روى زكرياء أبوخلال لاعب أزيد ألكمار الهولندي تفاصيل ما جرى في كوناكري التي شهدت انقالابا عسكريا ضد الرئيس الحاكم في غينيا يوم الأحد الماضي عندما كان المنتخب الوطني يستعد لمواجهة مضيفه الغيني في الجولة الثانية من تصفيات كأس العالم.. ووصف الدولي المغربي الحدث بالمرعب، وقال في تصريحات لـ"أزيد ميديا": "لقد عدنا للمغرب سالمين ولم يلحق بنا أي أدى". وأضاف: "عندما وصلنا إلى العاصمة كوناكري كان كل شيء طبيعي، ولم نلاحظ ما يشير إلى أن شيئا ما سيحدث، ذهبا إلى الفندق في أفضل الظروف وكان كل شيء على ما يرام.. وبعد ذلك أجرينا تدريبا خفيفا، ثم في نهاية المطاف خلدنا للنوم". وتابع: "المشاكل لم تحدث سوى في اليوم الموالي، وقتها كنت مستريحا في غرفتي وسمعت أصوات إطلاق الرصاص.. في البداية اعتقدت أن الأمر يتعلق بالمفرقعات أو بالألعاب الناربة، وهو ما لم يكن له أي تفسير، لا يمكنك بالطبع أن يفكر في أي شيء آخر غير عادي.. إستمر الوضع على هذا النحو طويلا، وخلال الغداء قيل لنا إن هناك فرقة عسكرية تحاول القبض على رئيس البلاد، وبعد ذلك أدركنا أن الأمر يتعلق بإطلاق الرصاص الحي وقد استمر الوضع على هذا النحو طيلة اليوم بكامله". وخلال عملية الإجلاء والعودة إلى أرض الوطن قال أبوخلال: "عندما غادرنا الفندق أخرجونا من الباب الخلفي، وأخذونا إلى المطار عبر الحافلة، وكانت عربات الجنود تسبقنا، وقد ألحوا علينا بظرورة أن تبقى الستائر الزجازية مسدلة حتى لا يظهر من هم داخل الحافلة". وتابع الدولي المغربي: "في الطريق كان العديد من الناس يحتفلون بإلقاء القبض على الرئيس، كانت هناك الكثير من الصيحات، وكان البعض من هؤلاء يضربون الحافلة بأيديهم ويصرخون.. وفي لحظة ما توقفت الحافلة، وحلت الصدمة على الجميع، كان الموقف صعبا للغاية، لم نكن نعرف إن كانت الجماير التي تصيح وتلتف حول الحافلة سعيد أم غاضبة!! لحسن حظنا أن هؤلاء كانوا سعداء وقد كانوا يعبرون فقط عن فرحتهم وغبطتهم لاعتقال الرئيس.. وفي نهاية المطاف تحركت الحافلة من جديد واتجهت سريعا ومباشرة نحو المطار، ومن تم نجحنا في العودة". وكشف أبو خلال أن الوقت كان يضغط على الجميع لأنه كان على الحافلة أن تصل في الوقت المحدد وإلا لبقي الفريق الوطني عالقا في غينيا.. يقول أبو خلال: "كان الأمر مثيرا ومخيفا بعض الشيء لأننا كان نخشى الوصول إلى المطار متأخرين، ولو لم نصل قبل الساعة 11 كان من الممكن أن يكون قد فات الأوان، وكنا سنبقى عالقين في كوناكري على الأقل لمدة أسبوع آخر". وأكد أبو خلال أنه رغم كل ما حدث لم يشعر في لحظات ما بالخوف وقال: "لا يمكنكم أن تتخيلوا إلى أي حد كانت الأمور خطيرة، لكن مع ذلك لم أشعر بالخوف، ربما في الحافلة في طريق عودتنا للمطار عندما حاصرتنا الجماهير".