نزال المغرب والسودان هو أول حلقة لوحيد بحثا عن العالمية، ولكن بأي قراءات وأي مخاض وأي نهج لعبور الفوز بدون أهمية العرض والاقناع والفرجة. وما نريده هو أرقام النقاط والفوز بقراءة جيدة للخصم. وهو السؤال الذي نضعه دائما على الناخب إن كان يعرف خصمه أم لا، فهل نفوز ؟ أم نبحث عن الأعذار ؟
• بداية الإقلاع
من محطة السودان، تبدأ الإنطلاقة الأولى لأسود الأطلس في إقصائيات كأس العالم لرسم معالك الطريق نحو التأهل ضمن مجموعة صعبة يظهر فيها صقور الجديان والمنتخب الغيني كمنتخبان من العيارات الثقيلة أساسا ومن خلال ما رسمه المنتخب السودان من ثورة كبيرة على مستوى إقصائيات كأس إفريقيا الأخيرة والتي توجها بالتأهل التاريخي على حساب جنوب إفريقيا، وأخرجها كليا من السباق، وهذه الصحوة تؤكد أن السودان سيحضر الإستحقاقات الخاصة بكأس العالم بنفس الوثيرة حتى وإن كان يرمي في تصوره الخاص الى تقديم أرقى الدلالات في كأس إفريقيا القادمة. ومن هنا سيكون على المنتخب المغربي أن يقرأ هذا الإقلاع لأنه مختص في إزاحة الفرق الكبيرة، وأكثر من ذلك، سيكون صراع الأسود هو التأهل على مستوى المجموعة، وبعدها يدخل مرحلة الدور الفاصل، ولذلك يعتبر لقاء السودان بالمغرب حلقة البداية للفوز أيا كانت النتيجة ودون النظر إلى الفرجة لأنها غير موجودة في هذه السياقات الإقصائية، والحسابات هي العامل الأساسي للتأهل.
• كيف يخرج وحيد من الظلامية؟
ويدرك الناخب الوطني وحيد خليلوزيتش أن ما تفاعل به خلال مقامه بالمغرب لمدة سنتين، لم يظهر لنا القاعدة المحفوظة للتشكيلة والشاكلة بأسطولها الكامل في ظل التجريب الدائم بلا فائدة، وما ظهر أن الأسماء الجوهرية تغيب أحيانا وتترك فجوة في الطريقة والنهج والإختيارات بدرجة فوز يحصل بصعوبة كما شاهدنا ذلك في وديتي غانا وبوركينافاصو الآخيرتين دون أن يكون هناك إقناع ولا ارتياح على مستوى الفعالية ونجاح الخطة لدواعي غير مفهومة. وهذا التصورات التي حضرت في المبارتين، قدمت لنا غموضا واضحا لدى المدرب بتغيره الخطة إلى 3 ــ 5 ــ 2 دون أن يكون لها فعالية في ترجمة النتيجة حتى ولو كان الخصمان غانا وبوركينافاصو على درجة عالية في خلق المشاكل التكتيكية دون أن يجد لها حلولا إلا من الثابت. وهذا هو الإشكال الذي سقط فيه أصلا. وإلى هنا سيكون على وحيد أن يجد التوابل الرئيسية والخطة الملائمة للفوز حتى في غياب العقل المدبر حكيم زياش أمام السودان أولا ثم غينيا في اللقاء الثاني.
• السودان لا يرحم
ومن يعتقد أن منتخب السودان يعتبر خصما سهل التجاوز، فهو خاطئ، فله اليوم مباراتين وديتين في الرجل ما زالتا طازجتين في الرصد قبل أسبوع، كما أنه شكل مع المدرب فيلود قفزة نوعية في النتائج، وثورة فعلية في تكسير جدار الخوف والتنازل أمام أي فريق، بل أضحى وجها قتاليا، يلعب بإرادة الفوز ومتناغم بتنوع رجاله من البطولة السودانية من جانبي الهلال والمريخ بدرجة عالية مع بعض الأسماء المحترفة عربيا. وما تفاعل به منتخب الجديان بالإمارات تحضيريا، يؤكد أن المدرب هيأ فريقه ذهنيا للمغرب دون أي مركب نقص، وسيكون السودان محطة اكتشاف جديد للأسود أكيد أنه سيتعذب أمامه لانتزاع الفوز، اعتبارا إلى أن دفاعه صارم، ويصعب تجاوزه من خلال استقراء ما سجل عليه في ست مباريات إقصائيات كأس إفريقيا (3 أهداف) مثلما سجل (9 أهداف) .
• أية ثوابت ؟
وبالرجوع إلى آخر المباراتين الوديتين، يكون وحيد قد استلهم الإختيارات الأساسية من مباراة غانا أصلا، وهي الملعوبة ببونو، وحكيمي يمينا في الرواق، والعملود في الرواق الأيسر، مع مثلث دفاعي مشكل من يميق وسايس وأكرد، ووسط مشكل من أمرابط في الإرتداد وتاعرابت وأملاح في التنشيط الهجومي، مع وضع القناص النصيري إلى جانب الحدادي في غياب زياش الموضوع في الإحتياط، إلا أن هذه المباراة، قد يتعامل بها وحيد بنفس الرؤيا المنطقية احتفاظا بنفس الوجوه عدا العملود الغائب الأكبر ليلعب مكانه ماسينا العائد، ما يعني أن الفريق الوطني في الشوط الأول لعب بهذه القيادات دون زياش، وسيكون له تأثيره الغيابي في صناعة الفرص، مثلما يعني أن الفريق الوطني لعب من دون زياش، وسيكون على وحيد اختيار رجل القرارات الصعبة في البناء، وربما قد يحافظ على نفس التشكيلة التي لعب بها أمام غانا لكونه غير الكثير من الوجوه في المباراة الثانية. ولذلك من المفترض أن يلعب بنفس الوجوه التي لعبت أمام غانا، لكن بتغيير الخطة وطريقة اللعب حسب ما سيراه حاضرا لدى الخصم في الشوط الأول.
• 3 ــ 4 ــ 3 . . هل هي الأفضل ؟
حثما أكثر الدوليين لعبوا بهذه التشكيلة مع أنديتهم سيما من سايس مع المثلث الدفاعي، وحكيمي في الرواق الأيمن وماسينا في الرواق الأيسر، وأبدا لم يلعب وحيد بهذا المخطط الذي يستلهم فيه حكيمي سيطرته على الرواق مع دورتموند وانتير ميلان وباري سان جيرمان، ولما لا يتفاعل وحيد مع هذه الاستراتيجية ليس من منطلق 3 – 5 – 2 ، ولكن من 3 – 4 – 3 التي يكون فيها سايس وحكيمي من القيادات التي نجحت في هذا المسار وما زالت تلعب بنفس الطريقة، شريطة أن تكون القيادات الأخرى على نفس القناعات الخاصة في الوسط البنائي والإرتداد، فضلا عن الأطراف والقناص لأن مفعول حكيمي يقدم الإشارات المطلقة لخط التمريرات والتهديدات، ولا بد أن يكون ذلك موثوقا مع ماسينا أساسا. وفقط تبقى هذه تحليلات تقنية جانبية يمكن أن يعمل بها المدرب مثلما لعب بأكثر الخطط دون أن يكون منفتحا على الإقناع، وفرض شخصية الفريق الوطني على الخصم كليا مثلما كان الحال مع هيرفي رونار عندما كان الأسود أمام واقع السيطرة على الخصم والضغط عليه بكل الأوصاف، وهذا ما غاب ويغيب عن أسود اليوم دون بصمة المدرب.
• الفوز .. خيار كن أو لا تكون
يعرف وحيد أن الفوز ضرورة ملحة لبداية أفضل، وأي تعثر يعرضه إلى جمع حقائبه والرحيل. وهو يعرف ذلك أساسا لأن حتى ما دخل فيه من مشاداة مع مزراوي لعقاب غير محدد، وكذا مع زياش، يضعه في فرن المساءلة لأن الزجر القاسي، سيعرض الفريق الوطني إلى الإفراغ من نجومه، واليوم لن يلعب بزياش ونوصير باعتبارهما جزءا من النواة، ولذلك سيكون على وحيد أن يلعب المباراة أمام خصم ربما يعرفه أو لا يعرفه، لأنه من المفروض أن يكون عاين وديتي السودان الأخيرة، وحتى المباراة الرسمية التي تأهل فيها أمام جنوب إفريقيا لكأس إفريقيا القادمة، وسيلعب أيضا من أجل الفوز بخيارات تطبيع ذلك على الخصم بما يملكه من معلومات على السودان وهدافيه المصنفين الأقوى في الخط الهجومي من محمد عبد الرحمان وسيف بخيت ورمضان عجب. ومن هنا وجب الحذر، لأن طريق الفوز يبدأ من الدفاع وقراءة الخصم بمعطيات نقاط ضعفه وقوته.
• البرنامج
الخميس 2 شتنبر 2021
الجولة الأولى من تصفيات كأس العالم قطر2022
الرباط: مركب الأمير مولاي عبد الله: س 20: المنتخب المغربي ــ منتخب السودان