• لا إخلال في بنود عقده وغضب المغاربة ليس كافيا لإقالته!

طالت الناخب الوطني وحيد خاليلودزيتش، الكثير من الإنتقادات من قبل الجماهير المغربية بسبب تدني أداء لاعبي الفريق الوطني، على الخصوص في آخر أربع مباريات، فرغم النجوم الكبيرة التي يتوفر عليها المنتخب المغربي، إلا أن ما يقدمه زملاء حكيم زياش لحد الآن لم يقنع الجماهير، التي تأمل أن يستدرك المدرب البوسني الأمر، وهو المقبل إبتداءا من شهر شتنبر المقبل، على خوض تصفيات مونديال قطر بمواجهة السودان وغينيا.

• زلة لسان 
في ندوة صحفية عقدها خليلوزيتش أبريل الماضي، تحدث عن المنتخب الجزائري حامل لقب كأس إفريقيا للأمم، وعن رغبة الجمهور المغربي في التتويج أيضا بهذا اللقب، الأمر الذي أشعل منصات وسائل التواصل الاجتماعي، وإعلام الجارين المغرب والجزائر، بعدما دعا مدرب المنتخب المغربي رئيس الجامعة فوزي لقجع والإعلام المغربي، إلى وقف مقارنة منتخبهم بنظيره الجزائري، مضيفا بقوله: «الجميع هنا وحتى رئيس الجامعة غاضبون وقلقون بشدة، فقط لأن الجزائر هو من فاز بكأس إفريقيا، أنتم تفضلون الآن الفوز بكأس إفريقيا حتى على حساب الفوز بكأس العالم».
وأوضح مسؤول بالجامعة لـ«المنتخب» أن خليلوزيتش لم يقصد ما قاله، وأن التعبير خانه مرة أخرى باللغة الفرنسية، وهو المعروف عنه كونه لا يجيد توصيل ما يريد قوله، مضيفا: «الجميع يعلم يقينا أن لا أحد تفاعل بحزن أو غضب بعد تتويج منتخب الجزائر، بل العكس كانت هناك فئات عريضة من جماهير المنتخب المغربي قد ساندت ثعالب الصحراء في مصر وشجعت الجزائر جنبا إلى جنب مع الجمهور الجزائري»، وتابع: «أعتقد أن ما قاله وحيد مجرد زلة لسان، وليس كما فهمت الأغلبية سيما الصحافة الجزائرية».

• غضب الجمهور
التصريحات المذكورة، أشعلت منصات التواصل الإجتماعي، وأججت غضب الجمهور المغربي الذي طالب خليلودزيتش بالإعتذار الفوري، أو الرحيل عن تدريب المنتخب الوطني، رغم أن المدرب نجح في قيادته في التصفيات القارية دون هزيمة، حيث تصدر ترتيب مجموعته الثامنة برصيد 14 نقطة، ليتأهل للمنافسات النهائية لأمم أفريقيا التي ستحتضنها الكاميرون مطلع العام المقبل.
وصب الجمهور المغربي جام غضبه على المدرب خاليلوزيتش بسبب المستوى الباهت والأداء غير المقنع الذي يقدمه المنتخب في عهده، محملا إياه مسؤولية تواضع منتخب الأسود طيلة المباريات السابقة، بسبب ما اعتبروه عدم استغلال إمكانيات اللاعبين الذين يعتبرون من بين الأفضل في الملاعب الأوروبية.
واعتبر غالبية رواد منصات التواصل الاجتماعي بالمغرب أن الأسلوب الذي يلعب به وحيد خليلوزيتش لا يبعث على الإطمئنان على بعد شهرين من خوض غمار التصفيات المؤهلة لكأس العالم، مطالبة بضرورة الإسراع في التعاقد مع مدرب جديد، يستطيع إعادة التوهج للمنتخب، خاصة وأن التصفيات المؤهلة للمونديال ستكون صعبة وسيواجه خلالها منتخب الأسود منتخبات متمرسة وقوية، ما قد يبخر أحلامهم في بلوغ نهائيات كاس العالم المقبلة.

• وحيد يدافع عن نفسه
دافع خليلودزيتش عن حصيلة عمله مع منتخب «أسود الأطلس»، مؤكدا أنه حقق الأهداف التي طلبت منه حتى الآن وأنه يتقبل الإنتقادات، لكنه ينزعج من المطالبات المستمرة من البعض برحيله، وقال خلال ندوة صحفية عقدها: «نحن نعرف أنه من الصعب إرضاء الجميع أو أن يحبك الجميع، لذلك أنا أيضا لا أحب تلك الفئة التي لا تحبني أو تنتقدني».
وأضاف: «تعودت على ذلك وكانت لي عدة تجارب وعشت وضعيات صعبة، على غرار تدريبي منتخبات اليابان وكوت ديفوار وغيرها، أصبحت أملك ما يكفي من الخبرة لأواجهها»، وقال أيضا: «إذا أردتم انتقادي فلا مشكلة لدي في ذلك، في بداية مشواري مع الجزائر، كانت الأمور أكثر من صعبة، ثم في نهاية المطاف الكل كان سعيدا، لأنهم قاموا بمشوار جيد في كأس العالم، لكن الأمور لم تكن سهلة وفكرت في الرحيل أكثر من مرة»، وتابع: «مع كوت ديفوار فكرت أيضا في الرحيل، فزنا بجميع المباريات ثم خرجنا من دور الربع في كأس أفريقيا، فقال رئيس البلاد وليس رئيس الجامعة الإيفوارية لكرة القدم، إن وحيد لا يجب أن يخوض كأس العالم»..
واتهم خاليلودزيتش مدربين مغاربة بالوقوف وراء المطالب برحيله، إذ قال: «الإنتقادات التي تطالب برحيلي، تأتي من مكان معين، بعض الأشخاص يريدون مكاني، لأن منصب مدرب المنتخب مطلوب بكثرة، شيء طبيعي أن يرغب المدربون المغاربة أن يحصلوا على شرف قيادة منتخب بلدهم»..

• تكلفة باهظة
أكدت مصادر «المنتخب» أن تكلفة إقالة المدرب وحيد خاليلودزيتش من قبل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ستكون باهظة جدا، سيما إذا جاءت من طرف واحد وليس عن طريق التراضي، كاشفة أن البوسني / الفرنسي يرتبط بعقد يمتد لأربع سنوات، وقعه شهر غشت من العام 2019، أمضى منها خليلوزيتش حوالي سنتين، وسطرت الجامعة عدة أهداف في بنود العقد فرضتها على المدرب، بداية بتحقيق التأهل لنهائيات كأس العالم 2022 بقطر، والعبور على الأقل إلى نصف نهائي كأس أمم إفريقيا «كاميرون 2021»، ثم التتويج بلقب الكأس الإفريقية التي تليها»، مضيفة أنه في حال الإخلال بأي من الأهداف المذكورة سيكون من حق الجامعة المغربية فسخ التعاقد قبل فترة إخطار تمتد لثلاثة أشهر، من أجل إنهاء الارتباط».
وأضافت المصادر ذاتها أن المدرب الفرنسي ناجح لحد الآن في مهمته وتمكن من التأهل لنهائيات كأس إفريقيا للأمم، موضحا أن على الجامعة المغربية إنتظار تعثر المغرب في النهائيات القارية وعدم بلوغ نصف النهائي لفسخ العقد معه بأقل الأضرار المالية، وهو ما يرفضه الجمهور المغربي جملة وتفصيلا، والذي يطالب بإقالته قبل انطلاق المنافسات، بل قبل انطلاق تصفيات المونديال بعد شهرين من الآن، وكشفت المصادر ذاتها أن وحيد خليلودزيتش يتلقى حوالي 100 مليون سنتيم كراتب شهري، فضلا عن الإمتيازات والمنح الأخرى، وعلى الجامعة المغربية تأدية جميع رواتبه إلى غاية نهاية عقده في حال رغبت في فسخ عقده من جانب واحد.