كان غانم سايس ضحيتها الأبرز وهو يحاط عند كل مباراة بلاعب مرافق له لدرجة أنه خلال مباراتي إفريقيا الوسطى إضطر رومان سايس للعب ظهيرا أيسر مزورا كي يتيح لفضال ومايي البقاء في المحور، وهذا بالفعل شيء غريب لا يجد به تفسيرا واضحا، فقد لعب مع سايس كل من يميق وفضال ونايف أكرد وسامي مايي وسفيان شاكلا ولم يستقر هذا العمق الدفاعي أبدا على توليفة ثنائية تشيع الإطمئنان، بدليل عديد الهفوات التي ارتكبت وظهرت على طول خط التصفيات ولم تعكسها حقيقة استقبال هدف واحد، إما لضعف المنافسين أو لبراعة ياسين بونو كجدار صد في المرمى والعرين.
ومن مغربات قناعة وحيد فقط بهذا المركز أنه اعتمد على سامي مايي في أول 4مباريات في التصفيات ومباراتين وديتين قطعة أساسية لا تتغير، تدور حولها رحى باقي الأسماء، وعلى نحو مفاجئ في آخر مباراتين تصفويتين في طريق التأهل للكاف، قام باستبعاده لفائدة شاكلا وفضال، وها هو اليوم يعيد مايي ويستبعد فضال، وهذا الخلط يعكس غرابة الإختيار وعدم الإستقرار الذي   يشهده هذا المركز الحيوي في بناء كل منتخب أو فريق، وقد تجاوزنا معضلة الحراسة لحسن الحظ لنسقط في براتن التوجس.